شاهد.. حوت وسط غابات الأمازون سرّ غامض حير العلماء

صغير الحوت الأحدب النافق
الحوت بين أشجار الأمازون
الحوت النافق بين الأشجار
بطول 11 مترًا ووزن أطنان
العلماء يقيسون طول زعنفته
المنطقة التي عثر عليه فيها
حوت أحدب بالغابة يحير العلماء
العلماء يحاولون تفسير ما حدث
أخذوا عينات منه لدراستها
10 صور

يبدو أننا في وقت من الممكن أن نرى فيه كل شيء غير متوقع، فمثلًا أن نجد حوتًا ضخمًا وسط غابة، هذه ليست مزحة، ولا فكرة سيناريو مبتكرة لأحد أفلام الخيال العلمي، بل حقيقة حدثت خلال الشهر الماضي في البرازيل، أثارت حيرة جميع من شاهدها وقرأ عنها من أناس عاديين، وحتى علماء الأحياء الذين أشرفوا على هذه الحادثة الغريبة... فلم يحدث من قبل أن وجدوا حوتًا ضخمًا في غابة.

هذا ما حدث.. حوت في غابات الأمازون
وبحسب تقارير صحفية برازيلية، أنه في الأيام الأخيرة من شهر شباط / فبراير الماضي 2019، لاحظ بعض الأشخاص في غابات «الأمازون» الشهيرة، شمال البرازيل، حركة غير اعتيادية في السماء، بعد أن شاهدوا النسور القمّامة وهي تحوم بشكل غريب وغير مسبوق في منطقة معينة، تحلّق وتهبط، ثم تعود للتحليق والهبوط من جديد، وعلى الفور، جذبت هذه الحركة غير المألوفة الخبراء لتحديد مكان تحليق النسور، والسبب من وراء ما تفعله. وعلى الرغم من أن وصولهم إلى المكان المقصود، لم يكن أمرًا سهلًا على الإطلاق في المرة الأولى، إلا أنهم أعادوا الكَرَّة مرة ثانية حتى نجحوا في ذلك.
بعد وصولهم، أصابتهم صدمة شديدة، عندما عثروا على صغير «حـوت أحـدب» نافق، يصل طوله إلى ما يقارب الـ11 مترًا، وعرضه لحوالي المترين الكاملين، وكان ملقيًا بكامل وزنه، البالغ أكثر من 10 أطنان، وسط منطقة حرجية في جزيرة «ماراخو» القريبة من شاطئ «أرارونا» عند مصب نهر الأمازون، شمال البرازيل، وكان الحوت الصغير الضخم، بعيدًا عدة كيلومترات عن مناطق وجوده المعتادة.

العلماء في حيرة.. والنظريات لا تنتهي
وبحسب العديد من وسائل الإعلام العالمية، ومن بينها صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، أن علماء الأحياء في معهد «بيتشو داغوا» البرازيلي، قاموا بأخذ عدة عينات من جثة صغير الحوت الأحدب النافق الذي أثار كل هذه التساؤلات، وذلك حتى تُمكنهم هذه العينات من جمع المعلومات اللازمة، التي توضح لهم أسباب نفوقه أولًا، ثم كيفية وصوله إلى داخل الغابة بعيدًا عن أماكن وجوده الطبيعية ثانيًا. وأوضح العلماء أن هذا الصغير الضخم، يبلغ من العمر قرابة العام الواحد فقط، وهو لا يزال صغيرًا للغاية بالنسبة إلى أعمار هذا النوع من الحيتان، التي تعيش ما بين الـ50 إلى الـ60 عامًا كمتوسط أعمار.

https://www.youtube.com/watch?v=czd9BbsM6pg

المدّ والأمواج العاتية
ولم تتوقف النظريات التي حاولت تفسير وجود حوت في الغابة، حيث رأى بعض الخبراء أنه كان قد نفق في البحر، وأن الأمواج العاتية والمدّ العالي الشديد، كان قد دفع بجثته، وألقى بها من المحيط إلى الجزيرة القريبة من غابات الأمازون، كما يعتقدون بأنه علق بين الأشجار في تلك المنطقة الحرجية من الغابة، بعد أن انحسرت مياه أمواج المدّ.

قتلته مخلفات البشر
أما عن سبب نفوقه، فهذا أيضًا احتمل نظريات عديدة، كان أكثرها شيوعًا وحضورًا أن الحوت الصغير الأحدب، كان قد نفق بسبب النفايات البلاستيكية التي يخلفها الإنسان في مياه المحيطات والبحار، قبل أن تجرفه المياه بشكل أو بآخر إلى اليابسة، وقبل أن يصل إلى المكان الذي تم العثور عليه فيه.

ليس موسم وجوده في البرازيل
فريق آخر من العلماء، ذهب إلى ما هو أبعد من تفسير كيف وصل الحوت الصغير إلى الغابة، أو ما هي الأسباب التي أدت إلى نفوقه، حيث أبدى هذا الفريق استغرابه الكبير من وجود هذا النوع من الحيتان تحديدًا في مناطق شمال البرازيل في هذه الفترة من العام، من شهر شباط / فبراير، معتبرين أن الحيتان الحدباء لا تكون موجودة في هذه المناطق بهذه الفترة، وهو ما يعتبر أمرًا نادرًا بحد ذاته.

سيناريوهات لما قبل الحادثة
فريق آخر من الخبراء وعلماء الثدييات، أشار إلى سيناريو مختلف، في محاولة الحصول على تفسير لما حدث، حيث يعتقد هذا الفريق أن صغير الحوت الأحدب هذا كان برفقة والدته في عرض البحر، إلا أنه كان قد افترق عنها لسبب أو لآخر، أو أنه كان قد ضاع عن والدته خلال هجرتهما بين قارتي أمريكا الجنوبية والقارة المتجمدة الجنوبية، حيث المنطقة الوفيرة بالطعام لهذه الفصيلة من الحيتان في مثل هذا الوقت من العام.

ويستمر الغموض
وعلى الرغم من كل هذه النظريات التي حاولت جاهدة أن تفسر وجود حوت بوزن 10 أطنان، وطول يقارب الـ11 مترًا في منتصف الغابة، إلا أن جميعها تظل نظريات بناها أصحابها على سيناريوهات في خيالاتهم، منها ما يقترب إلى الحقيقة، ومنها ما يبتعد كل البعد عنها. وفي كلتا الحالتين، يستمر غموض هذا الحوت الصغير، الذي نفق وماتت حكايته معه، إلى أن يأتي فريق أو شخص يملك بين يديه الإثبات القاطع عن كيفية وصوله إلى ذلك المكان.