أثبتت نداء شرارة فور تخرجها من برنامج «ذا فويس» في موسمه الثالث أنها مشروع مطربة عربية، بخامة صوتها القادرة على أداء ألوان الطرب الشرقي كافة والمقامات الموسيقية الصعبة. تمتلك إلى جانب عذوبة الصوت، موهبة التأليف الشعري والتلحين الموسيقي، وأول فنان آمن بموهبتها رامي عياش، فغنى ألحانها ونجحا معاً. حول فنها ونجاحاتها وأعمالها الخيرية وعدم زواجها إلى اليوم ومشاريعها الجديدة، التقتها «سيدتي» في الحوار التالي:
أول صورة لمدربي "ذا فويس" وغياب راغب علامة عنها
منذ فوزك بلقب «ذا فويس3» ماذا أنجزت إلى اليوم؟
قبل إجابتي عن أي سؤال، يسعدني الترحيب بمجلة «سيدتي» القريبة إلى قلبي منذ كنت صغيرة كقارئة وفية لها، وأشكرها على متابعتها الدائمة لي عبر مكاتبها في أنحاء الوطن العربي، بخاصة مكتب الأردن.
أما عن سؤالك حول أهم إنجازاتي الفنية بعد التخرج، فأعتبر أن حصولي على لقب «ذا فويس3»، أهم الجوائز الفنية في حياتي، لأنها جائزة الجمهور العربي لي، فلولا محبته لي وثقته بموهبتي، وتصويته الكثيف من كل أرجاء الوطن العربي، لم أكن لأحصل عليها يوماً.
وكانت جائزة البرنامج لي إصدار ألبومي الغنائي الأول «بعدو عطرك» الذي صدر بإشراف عرابي الفني والروحي الموسيقي اللبناني جان ماري رياشي، وتعاونت فيه مع أهم الشعراء والملحنين العرب. وبفضل الله حقق الألبوم نسبة استماع ومشاهدة قياسية هائلة.
ما أحدث إصداراتك الغنائية التي حققت رقماً قياسياً جديداً بالاستماع والمشاهدة؟
أغنيتي الحديثة: «حبيتك بالثلاثة» من كلمات أحمد حسن راؤل وألحان سامر أبو طالب وتوزيع جان ماري رياشي، حقّقت في وقت قياسي مليون مشاهدة عبر منصة «يوتيوب».
ما هي أكثر أغانيك شعبية واحتلت المراتب الأربع الأولى في المتابعة والإستماع؟
1 ـ درجات
2 ـ حبيتك بالتلاتة
3 ـ سهرانة أنا «حققت إلى اليوم 4 مليون وربع مليون مشاهدة على يوتيوب».
4 ـ كلام في كلام
وأحب الإشارة هنا إلى أن أغانيّ تكون دائماً من بين أكثر الأغاني طلباً في تطبيق «أنغامي»، وجاءت بعض أغانيّ من ضمن الأغاني الخمس الأولى فيه بعض الفترات. وما زالت أغانيّ التي صدرت قبل عامين تحقق إلى اليوم مراتب أولى على المستوى العربي.
تامر عاشور وأنا
ما حكاية تامر عاشور معك؟
تامر عاشور فنان مصري متواضع وناجح، لن أنسى استضافته لي على مسرح حفله الفني أخيراً في جامعة هليوبوليس في مصر، حيث رحب بي على المسرح واستدعاني كضيفة شرف لغناء «سهرانة أنا» التي يحبها الجمهور المصري، وتفاعل جمهور تامر عاشور معي بصورة جميلة. وعلى الرغم من أني غنيت 10 دقائق فقط في حفل الفنان تامر عاشور، إلا أن وصلتي في حفله الخاص، حققت صدى واسعاً جداً بعد تصويرها وتداولها. وأوجه شكري هنا للفنان تامر عاشور لدعمه المتواصل لي منذ تخرجي من «ذا فويس» لغاية هذه اللحظة.
