mena-gmtdmp

المسرحية التونسية "الأرامل" .. 3 أرواح شجاعة يحملن البلاد

مشهد يجمع العجوز والفتاة المثقفة.jpg
مشهد يجمع العجوز والفتاة المثقفة
الأداء المؤثر للممثلات.jpg
الأداء المؤثر للممثلات
تعابير الممثلات القوية.jpg
تعابير الممثلات القوية
مشهد من العمل.jpg
مشهد من العمل
شخصية المرأة البسيطة من العمل.jpg
شخصية المرأة البسيطة من العمل
مشهد من المسرحية.jpg
مشهد من المسرحية
من لوحات العمل.jpg
من لوحات العمل
كادر العمل بعد نهاية العرض.jpg
كادر العمل بعد نهاية العرض
ثلاثتهن يغنين على شاطئ البحر رغم مأساتهن.jpg
ثلاثتهن يغنين على شاطئ البحر رغم مأساتهن
شخصية الفتاة المثقفة من العرض التونسي.jpg
شخصية الفتاة المثقفة من العرض التونسي
من مشاهد العرض.jpg
من مشاهد العرض
من المشهد الإفتتاحي.jpg
من المشهد الإفتتاحي
المرأة كبيرة السن من العرض.jpg
المرأة كبيرة السن من العرض
من مشاهد العمل.jpg
من مشاهد العمل
الشخصيات الثلاث من العرض.jpg
الشخصيات الثلاث من العرض
مشهد يجمع العجوز والفتاة المثقفة.jpg
الأداء المؤثر للممثلات.jpg
تعابير الممثلات القوية.jpg
مشهد من العمل.jpg
شخصية المرأة البسيطة من العمل.jpg
مشهد من المسرحية.jpg
من لوحات العمل.jpg
كادر العمل بعد نهاية العرض.jpg
ثلاثتهن يغنين على شاطئ البحر رغم مأساتهن.jpg
شخصية الفتاة المثقفة من العرض التونسي.jpg
من مشاهد العرض.jpg
من المشهد الإفتتاحي.jpg
المرأة كبيرة السن من العرض.jpg
من مشاهد العمل.jpg
الشخصيات الثلاث من العرض.jpg
15 صور
افتتح العرض المسرحي التونسي "الأرامل" وهو من إعداد وإخراج المخرجة التونسية المبدعة وفاء طبوبي، عروض الدورة الثالثة عشر من مهرجان "ليالي المسرح الحرّ" الدولي، التي تقام فعالياتها في العاصمة الأردنية عمان، وتستمر من 28 نيسان/ أبريل وحتى 3 أيار/ مايو القادم، وعرض "الأرامل" مقتبس عن عمل للكاتب التشيلي الأرجنتيني الأصل "أرييل دورفمان" يحمل الاسم نفسه، وهي تأتي ضمن سلسلة "ثلاثية المقاومة" المسرحية للكاتب، بجانب مسرحية "الرقيب" التي أنجزها في العام 1990، ومسرحية "الموت والعذراء" في العام 1991، ويؤدي شخصياته الثلاث الرئيسية فيه، كل من الفنانات "نادرة التومي، فاتن الشوايبي ونادرة الساسي"، وتم عرضه على خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان.

3 نساء .. 3 قضايا كيبرة
تدور أحداث مسرحية "الأرامل"، حول ثلاث نساء مناضلات، يبدأن الإعتصام على شاطئ البحر في إحدى القرى التي مزقتها الحرب، في دولة لم يتم تحديدها، وحقبة زمنية أيضاً ظلت غير معروفة، إلا أن الأحداث جميعها تنطلق من واقع عالمنا المعاصر، حيث تُطالب كل واحدة منهن بإعادة جثمان زوجها أو أبيها أو أخيها، من الذين تم اعتقالهم بدعوى أنهم متمردين خانوا بلادهم لاعتراضهم على السلطة.

وتعيش كل واحدة منهن مأساتها الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى المأساة الجماعية لرفيقاتها الأخريات، حيث أن جميعهن لديهن نفس المطالب ونفس المعاناة، فإحداهن امرأة كبيرة في السنّ، أخذت السلطات زوجها، والأخرى، امرأة بسيطة أمية تم اعتقال أخيها، والأخير فتاة مثقفة تم القبض على والدها الذي تعتبره ثائراً، وكان له تأثيره الكبير على ثقافتها ووعيها الفكري، وتظل تلك النسوة معتصمات على شاطئ البحر بكل شجاعة، يرفضن إنهاء ما بدأن به حتى يحصلن على مبتغاهن بإرجاع جثامين من يحببن حتى يقمن بدفنهم بطريقة لائقة وبكرامة.

