خبز التاوه الشعبي في شهر رمضان بأيدي سيدات الأحساء

سيدات يمارسن طهي الخبز إحياءً لموروث شعبي في شهر رمضان بالأحساء
إعداد الخبز
خبز التاوه موروث شعبي تمارسه سيدات الأحساء
المرحلة الأخيرة من الخبز
5 صور

تعد مهنة طهي الخبز على الصاج «التاوه» من المهن القديمة التي تمارسها النساء الأحسائيات من مختلف الأعمار داخل بيوتهن، ويزيد الإقبال على ذلك في شهر رمضان المبارك، إذ أنها إحدى العادات الاجتماعية في المنطقة. وتتفنن النساء في إنتاج الخبز إما بغرض كسب المال، أو تزيين موائد الإفطار به طوال أيام الشهر الكريم.
«سيدتي» التقت عدداً من النساء ممن يمارسن هذه المهنة في بيوتهن، وتحدثت معهن حول أهميتها.
حيث أشارت حجية القريني «65 عاماً» إلى أن ممارسة هذه المهنة في شهر رمضان المبارك لها طعم خاص، كون الخبز الذي يتم إنتاجه والمعروف لدى أهالي الأحساء باسم «خبز المسح» له مذاق طيب، وأوضحت «كثيرٌ من الأهالي، يحرصون منذ عقود من الزمن على وجود هذا الخبز على مائدة الإفطار في شهر رمضان لما له من قيمة غذائية ومعنوية».
وبيَّنت القريني، التي تمارس هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاماً وورثتها من والدتها، أن التطور الكبير الذي نعيشه حالياً، وتزايد أعداد المخابز الأوتوماتيكية لم يؤثرا في رغبة النساء في إنتاج هذا الخبز، إذ يحرصن على طهي الخبز على «التاوه» بوصفه موروثاً شعبياً يجب إحياؤه، وشدَّدت على أنها تحرص على تعليم بناتها هذه المهنة، كاشفةً أنها لا تحتاج إلى المال، بل إلى التدريب المستمر، مع ضرورة تأمين الأدوات اللازمة، وهي: صاج حديدي دائري الشكل، مع آلة «كشط» لنزع الخبز من فوق الصاج.

 

5241856-488419094.jpg

 

بينما ذكرت فاطمة محمد «45 عاماً»، أن طهي الخبز من المهن اليدوية المحببة لدى النساء في الأحساء، وحالياً أصبحت ذات مردود مادي جيد، خاصةً في شهر رمضان بسبب تزايد الطلب عليه.
ونوَّهت إلى أن أكثر مَن يعمل في هذه المهنة السيدات اللاتي يعشن في القرى، لأنهن يتمسَّكن حتى الآن بالعادات والتقاليد القديمة.
من جهتها، كشفت سارة البراهيم «35 عاماً» مقادير «خبز المسح»، وهي: طحين أبيض لا يزيد عن ثلاثة كيلوجرامات، وكمية قليلة من الماء، بعدها يتم تسخين الصاج لمدة 15 دقيقة، ثم تبدأ عملية الطهي بإبقاء عجينة الخبز على الصاج لمدة دقيقة واحدة، ثم نزعها، ليصبح الخبز جاهزاً للأكل.
وأشارت إلى أن الأموال التي يتم كسبها من بيع الخبر خلال شهر رمضان المبارك، تتراوح بين 1500 و2500 ريال، إذ يصل سعر «الكرتون» الواحد، الذي يحتوي على 60 قرصاً من الخبز إلى 70 ريالاً، أما سعر القرص الواحد، فيصل إلى ريالين، خاصة إذا ما أضيف إليه بعض المكونات، مثل الجبن، أو الزعتر، أو السكر.