تتمتعين بشعبية في مصر لا يتمتع بها أي مطرب أردني حالياً سواك. ما السبب؟
محبة الناس لي في مصر والأردن ودول الخليج وسواها من الدول الشقيقة، هبة من الله. وأنا محظوظة بالفعل بحب ودعم وسائل الإعلام المصرية لي، وحققت مقابلاتي في قنوات مصرية نسبة مشاهدة مصرية وعربية، الحمد لله.
والحب متبادل بيني وبين الشعب المصري، أحب طيبتهم جداً.
لو خُيِّرت بين الظهور في «تخاريف» مع وفاء الكيلاني و«صاحبة السعادة» مع إسعاد يونس، أي برنامج تختارين؟
رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، برنامج «تخاريف» عميق وخاص، يستضيف نجوماً كباراً ومخضرمين بتاريخ عريق، وتجارب فنية وإنسانية كثيرة، وأنا فنانة في بداية مسيرتي الفنية، ليست لديّ قصص وتجارب كثيرة مثلهم، وظهوري فيه لم يحن أوانه بعد. لكني أتمنى استضافة «صاحبة السعادة» الرائعة إسعاد يونس لي في برنامجها المميز، كما أتمنى الظهور أيضاً في برنامج الإعلامي عمرو أديب، فلقد ظهرت في معظم البرامج المهمة باستثناء برنامجَيْ: إسعاد يونس وعمرو أديب المهمَّيْن والمؤثّرَيْن في مصر والعالم العربي.
نانسي عجرم في صورة جديدة مع إبنتها الكبيرة ميلا
نداء الخير
وكيف اهتمام بلدك الأردن بك اليوم؟
أهم المؤسسات ووسائل الإعلام المحلية والخاصة تتابعني. وتشرفت بالتعاون في تقديم أعمال فنية خيرية مع مؤسسة الأميرة تغريد محمد التي أنتجت لي أغنيتي الإنسانية: «لا تلغيني بدي أعيش» التي سلطت الضوء على «حقوق الفتيات اليتيمات» بمناسبة افتتاح عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني دار إيواء لهن، ينتقلن إليه بعد بلوغهن سن الرشد لحمايتهن من خطر الشارع والمجهول، وقدمت الكثير من الأغاني الخيرية والإنسانية في بلدي. كما غنيت «لسه صغيرة» لحملة الـ«16 يوم» لمؤسسة الأميرة بسمة بنت طلال، التي تهدف إلى توعية الناس بخطورة زواج القاصرات. وغنيت «أنا طفل» لمنظمة اليونيسف للطفولة إلى جانب فنانين أردنيين. وأجهز حالياً لعمل فني لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنتظر ممولاً له حتى أسجله وأصوره. وأهدف من خلاله إلى حث الناس على إبداء اهتمام حقيقي بهذه الفئة. كما أحييت حفلاً خيرياً تضامناً مع الشعب الفلسطيني في شهر رمضان، رُصد ريعه لترميم بيوت المقدسيين ودعم صمودهم في أراضيهم المحتلة، لإيماني بأن الفن رسالة، وعلى الفنان أن يمنح القضايا الإنسانية الأولوية في مسيرته الفنية، ويوليها جزءًا كبيراً من وقته وفنه وصوته، حتى ينجح في إيصال صوت المهمشين والمحرومين من البشر لأكبر عدد من الناس. ولا أبالغ إن قلت إن هذه الأغاني الإنسانية جعلتني أقوى إنسانياً ومجتمعياً، وأسعدتني للغاية.
يبدو أنك استبدلت إسمك من «نداء شرارة» إلى «نداء الخير» لتركيزك على تقديم الأعمال الإنسانية هذه الأيام؟
تجيب مبتسمة: هذا رأيك الخاص بي، أما أنا فأواصل تقديم هذه الأعمال من دون تردد. وهدفي من ذلك بث التفاؤل والأمل في الفئات المحرومة والمهمشة، وأتمنى إيصال صوتهم وحث الجميع على منحهم حقهم في العمل والحياة الكريمة.