ومع انتشار قصتهن في الإعلام بشكل واسع، تأخد الأحداث منعطفاً مغايراً تماماً، حين تتعرف المرأة البسيطة على أحد الضباط في الدولة، وتعتقد بأنه يحبها وأنه سيلبي طلباتها هي ومن معها بتسليمهم جثث أقربائهم، وذلك في خدعة منه حتى ينهي اعتصامهن، ولكن تكتشف هي ومن معها فيما بعد أنه كان كاذباً ومخادعاً، فيعدن إلى الإعتصام مرة أخرى بشكل أقوى، ولكن هذه المرة ليس بهدف الحصول على الجثامين أو إطلاق سراح رجالهن، بل حتى يخرج هؤلاء من بلادهن، ليحظين بحريتهن، متخلين بدورهن عن أحبابهن مقابل البلاد، حيث تتكرر على لسان الشخصيان الثلاث باللهجة التونسية جملة "خدوا البدون وأعطونا البلاد"، أي خذوا الأجساد التي تحتجزوهم وردوا إلينا بلادنا.

العرض من الداخل..
كيف للإضاءة أن تكون نصف العرض
اعتمدت مخرجة العرض وفاء الطبوبي في السينوغرافيا التي صممها كل من صالح الشرقي وشوقي مشاقي، على الإضاءة فقط على خشبة المسرح، لتكون الشخصية الرئيسية الرابعة على خشبة المسرح، حيث لم يكن بجانب الإضاءة سوى بعض قطع القماش البيضاء في المشهد الإفتتاحي للعمل، والتي رمزت عن الأكفان التي تحملها الشخصيات الثلاث لأحبابهن، بالإضافة إلى ثلاث كراسٍ صغيرة تم الإعتماد عليهم في المشهد الختامي للعمل، وبعض المؤثرات الصوتية التي عبرت عن صوت تلاطم الأمواج الذي خلفته شدة الرياح، ما ساعد على دخول الجمهور بالحالة العامة للممثلات والمكان، وما تبقى من فترات المسرحية، كانت الإضاءة هي السينوغرافيا الكاملة لـ"الأرامل".

المساحات الفارغة على خشبة المسرح، تكون في العادة سلاحاً ذو حدين لأي ممثل، فهي من جانب ما تعطيه حرية الإنتقال والأداء الجسدي على الخشبة، والجانب الثاني، تجعله مُجبراً على تخيــــل تفاصيل المكان والعمل على أساس هذه الذاكرة المتخيلة، ما يجعل خطواته محسوبة إلى حد كبير، وهذا تماماً ما تمكنت منه الممثلات الثلاث بإدارة ورؤية واضحة إلى حد كبير لحركتهن على الخشبة من قبل المخرجة الطبوبي، فكانت معظم حركاتهن محسوبة وصانعة للوحات مسرحية ومشهدية بصرية جميلة ومنسجمة مع حالة وفكرة ورؤية المخرجة للعمل.

أداء ثلاثي مدهش.. وإيقاع منضبط
بجانب السينوغرافيا، تمكن الأداء القوي والمتمكن للممثلات الثلاث، من إيصال رؤية المخرجة بشكله الأمثل، حيث كان جلياً تمكن كل واحدة منهن من أدواتهن الفنية، وإلى قدر كبير لم يكن أي هناك انفعالات خارجة عن سياق الحالة المسرحية، ما دلّ أنهن كن داخل شخصياتهن طوال فترة العرض، ممسكات بزمام الشخصيات بشكل واضح، بالإضافة إلى إيقاع العمل الذي استطعن أن يضبطنه بشكله المثالي حتى اللحظات الأخيرة، ومن جهة أخرى، تمكنت الممثلات من التعامل بنجاح مع السينوغرافيا، لدرجة الإقتناع الكامل بالمكان وتفاصيله، وإدخال الجمهور بهذا الإقتناع والشعور بحالاتهن.

المخرجة الطبوبي ورؤيتها الإخراجية ..
من شاهد العرض المسرحي "الأرامل"، يلاحظ اعتماد المخرجة وفاء الطبوبي في رؤيتها الإخراجية على عدة لوحات مسرحية، اشتملت كل واحدة منها على إبراز المشهدية البصرية الملائمة للحالة على وجهها الأمثل، فكانت منظومة العرض المسرحي تجتمع كلها في كل لوحة، من أداء وسينوغرافيا، وكانت قادرة على وصل هذه اللوحات ببعضها البعض من الناحية الفنية، أما من جهة المضمون، فكان العمل ككل وحدة واحدة، غير منفصل في ما يطرحه من أفكار.

من جهة أخرى، وُفقت الطبوبي في أن "تُعــرب" العرض اللاتيني، وأن تجعله قريباً من حالتنا وقضايانا العربية، وساعدها في ذلك بكل تأكيد، أن مؤلف العمل "أرييل دورفمان"، لم يكن قد حدد دولة أو جنسية معينة لأحداث العمل، فكان تعويم القضية التي تم طرحها ممكن لمختلف الدول في العالم.