إغلاق المحال للصلاة في السعوديَّة هل هو شرعي


يُعتبر إغلاق المحال وقت الصَّلاة سمة من السِّمات المميِّزة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، وقد توجهت «سيدتي نت» لبعض الشيوخ الكرام لمعرفة مدى شرعية هذا الاغلاف وهل له أصل شرعي وكانت إجاباتهم كالتالي: يقول الدَّاعية الشيخ «خالد المشيقح»: بالنِّسبة للرأي الشرعيّ فيما يتعلَّق بإغلاق المحلات وقت الصَّلاة، فهذا واجب شرعيّ لابدَّ من الالتزام به، والامتثال بالإغلاق، وترك المصالح لحين انقضاء الصَّلاة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيصلي بالنَّاس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» البخاري (618)، مسلم (651) عن أبي هريرة.

كما قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد»، ونأخذ من هذه الأدلَّة أنَّه إذا نودي للصَّلاة فعلينا المبادرة إليها، ولا يكون التخلُّف عنها إلا بعذر شرعيّ، أمَّا إذا تخلَّف المسلم عنها دون عذر شرعيّ فهو آثم؛ لأنَّ صلاة الجماعة واجبة. بينما يقول الدَّاعية محمد الماجد: «لم يكن يُعرف في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- الإلزام بإيقاف البيع وقت الصَّلاة، فالصَّحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يتركون مشاغلهم ويذهبون للصَّلاة من تلقاء أنفسهم، أمَّا الآن فقد ضعف الوازع الدينيّ، وأصبحت التِّجارة تشغل النَّاس عن الاستجابة لنداء الصَّلاة، وأمر الإغلاق مصلحة رآها ولي الأمر، ومن المعروف شرعاً أنَّ ولي الأمر إذا سنَّ أمراً فيه المصلحة العامَّة فقد يصبح تشريعاً، ومخالفته تُعتبر مخالفة لولي الأمر، وقال تعالى: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم».

ويوضِّح لنا «الماجد» أنَّ النص الوارد في سورة الجمعة: «يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون* فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون» الآية (9) من سورة الجمعة، يبين أنَّ الأمر متعلِّق بصلاة الجمعة. ويضيف «الماجد»: «ولكن هناك بعض الأمور السلبيَّة التي تحدث بسبب سوء تطبيق هذا القانون، فقد تنتهز بعض العمالة الفرصة للتسيُّب، وقد يحدث بعض التعطيل في مصالح العباد؛ بسبب طول المدَّة المحددة للصَّلاة خاصَّة بين المغرب والعشاء؛ لذا يفضَّل تقليل الوقت بأن يكون خمس دقائق مثلاً لأداء صلاة المغرب، وعشر دقائق لأداء صلاة العشاء، كما يوجد بعض القطاعات مثل: الصيدليَّات، ومحطَّات البنزين، والخدمات التي يجب صلاة العاملين بها بالتناوب؛ حتى لا تتعطَّل بعض المصالح الإنسانيَّة العاجلة».

اقرئي المزيد من فتاوى رمضان