لم تغيرني الشهرة
كثيرون من النجوم غيرتهم الشهرة وجعلتهم يتعالون على المعجبين والإعلاميين وأصدقائهم القدامى عكسك أنت. فما الذي أبقاك كما أنت؟
وعيي بأن كل ما أحظى به من حب الناس لي ومن النجاح نعمة من الله، وعليّ الحفاظ عليها بمزيد من الشكر والعطاء والتواضع والوفاء لمبادئي الأصلية، ومبادلة من يحتاج محبتي وعوني الحب والاهتمام.
لهذا حافظت على شخصيتي ومبادئي، ولم أدع أي شيء يجعلني أتنازل عنها وأخسرها. وما زالت علاقتي قائمة مع جيراني القدامى وصديقات الطفولة.
التغيير الوحيد: هو تغييري لمكان سكني مع عائلتي.
من الملحنين والشعراء العرب الذين تتمنين التعاون معهم مستقبلاً؟
حلمي أن أغني من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن ألحان اللبناني الرائع مروان خوري والعراقيين كاظم الساهر وعلي الصابر.
ما هو حلمك الفني الأكبر؟
تقديم مسرح غنائي مشابه للمسرح الغنائي القديم وأشبه ما يكون إلى مسرح الرحابنة الغنائي وليس الاستعراضي.
لو قرر منتج تحويل حلمك إلى حقيقة وجعلك بطلة مسرحية غنائية من تختارين بطلاً أمامك؟
صابر الرباعي.
صابر فنان كبير لكن من ترشحين من نجوم الغناء الشباب، يتميز بالحضور الجذاب والصوت الحلو؟
المصري تامر عاشور واللبناني آدم وزميلي في «ذا فويس» عبود برمدا، المميز بصوت دافىء وبسيط وشامل يصلح لسماعه في كل وقت.
هيفاء وهبي إلى السويد من دون محمد الوزيري
بين شيرين وأحلام
هل تعتقدين أن أحلام أكثر وفاءً بالوعود لخريجات «آراب أيدول» من شيرين عبد الوهاب لأنها أشركت بعض خريجاته في حفلاتها، بينما شيرين لم تفعل ذلك؟
أنا لا ألوم شيرين عبد الوهاب التي قالت: «الإنسان ساعات بينسى... والحياة تلاهي». وأنا اليوم فنانة في بداية طريقي الفني. وما زال لديّ الكثير لفعله. والموضوع بيني وبينها انتهى.
وأقول: «من أعطاك حباً... لا يستحق أن تغرس في قلبه سهماً». شيرين دعمتني وقدمت لي الكثير خلال وجودي في كواليس برنامج «ذا فويس»، وهذا يكفيني منها وأتمنى لها كل خير.
أعبر عن نفسي بالكتابة
أُتيح لك التعامل مع كبار الشعراء... فلماذا قررت غناء قصائدك الخاصة؟
اكتشفت أن كلماتي تعبر بعمق عن أحاسيسي وأفكاري الخاصة، وقادرة على الوصول بسهولة إلى قلوب الناس، وحققت كل الأغنيات نجاحاً، بخاصةً «وبعدو عطرك» التي حققت ملايين المشاهدات، كان آخرها أغنيتي «درجات» التي حققت إلى الآن نصف مليون مشاهدة وأكثر.
ولا أقول عن نفسي بإني شاعرة من الطراز الأول، لكني أحب أن أكتب وأن أعبر عن نفسي بالكتابة. وكان الفنان اللبناني الرائع رامي عياش أول من آمن بموهبتي، وغنى لي «يا حبيب القلب» التي حققت نجاحاً رائعاً.
من المطرب الذي تحبين أن يغني أشعارك؟
وائل جسار. أحب إحساسه وشموليته. وأيضاً يارا المميزة بإحساسها العالي، وأحلم وأتمنى أن تغني الفنانة ماجدة الرومي أشعاري.
