سيدتي سألت والأطباء أجابوا: كل ما تريدون معرفته عن دواء السرطان الجديد

عقار جديد للسرطان
الدكتورة ملاك عابد الثقفي
الدكتورة آثار خليل
البروفسور فادي نصر
4 صور

منذ أن أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA عن إجازة دواء جديد لعلاج مرض السرطان للكبار والصغار حتى احتل هذا الإعلان حيّزاً هاماً في الأوساط الطبية والعلمية وبين المرضى المصابين بالسرطان. ما هو هذا الدواء؟ وهل يعالج كل أنواع السرطان؟ وما هي العواقب أو الآثار الجانبية لاستخدامه؟ وهل ستتم إجازته في الدول العربية؟
أسئلة كثيرة حملها "سيدتي نت" لمجموعة أطباء وعلماء عرب للاستفسار عن العقار الجديد Vitrakvi . ما هي المعلومات المتوافرة لديهم عن هذا العقار؟ وهل يعتقدون أنه سيشكل ثورة في علاج السرطان ولا سيما الحالات المستعصية منه؟ 


 


تفاصيل العلاج الجديد لمرض السرطان في مقابلة مع الدكتورة ملاك عابد الثقفي، أستاذة بحث في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وطبيبة استشارية في علم الأمراض الجينية الجزئية، وعلم الأمراض النسيجية، ورئيس قسم أبحاث الجينوم في مدينة الملك فهد الطبية، التي قالت:" هذا الاكتشاف هو خبر مهم؛ من حيث تطبيق مبدأ الطب الشخصي الذي يعتمد على الطفرة الجينية لعلاج السرطان، إلا أنه ليس علاجًا لجميع أنواع السرطان، بل هو مقتصر على أنواع محددة من السرطانات؛ تلك التي توجد فيها طفرة لجين NTRK ، علماً أنّ هذه الطفرة توجد بنسب نادرة في بعض أنواع سرطانات الجهاز الهضمي، والغدة الدرقية، ونوع معين من الساركوما أو الأنسجة الضامّة والغدد اللعابية".

نسبة الشفاء التي سيحققها العلاج
‏عن نسبة الشفاء المرجوة من هذا العلاج أوضحت الدكتورة الثقفي أن:" ما من شفاء تام قد يحققه هذا العلاج؛ فالاستجابة التامة لا تتعدى ٢٢% من مجموع المرضى، ونحو ٣٥٪ كانت لديهم استجابة جزئية، وعاد الورم لنحو ٦١٪ من المرضى بعد عام وذلك في التجارب السريرية لهذا الدواء" .

الدافع وراء الاهتمام بهذا الدواء
بيّنت الدكتورة ملاك أنّ "السر وراء الاهتمام بعقار Vitrakvi وما يميزه عن سواه من الأدوية المتوفرة في علاج السرطان، هو أنه يعتبر ثاني دواء تجيزه هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA، والتي اعتمدت فيه على نوع الطفرة وليس على مكان الورم تحديدًا. وفي العام الماضي كذلك أجازت الهيئة دواءً مناعيًّا يحمل اسم Pembrolizumab لمن لديهم نوع محدد من الطفرات في جينات الإصلاح الجيني MMR ، واستخدمنا في قسم الأورام بمدينة الملك فهد الطبية نوعاً مشابهاً لهذا العلاج المناعي لعلاج طفلة سعودية مصابة بورم دماغي ونشرنا تجربتنا في مجلة The oncologistفي سبتمبر الماضي.

تطبيق الدواء على كافة الأعمار والحالات
قد يتبادر إلى ذهن الغالبية سؤال حول إمكانية استخدام الدواء لكافة الأعمار وأنواع الأورام، فأجابت الدكتورة ملاك الثقفي بقولها:" العلاج الجديد يمكن استخدامه لكل الأعمار ولأي نوع من الورم، لكن يجب إجراء الفحص الجيني المحدد لهذه الطفرة في جين NTRK وإثبات وجودها، وهذا الفحص متوفر. كما ويشترط عدم وجود طفرة مقاومة في جين NTRK".

أعراض الدواء الجانبية
وكشفت الدكتورة ملاك عن بعض الأعراض الجانبية للعقار الجديد قائلة:" الأعراض الجانبية واجهها حوالي ٢٠٪ من المرضى بمرحلة التجارب السريرية، وأهمها في الجهازين الهضمي والعصبي وتشوّهات في الأجنّة".


 

 

البروفسور فادي نصر، رئيس قسم الدم والأورام في مستشفى جبل لبنان والمستشفى اللبناني الجعيتاوي كان له رأي حول العقار الجديد في الحوار الآتي:

          1- ماذا تخبرنا عن عقار Vitrakvi الذي يستهف الأصل الجيني، فيعالج أصل الورم السرطاني؟

-الجديد في هذا العقار، أنَّ التجارب السريرية أثبتت أنّ 80 بالمئة من مرضى السرطان الذين لديهم الطفرة الجينية NTRK fusion، تجاوبوا مع العقار الجديد، مهما كان نوع هذا السرطان، وهذا التجاوب استمر لفترة زمنية طويلة الأمد، في حين اختفى المرض نهائيًّا لدى 12-15 بالمئة من هؤلاء المرضى. لكن، لا بد من الإشارة إلى أنّ نسبة المرضى الذين لديهم هذه الطفرة الجينية لا تتجاوز 3-5 بالمئة من مرضى السرطان عمومًا

2- هل نقول وداعًا للعلاج الكيميائي؟

-بالطبع لا. حتى الآن لا نعرف كأطباء كيفية التعاطي مع هذا العقار الجديد من حيث الكمية التي يجب أن تُعطى لكل مريض، والمدة المطلوبة للعلاج، وما إذا كان هذا العلاج يجب أن يؤخذ لفترات طويلة أم لا.

