قليلون هم الأطفال الذين تظهر عليهم ملامح ما سيفعلونه في المستقبل، أو ما الذي يمكن أن يكونوه في حياتهم المقبلة، حين يتقنون فعل أشياء معينة يعجز عنها الأطفال الآخرين، إلا أن الطفلة الأسترالية روكسان دوانز، تعدت هذه المرحلة بأشواط كبيرة، وبأعوام كثيرة أيضاً، حيث أنها وقبل أن تحتفل بعيد ميلادها التاسع، أصبحت أصغر محررة صحافية في العالم، لتدخل عالم مهنة المتاعب في عمرها الصغير هذا، وتثبت أنها قادرة على رسم ملامح حياتها منذ الآن، وأنها تسير على طريق النجاح بخطى ثابتة.
دوانز التي دخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية مؤخراً، بعد أن عملت لمدة ستة أشهر في صحيفة "إت غيرل ماغازين" الأسترالية التي تختص بشؤون الأطفال والعائلة، وتعلمت خلالها الكثير عن مهنة الصحافة، وحيث أسهمت بأولى مشاركاتها في أحد أعداد المجلة، التي تصل إلى معظم مناطق أستراليا ونيوزيلندا، ليكون بمقدور متابعي هذه المجلة، قراءة أعمال الدوانز الصحفية.
وتلقي هذه المجلة الأسترالية على عاتق دوانز صاحبة التسعة أعوام فقط، العديد من المهام التي عليها القيام بها، فهي إلى جانب كونها محررة صحافية، عليها حضور الإصدارات وخلق مفاهيم تحريرية جديدة للمجلة، بالإضافة إلى الكتابة في زاوية "رسالة المحرر" الشهرية، وأخيراً وليس آخراً، مراجعة ومتابعة أعداد المجلة الجديدة قبل طباعتها ونشرها في الأسواق.
ولم يكن لدى أصغر محررة صحفية في العالم، أي مشكلة في التوفيق بين عملها الصحفي، وبين واجباتها المدرسية، فهي إلى جانب عملها المبكر هذا، تهتم إلى حد كبير بدراستها، وتجتهد حتى تأخذ علامات عالية في المدرسة، حيث تثبت دوانز أنه حتى الأطفال بأعمارهم الصغيرة وخبراتهم القليلة جداً، قادرون على إنجاز العديد من الأمور التي قد تفوق مرحلتهم العمرية والفكرية.
وفي تصريح للمحررة الصغيرة روكسان دوانز لوسائل إعلام عالمية، أشارت إلى أنها أرادت أن تكون جزءاً من مشروع كبير، ولأنها لاتزال طفلة، ومجلة "إت غيرل ماغازين" تختص بشؤون الأطفال واهتماماتهم، فهي أقدر من غيرها –خاصة الكبار البالغين- على معرفة احتياجات وأفكار الأطفال في سنها، كما أنها أدرى بالمعلومات والمواضيع التي يرغب هؤلاء الأطفال بقراءتها ورؤيتها، خاصة أنها تعيش وتلعب معهم كل يوم.
أما والد روكسان، فكان قد صرح بأن ابنته لطالما كانت شغوفة في الكتابة، وأن لديها معدل ذكاء عالٍ، وحال تقدمها للعمل كمحررة في مجلة "إت غيرل ماغازين"، تم الموافقة عليها فوراً، وتمكنت من الفوز بهذه الوظيفة، وأضاف والد روكسان أن العمل في هذه المجلة لا بد أنه سوف يطور من موهبة وذكاء ابنته، وسيساعدها على رسم طريقها في المستقبل بشكل أوضح وأفضل، أما بما يخص دخولها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في العام الحالي 2018، فأكد والد روكسان أن ذكاء وفطنة ابنته، هما ما دفع القائمين على الموسوعة بتسجيلها، فما تفعله روكسان أمر غير اعتيادي بالنسبة إلى طفلة بعمرها.