ومن نجوم الخليج؟
شعراء الخليج كبار لا يشق لهم غبار، وهم ربما أقدر مني على كتابة كلمات خليجية، مع إني أكتب كلمات أغاني خليجية، وكلمات زفاتي في الأعراس الخليجية التي أُطلب لإحيائها.
لحنت أيضاً الكثير من أغانيك... فهل يمكن أن تفعلي مثل كاظم الساهر ولا تغني سوى ألحانك الخاصة؟
لن أفعل ذلك، فأنا أحب أن أغني ألحان غيري من باب التنويع والتجربة وإطراب جمهوري بألوان غنائية جميلة ومتعددة، كما أحب أن يغني النجوم العرب ألحاني، وسيكون هذا شرف كبير لي.
ما هي أعمالك الفنية القادمة؟
أنهيت تسجيل أغنيتي الخليجية «شروط» الفريدة بهويتها وتركيبتها العربية، فنصها خليجي وكاتب كلماتها أردني وملحنها مصري وموزعها لبناني. وأنا متفائلة بها، وسأصدرها قريباً. وسأشارك في مهرجان «حلاوة زمان»، إذ سأقدم أغاني لعمالقة الطرب العرب: أم كلثوم وفايزة أحمد وغيرهما.
ولإمارة دبي في قلبي مكانة كبيرة، إذ حظيت فيها بتكريمات عدة، من بينها تكريم من الجامعة الأميركية، وقُدمت إليّ منحة دراسية لماجستير ودكتوراه، وربما أدرس مجال «علم النفس» بحكم خبرتي الخاصة في دراستي وعملي في مجال التربية.
الزواج في المرتبة الثانية في حياتي
ألم تعثري على فارس أحلامك بعد؟
تجيب ضاحكة: لا، لم أعثر عليه إلى اليوم.
كم عريساً تقدم للزواج منك؟
عرسان كثر، تقريباً 7 شباب تقدموا لخطبتي، لكن لم يحدث نصيب بيننا.
ما هي مهن هؤلاء العرسان؟
تقدم إليّ: صحفي ومحامي، ولا أذكر مهن الآخرين.
أولويتي الآن أكرسها لعائلتي ولفني، والزواج يأتي في المرتبة الثانية في حياتي.
هل السبب أنك لم ترتاحي إلى أي واحد ممن تقدموا لك؟
لا، ليس هذا هو السبب الحقيقي، السبب الحقيقي هو أنني أفضل الزواج التقليدي على زواج الحب.
لماذا تفضلين الزواج التقليدي؟ ألا تؤمنين بالحب؟
أؤمن بالحب الحقيقي الشريف الذي يولد بالعشرة الطيبة وحسن المعاملة خلال الزواج وليس قبله.
وأعترف لك بأنني إلى الآن لم أخرج بموعد غرامي في حياتي.
ولم أمر بأي تجربة عاطفية في حياتي، لأنني ببساطة فتاة محافظة، ولا أرضى الخروج عن تقاليدي المحافظة ولا عن ديني، والحب الحلال يأتي خلال الزواج.
ما هي مواصفات فارس أحلامك؟
لا يهمني ماله ولا ثراؤه، الأهم بالنسبة إليّ أن يكون ابن حلال ورجلاً صالحاً، يتقي الله، يحبني لذاتي كما أنا، ويكون مرآة نفسي، وشريك حياة حقيقي، وسندي في الدنيا بعد أمي ووالدي.
والأمومة؟
أتمنى من الله أن يرزقني بطفلتين إناث حتى أحاط بالرقة والحنان منهما.
دويتو
هل تفكرين بتقديم دويتو غنائي؟ ومع من؟
نعم، فكرة تقديم دويتو غنائي تراودني مع الفنان تامر عاشور، ووائل جسار، ويارا، وحين تُتاح الفرصة لذلك، لن أتردد.