كثير من الآباء يمارسون الضغط على أبنائهم رغبه منهم بأن يكونوا أفضل منهم، وفي سبيل ذلك يقعون في الأخطاء التي تسبب الكثير من الضغط النفسي على أبنائهم من دون أن يشعروا بذلك، ما يضطر الأبناء إلى الدفاع عما يرونه من حقهم، فهم في مرحلة تكوين الشخصيَّة التي تتسم بالكثير من الاضطرابات النفسيَّة التي لا تجعلهم ينظرون إلى الأمور بموضوعيَّة.
«سيدتي نت» استضافت الدكتورة نادية نصير، لتوضح لنا تمرد الأبناء المراهقين تجاه وجهات نظر آبائهم، وهل قرارات الآباء دائماً صحيحة؟
نظرة المراهقين لقرارات آبائهم
بداية أوضحت الدكتورة نصير أنَّ المراهقين يرون من وجهة نظرهم أنَّ آباءهم يمارسون الضغط عليهم ولا يراعون تطلعاتهم ورغباتهم وظروفهم الخاصة ومن ذلك:
ـ تفوقي الدراسي: يتوقع مني والدي أن أكون الأول في دراستي دائماً، وهو لا يعرف أي سبب يمنعني من الحصول على المركز الأول، بل يستمر في مقارنتي بإخوتي وأصدقائي وجيراني، فهو لا يعرف أنَّ لكل إنسان قدرات معينة.
ـ التوبيخ المستمر: التوبيخ في كل صغيرة وكبيرة وعدم ملاحظته لأي شيء حسن أو صالح أقوم به.
ـ الاستبداد المتطرف: ارتكابي لأي خطأ بسيط يسبب مشاكل كثيرة حتى لو كسرت شيئاً من دون عمد فأفاجأ بسيل من الشتائم والاتهامات. ومن أسوأ أنواع العقاب التي أحظى بها العتاب أمام أصدقائي أو أقاربي، ما يجعلني في نظرهم طفلاً صغيراً تافهاً وبلا شخصيَّة.
ـ فرض الرأي: إن قلت لا تعاقبني قد أتعرض للضرب واتهامي بعدم الاحترام والتقدير لوالدي.
ـ اللامبالاة والإهمال: نعم أنا مراهق أريد الحريَّة، لكن ليس لدرجة إهمالي نهائياً وكأنَّ ليس لي وجود.
ـ أريد أن أشعر بحب والديَّ: أحياناً يظنا أنني كبرت، وأنني لا أحتاج لمن يربت على كتفي أو يحتضنني مشجعاً، لاسيما عندما أتعرض لمشكلة وليس لأنني الأول في الدراسة.
ـ واجبات اجتماعيَّة: أنا مطالب بأن أؤدي بعض الواجبات الاجتماعيَّة، التي لا أطيقها مثل تهنئة الأقارب بخطبة أو زواج والمولود ومناسبات لا تنتهي، ويجبرني على البقاء لمدة طويلة وسط جماعة من كبار السن، وبالكاد أعرفهم أو الذهاب إلى عزاء أو تشييع جنازة بحكم أنني ولد ورجل.
رسالتنا إلى الآباء
ـ من المهم جداً معرفة قدرات الأبناء الدراسيَّة وكيفيَّة مساعدتهم على التغلب عليها والبحث عن الأسباب، وليس من المهم أن يكون الابن الأول ومن المتفوقين، وإنَّما الأهم أن ينجح بدرجة جيدة.
ـ تشجيع الأبناء بالكلمات الطيبة وتقدير مجهوداتهم يساعد على تقدمهم، مع الابتعاد عن التوبيخ والكلمات القاسية التي تسبب للمراهق الإحباط، الذي يمنعه من التقدم حتى لو كانت قدراته العقليَّة عالية.
ـ لا تستخدم سلطتك كما تحلو لك، خصوصاً التوبيخ أمام الأصدقاء أو العقاب البدني مثل الضرب فكلها تأتي بنتائج عكسيَّة على المراهق وتدخله في حالات نفسيَّة تنعكس على تحصيله الدراسي.
ـ على الأب أن يوسع صدره ويتناقش مع ابنه بهدوء لكي يفهم وجهة نظره ومن ثم يوجهه إلى الطريق الصحيح.
ـ أثبتت جميع الدراسات التربويَّة أنَّ الإهمال كأسلوب للعقاب لا يجدي نفعاً، فالمراهق يحتاج من الأب إظهار الحنان والاهتمام بمستقبله وبتقدمه الدراسي ويساعده على ذلك.
ـ لا تعتبر ابنك كبيراً في بعض المواقف، وأخرى صغيراً لا يستطيع الاعتماد عليه، سواء في حضور المناسبات الاجتماعيَّة أو أي مسؤوليات أخرى، فهذا يسبب له الارتباك في حكمك عليه ويفقده الثقة بنفسه.
ـ إذا كان ولابد من حضور بعض المناسبات الاجتماعيَّة استخدم مع المراهق أسلوب الإقناع من الناحية الدينيَّة وأهميَّة صلة الرحم ولا تجبره على الحضور لوقت طويل واجعله يحضر للأقارب والأصدقاء الأكثر قرباً للعائلة حتى يتعود مستقبلاعلى الاهتمام بالمجاملات والواجبات الاجتماعيَّة، وأنَّ له الأجر في حضور العزاء قبل المناسبات السعيدة.
وتذكروا أيَّها الآباء أنَّ المراهق يحتاج إلى الحضن الدافئ الذييمنحه الاطمئنان والحنان، ويشعره أنَّه ما زال محبوباً رغم فشله أو خطئه كما يحفزه على النجاح والاستعداد لإصلاح أخطائه.
كيف ينظر المراهق لتصرفات أبيه؟
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - زهراء الخالدي
- 01 فبراير 2015