أمور يجب مراعاتها في حمل التوائم

ما لا تعرفه العديد من النساء هو أنّ الحمل بتوأم له العديد من الأبعاد والمضاعفات الصحية، التي يجب وضعها في الحسبان سواء كانت أثناء فترة الحمل، أو أثناء الولادة، أو بعد الولادة... "سيدتي نت" استشارت الدكتورة الكسندرا الخاطر استشارية أمراض وجراحة النساء والولادة بمستشفى المملكة في الرياض لتعرفكِ على أهم المضاعفات التي تصيب الحامل أثناء الحمل بتوأم، وما يجب عليها مراعاته في هذه الفترة...

بداية تقول الدكتورة الكسندرا: "تتعرض الأم الحامل بتوأم للعديد من المضاعفات التي قد لا تتعرض لها الحامل بجنين واحد، كذلك فإنّ المشاكل الصحية للأم والأجنة في حالة الحمل بتوأم أكثر من المشاكل التي تعاني منها الأم بالحمل العادي؛ حيث تعاني الأم الحامل بتوأم من ازدياد في ضربات القلب وازدياد ضخ القلب، وتعاني أيضاً من الدوالي وأورام القدمين والبواسير أكثر من الحامل بطفل واحد, كما تزيد حالات التقيؤ في الشهور الأولى من الحمل لدرجة تحتاج فيها الحامل لمراجعة الطبيب بصفة مستمرة لفقدها السوائل واحتياجها إلى مغذٍ لتعويض النقص في المواد الأساسية في الجسم لكثرة التقيؤ، ويعتبر فقر الدم أو الأنيميا من أهم المشاكل الصحية التي تواجه الحامل بتوأم؛ حيث تتعرض لفقر الدم الناتج من نقص الحديد في جسمها لذلك يعتبر تناول أقراص الحديد والفيتامينات من الأمور الأساسية للمرأة الحامل بتوأم". وتضيف الخاطر: "كما تكون عرضة للإصابة ببعض المضعفات الخطيرة مثل: سكر الحمل، وارتفاع ضغط الدم, وتسمم الحمل. كما أنّ نسبة الولادة المبكرة والعمليات القيصرية تزيد عند التوائم خاصة الأجنة الأحادية".

مشاكل الأجنة:
أما عن مشاكل الأجنة في الحمل التوأمي فتخبرنا الخاطر قائلة:


1 - قد يتعرض الجنين (سواء جنين أو أكثر) لمشاكل صحية قد تؤدي إلى وفاة التوأم أو أحدهما.

2 - يكثر الإجهاض في الشهور الأولى والشهور الوسطى من الحمل مع التوأم أكثر بكثير من الحمل الفردي.

3 – قد تكون التشوهات الخلقية مصاحبة للحمل التوأمي أكثر من الحمل الفردي، كما أن النزيف المهبلي عند الأم يكثر أيضاً في حمل التوأم.

4 - الولادة المبكرة أي قبل الشهر التاسع تصاحب تقريباً 44% من الحمل التوأمي في حين أنها موجودة 6% في الحمل الفردي، ولعل أكثر مسببات وفيات الأطفال التوأم هي الولادة المبكرة.

5 - قد تتم الولادة في وقت لا تكون رئة الطفل جاهزة للتنفس الطبيعي كأي طفل يتم ولادته في الشهر التاسع، ومن المؤسف أنّ الراحة التامة وعدم الحركة الزائدة للأم، واستعمال أدوية توقيف الطلق لا تعطي النتائج الإيجابية في منع الولادة المبكرة للتوأم.

التوائم أحادية البويضة:

وتكمل خاطر: "هناك أمر آخر بالغ الخطورة فيما يتعلق بالتوأم أحادي البويضة حيث إنّ هذا النوع من الأجنة تتشارك في نفس المشيمة ما قد يعرض أحدهما لأن يكون متبرعاً بدمه عبر الأوعية الدموية في المشيمة إلى التوأم الآخر الذي يعد مستقبلاً، وقد يترتب على هذا النوع من العلاقة بين الأجنة ضعف نمو المتبرع نتيجة نقص وصول الدم إليه على حساب زيادة غير طبيعية في التوأم المستقبل، وانتفاخ في جسده لكثرة انتقال الدم إليه الأمر الذي قد يؤدي لا سمح لله إلى وفاة الجنين المتبرع نتيجة ضعف تغذيته, أو وجود طفل ضعيف جداً بعد الولادة في حين أنّ الآخر مكتمل النمو ويتمتع بصحة جيدة، ومن الوارد أيضاً إصابة الطفل المستقبل ببعض المضاعفات كزيادة غير طبيعية في الوزن نتيجة التغذية الزائدة غير المتوازنة، هذا فضلاً عن المشاكل الأخرى التي قد تنتج بعد الولادة نتيجة اشتراك هذا النوع من الأجنة في الصفات الجسدية والنفسية؛ فقد يشترك التوائم في إصابتهما بنفس نوعية الأمراض والصفات الوراثية والنفسية الأمر الذي يتطلب حرصاً خاصاً من الأم في التعامل معهما". لذا تنصح الدكتورة الأم الحامل متابعة حملها منذ البداية بشكل دوري ليتم تشخيص أي تغيّر يطرأ على صحتها أو على صحة جنينها، ويتم علاجه في مرحلة مبكرة؛ حيث إنّ معرفة نوع الحمل يساعد على التعامل معه بشكل أفضل طبياً ونفسياً.