3- هل يمهّد هذا العقار لحقبة جديدة في علاج السرطان؟

-إنه ثاني عقار يأخذ علاج السرطان في هذا الاتجاه، فالعلاج المناعي، الذي بات يُستخدم على عدد من المرضى وأثبت فاعليته، يلائم جميع أنواع السرطانات، شرط أن يكون سببها خللًا في جين MSI repair .

لا شك، أنَّ عقار Vitrakvi إنجاز طبي وتقدم علمي كبير، كونه يفتح بابًا جديدًا لعلاج السرطان، في حين أنّ أعراضه الجانبية بسيطة.

وفي كل مرة يُفتح باب، نجد أن عالمًا كبيرًا مخبّأً خلفه !

4- متى سيصبح هذا الدواء متوافرًا في الأسواق العربية؟

-العقار الجديد لم يزل غير متوافر في الأسواق الأميركية. وقد يحتاج الأمر شهرًا أو أكثر، ليصبح متوافرًا في لبنان والأسواق العربية.

علمًا أنَّ الأهم يبقى البدء بإجراء الفحص الجيني للمرضى، للكشف على إمكان الاستفادة من العقار الجديد. وقد بدأنا في جامعة القديس يوسف في بيروت فعليًّا في تعلّم مهارات هذا الفحص.

5- ماذا عن سعر الدواء؟

-السعر المرتفع للدواء (نحو30ألف يورو شهريًّا) عائق كبير في انتشار تطبيقه على المرضى. لكن، وكجميع الأدوية، سينخفض سعره مع مرور السنين.

تابعوا أيضاَ:الخضيري: متفائل بأول دواء يطرح لعلاج السرطان

 

 

 

الاختصاصية في العلوم الطبية الحيوية والعلوم الوراثية الجزئية في الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتورة آثار خليل، توضح تفاصيل العقار الجديد Vitrakvi الأول المجاز من "هيئة الغذاء والدواء" الأمريكية لعلاج السرطان، فتقول إن "هذا الدواء المصنع من قبل شركتین ألمانية وأمریكیة، وبعد التجارب التي تناولت عددًا من المرضى، أُثبت فعالیته في صفوف المصابين الذين يملكون تغيّرًا جينيًّا یُعرف  بـ  fusion NTRK، أي هو يستهدف فئة معینة من المرضى لديها هذا الخلل الجيني، وتشكو من سرطانات نادرة، ومن بينها على سبیل المثال، أنواع من سرطان الكلى وسرطان الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب، والسبب يرجع إلى أن 90 بالمائة من هؤلاء يملكون التغير الجيني المذكور.
بالمقابل، إنَّ السواد الأعظم من المصابين بالسرطانات الأكثر انتشاراً، كسرطانات الرئة والقولون وحتى الثدي لا يفيدون من هذا الدواء، لأن نسبة 1 إلى 5 بالمائة حصراً منها لديها هذا التغير الجيني.
والجدیر ذكره، أن الشركتين المصنعتين لـVitrakvi، بصدد استحداث عقار ثان للمرضى الذین یحدث لدیھم تغیرات جینیّة مقاومة جراء اسخدام المنتج الأول.


السؤال عن الفئات العمرية المسفیدة من العلاج، تجيب عنه الدكتورة آثار، قائلةً إن "كل الفئات العمریة، من صغار وكبار وحتى المسنین، یمكنه استخدام من ھذا العلاج، باستثناء الحوامل".

وعن نسبة الشفاء جراء تعاطي هذا الدواء، تشرح د. أثار أن التقارير الطبية الخاصة بدواء Vitrakvi،  تنوه أن 55 مصاباً  بأنواع عدة من السرطان تناولوا هذا الدواء، والعدد المذكور ضئيل للغاية، مقارنة بتجارب سریریة أخرى. ولكن مفعول هذا الدواء الإيجابي على أغلبیَّة المرضى أهَّله لنيل الموافقة عليه من "هيئة الغذاء والدواء". والحالات التي يستهدفها الدواء، هي تلك التي لا يمكن علاجھا بالجراحة أو استئصال الورم، والعلاجات الأخرى، كالإشعاع، وتلك التي توقف تطور السرطان.


وعن الآثار الجانبیة للدواء، تشیر الدكتورة أثار، إلى أنه وعلى غرار الأدوية الأخرى، قد ينتج بعض الآثار الجانبیة عنه، تشمل: الدوخة والسعال والغثیان.
وتنصح الدكتورة أثار، وعند استخدام ھذا الدواء، الخضوع لفحص الدم بشكل دوري؛ لسلامة صحة الكبد.