بيّن تقرير نشرته مجلة «داتسترانا» الروسية، أن إخفاء حقيقة الموت عن الأطفال يعد أمراً غير مجدٍ، ولاسيما أن محاولة إنكار الأمر ستبوء بالفشل، خاصة وأن طفلك سيعرف حقيقة الأمر عاجلاً أم آجلاً، وأضافت أنه من الضروري إخبار الطفل عن حقيقة الموت في بيئة هادئة، وبالتالي، يجب أن يكون الطفل بصدد الإصغاء لك، وأشارت المجلة إلى أن الانفعال والحزن بعد سماع خبر موت أحد الأقارب أو الأصدقاء أمر عادي للغاية، إلا أن المبالغة في ذلك يعتبر أمراً غير مستحب؛ لذا يجب التركيز على مشاعر الطفل خلال خوض مثل هذه المحادثة وإخباره بوفاة شخص مقرب.
كما يجب منح الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره، حتى السلبية منها، وبغض النظر عن الشكل الذي سيظهر من خلاله الطفل حزنه، يعد ذلك ردة فعل طبيعية إزاء حدث مماثل.
ومن المهم للغاية السماح للطفل بطرح الأسئلة التي تجول بذهنه بشأن الموت وحقيقته، والبقاء بجانبه حتى يغفو، خاصة أن إخبار الطفل بموت أحد ما قد ينجم عنه تولد بعض المخاوف داخله، على غرار الخوف من الظلام، وتوهم وجود وحوش، وتواتر الكوابيس.
وبينت المجلة أن شرح ماهية الموت يتوقف على عمر الطفل وشخصيته ومدى تقبله لما حوله، فقد لا يدرك الطفل حتى عمر أربع سنوات ماهية الموت، وغالباً ما يبدأ الطفل في سن ست سنوات بالخوف من فقدان أحد أفراد أسرته. من هذا المنطلق، من المهم أن تخبري طفلك بأن معظم الأشخاص يموتون في سن معينة وفي الغالب عندما يبلغون مرحلة الشيخوخة.
وأكدت ضرورة شرح مسألة الموت للطفل مع حرص الأهل على اختيار كلمات بسيطة ومفهومة تسهل عملية استيعابه لهذا الأمر، في الأثناء، يجب أن يكون مفاد الرسالة الرئيسية أن الموت حتمي، وأنه مآل الجميع، وأوضحت أن الأطفال بين خمس وست سنوات، غالباً ما يكونون قد عاشوا تجربة موت أحد الأقارب ولو لمرة واحدة، وبالتالي، فإنه يمكنك إشراك طفلك في مراسم الوفاة، في حال أعرب عن رغبته في ذلك، عموماً، قد تساعد مراسم الدفن الطفل في التخلص من مخاوفه.
وذكرت المجلة أن تخويف الطفل من الموت يؤثر سلباً على نفسيته، فمن شأن بعض العبارات أن تلحق ضرراً بمشاعر الطفل وتجعله يمقت الموت ويخافه، على غرار «قاتل حتى الموت» و«تصرف على هذا النحو في المستقبل، وإلا سأمرض وأموت».
وفي الختام، شددت المجلة على أن الموت أمر طبيعي، وبالتالي، فمن المهم التحدث مع الطفل عنه حتى يتمكن من تقبل هذه الحقيقة ويتخلص من مخاوفه ومشاعر القلق التي تراوده إزاء هذه المسألة، في المقابل، لا بد أن يتقبل الآباء أولا فكرة الموت وأن يتعاملوا معها بطريقة طبيعية لأنهم يمثلون قدوة لأطفالهم.
