الفيلم الوثائقي "حديقة التأمل".. حين تكون المرأة الإفريقية المنقذ للمجتمع

مشهد لامرأتين من العمل
مشهد من الفيلم
بوستر الفيلم
الكاتبة والمخرجة كريتسين ويلش
نساء جنوب إفريقيا في أحد مشاريعهن
الكاتبة والمنتجة إليزابيث فايبرت
إليزابيث فايبرت مع إحدى بطلات الفيلم الوثائقي
إحدى النسوة من الفيلم الوثائقي
9 صور

بوسع المرأة أن تكون مجتمعاً كاملاً وليس فقط نصف مجتمع، وبوسعها أن تبدأ ببناء البلاد من لحظة الصفر، ومن الأحاديث اليومية التي تمارسها كل صباح مع جاراتها، لا يهمها ما الظروف الصعبة التي تحيط بها، لا يهمها ما قد تجلبه السياسة أو الكوارث الطبيعية إلى بيتها، فهي قادرة على مواجهة كل ذلك، والوقوف بكامل صمودها وأنوثتها أمام أي من هذه الأحداث.

وهذا بعض ما يطرحه الفيلم الوثائقي "حديقة التأمل"، أو "حديقة التفكير"، الذي يُعرض في مقر الهيئة الملكية للأفلام في العاصمة الأردنية عمّان، والذي يقدم قصة صمود وإرادة عظيمة لحياة ثلاثة أجيال محتلفة من النساء الكبيرات في السنّ، اللواتي يعشن بإحدى القرى النائية في جنوب إفريقيا، وذلك خلال الأيام الحاسمة والفاصلة من فترة الفصل العنصري في البلاد، والتي كانت جنوب إفريقيا تعاني خلالها مشاكل عديدة أخرى، مثل الجفاف الملحي، وانعدام الأمن الغذائي والتغير المناخي والفقر وفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".

وفي خضم كل هذه التحديات الصعبة التي تهدد حياة الناس والسكان، اجتمعت تلك النسوة المُسنات من الأجيال الثلاثة المختلفة، وقمن بإنشاء حديقة فريدة من نوعها وفي هدفها أيضاً، أنشأن حديقة مجتمعية للتفكير ومحاول إيجاد الحلول المستطاعة لكل هذه المشاكل الراهنة في البلاد، حيث أخذت تلك النسوة زمام الأمور بأنفسهن، وبدأن بالعديد من الأعمال المحلية التي ناقشنها وفكرنا فيها بهذه الحديقة، لإنتاج الغذاء ومحاولة توفيره لجميع سكان المنطقة، مع خطط أخرى لتوفيره لهم في المستقبل أيضاً.

ويعرض الفيلم الوثائقي "حديقة التأمل"، الذي أنتجته وشاركت في كتابته إليزابيث فايبرت، وأخرجته كريتسين ويلش التي شاركت أيضاً بالكتابة، يعرض جهود تلك النسوة في مجابهة المشاكل الأخرى، فقد تحدين انتشار مرض نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وتعاملن مع مشاكل تبدو أكبر منهن ومن ظروفهن، كالتغيير المناخي، وغيره من المشاكل، كل ذلك وسط حياتهن المهددة بالفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

نقاش مع المنتجة إليزابيث فايبرت
وعقب عرض الفيلم الوثائقي "حديقة التأمل"، يلتقي حضور الهيئة الملكية للأفلام، بمنتجة العمل والمشاركة في الكتابة إليزابيث فايبرت، حيث سيتم فتح باب النقاش بينها وبين الحضور، حول التداخل بين البحث الأكاديمي وصناعة الأفلام، إضافة إلى كيفية استخدام البحث في هذا النوع من الأفلام الوثائقية.

وإليزابيث فايبرت، هي أستاذ مشارك في كلية التاريخ في جامعة "فيكتوريا" في كندا، وتحمل درجة الدكتوراه في تخصص "التاريخ الحديث" من جامعة "أوكسفورد"، ويستند فيلمها الوثائقي "حديقة التأمل" على بحثها حول الجهود الشعبية لنساء من جنوب إفريقيا في محاربة انعدام الأمن الغذائي والتغير المناخي والتحديات أخرى.

ومن الجدير بالذكر أن فايبرت تركز خلال أبحاثها على قضايا الإستعمار والسيادة الغذائية وتاريخ الفقر والسياق الثقافي للعرق والنوع الاجتماعي على اختلاف أصوله، كما أنها تبحث مشاريعها الحالية تبحث في التجربة الحياتية في الفقر الريفي لأجيال من النساء في جنوب أفريقيا، قبل وبعد نظام الفصل العنصري وعمليات البناء العرقي في "نوفا سكوشا" المستعمرة، مع التركيز على التداخل بين الفقر والنوع الاجتماعي والعرق.