جمال سليمان: أعيش مشاعر الخوف والقلق على مستقبل وطني

يتناول جمال سليمان في هذا الجزء ميزات رانيا شوقي التي لمستها من خلال احتكاكك بها أثناء العمل، كما يكشف عن تصوّره لمستقبل الدراما السورية في ظلّ الظروف الراهنة، إليكم النص:

هل أصبحتما صديقين بعد تجربة العمل؟
بالتأكيد وقد جمعتنا الكثير من اللحظات الجميلة ضمن العمل، ضحكنا وتعبنا وأمضينا وقتاً طويلاً في التحضير له وإنجازه وأتممناه معاً ومع كل فريق العمل الذي أوجّه له كل شكر وتقدير، وخاصة مخرجه أحمد شفيق وكاتبته شهيرة سلام وجميع فنانيه وفنييه. فقد قدّمنا معاً عملاً جديداً والزميلة رانيا فريد شوقي تشاركني العمل
للمرّة الأولى. وقد كانت بيننا نقاط تفاهم والتقاء كثيرة ساهمت في نجاحنا بأداء دورينا.
ما هي ميزات رانيا شوقي التي لمستها من خلال احتكاكك بها أثناء العمل؟
هي لبقة جداً وحسّاسة وتحب فنها، وقد اكتسبت مهارات العمل الفني من حبها لفنها وعشقها له ومن والدها النجم الكبير فريد شوقي، هي خفيفة الظل، طيّبة القلب، محبّة للجميع ومتواضعة. وهذا سبب رئيسي لنجاحها الفني.
كون العمل يحمل الكثير من الرومانسية وكونك رجلاً متعدّد العلاقات في المسلسل، ما هو رأي زوجتك في العمل؟
زوجتي متفهّمة لطبيعة عملي الفني ودائماً تطلب مني أن أركّز على الدراما الاجتماعية لأنها من متابعيها، وقد شجّعتني كثيراً على المشاركة في هذا العمل بالذات من بين الأعمال التي كانت مطروحة عليّ، خاصة وأن قصة الدكتور عمر توجد قصص شبيهة لها في الواقع وفي المجتمع المحيط بنا.
تؤدّي دوراً فيه حزن وشعور بالوحدة، هل يعني هذا أنك تؤدي دوراً رومانسياً؟
العمل يضمّ خطوطاً كثيرة ومشوّقة. نعم، يكون الدكتور عمر وحيداً لأنه خسر المرأة التي أحبها. وقد خسرها بسبب نقطة ضعفه.
وما هي نقطة ضعفه؟
المرأة. حبيبته اكتشفت أنه يخونها في يوم خطوبتهما قبل 22 سنة وقد تركته عقاباً له، وكردّة فعل تزوّجت رجلاً لم تربطها به قصة حب وسافرت معه إلى أوروبا وأنجبت منه بنتاً.
ويلتقيان بعد 22 سنة، ويكون اللقاء صعباً ومعقّداً لأن ثمن الفراق كان غالياً. هي تلومه على خيانته وهو يلومها لأنها لم تسامحه وتعطيه فرصة أخرى.
ما هو تصوّرك لمستقبل الدراما السورية في ظلّ الظروف الراهنة؟
المسألة اليوم أصبحت أكبر بكثير من الدراما السورية أو أي نشاط آخر. نحن اليوم أمام مشهد فظيع ومرعب يهدّد بضياع الوطن بأكمله. كما أننا اليوم في حضرة مئات الآلاف من المشرّدين والمهجّرين والجياع والمختفين والأيتام والأرامل.
هل أدّى توقّف الدراما السورية لانتعاش سوق الدراما المصرية التي يقال إنها باتت تقدّم أعمالاً متميّزة خلال العامين الماضيين؟
لا أظن، لأن الدراما المصرية ليست بعيدة بدورها عن أزمات المنطقة وتردّي الحالة الأمنية والاقتصادية. إن مشاعر القلق مهما كانت طفيفة تؤثّر على الاقتصاد. فما بالك بزلزال يحصل في المنطقة ويغيّر كثيراً من ملامحها.
حدّثنا عن جمال سليمان الفنان والإنسان. في الفترة الراهنة، كيف يصف نفسه؟
أنا كغيري من السوريين، أعيش مشاعر الخوف والقلق على مستقبل وطني وعلى نوعية السنين التي سأعيشها في ما تبقّى لي من العمر وعلى سنين ولديّ وأولاد باقي السوريين. أفكّر في المستقبل وأحاول أن أتبيّنه وراء الدخان الأسود الذي يحول بيني وبين رؤيته. أنا احتكمت إلى ضميري وكنت من الذين طالبوا النظام بألا يضيّع فرصة أخرى وأن يقود بنفسه عملية التغيير الديموقراطي معلياً شأن الوطن فوق كل شأن. آثرت أن أفعل ذلك بدون استفزاز، ولكن بوضوح. كنت أعرف أنه إذا لم يستجب النظام ويمدّ يده للقوى الوطنية، فإننا سنصل إلى يوم سيتطوّر فيه الصراع. أنا كنت من مؤيّدي مشروع الرئيس الأسد الإصلاحي الذي لم يرَ النور.
تابعوا المزيد عن اللقاء على "سيدتي نت ".