حركة بسيطة باليد تنقذ صينية من الخطر!

حركة بسيطة باليد أنقذت فتاة صينية من خاطفها
علامة «أوكي» مفهومة للجميع في العالم
الشرطة الصينية نفت علاقتها بالفيديو
4 صور

عندما تتعرض الفتاة للخطر، يتعطل دماغها أحياناً عن العمل والتفكير، فإن كانت هشة داخلياً، لا تقدّر الخطر، فتصرخ مستغيثة، مما يوتر خاطفها، فيقتلها على الفور، ويفرّ من موقع جريمته، وإن كانت ذكية، فإنها تتظاهر بالهدوء وتفكر بحيلة أو حركة يد تنقذها بأسلوب حكيم، لا يعرضها لخطر مباشر، وهذا ما فعلته فتاة صينية احتجزت قسراً من قبل رجل، واستطاعت إنقاذ نفسها بحركة بسيطة بيدها، فماذا فعلت؟ وكيف أنقذت نفسها؟

فيديو حركة اليد يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي

انتشر على نطاق واسع في شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» فيديو لفتاة صينية، استخدمت «تكنيك» ذكياً لتوضح حاجتها للمساعدة، وهو الأمر الذي أثار قلق السلطات الصينية. ففي أحد المطارات، كان رجل غريب، يرافق الفتاة ولم تكن قادرة على الصراخ طلباً للمساعدة، فقامت بحركة مستخدمة يدها تشبه كلمة «ok» باللغة الإنجليزية، ما نبّه أحد العابرين الذي شرع على الفور في الجدال مع الرجل، وسرعان ما أدرك هو وآخرون أنها محتجزة رغماً عن إرادتها، ليتم لاحقاً لمّ شملها مع والديها، وفقاً لموقع «بي بي سي» البريطاني.

 

لحركة اليد بشكل OK مغزى في الصين

لماذا أثار هذا الفيديو رد فعل كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وأثار قلق السلطات؟
تعد علامة «OK» مفهومة على نطاق واسع في العالم كعلامة إيجابية، ولكن تحويل يدك بحيث تواجه كفكن تمثل رسالة ذات مغزى في الصين. فلو تم ضغط إصبعين مع بعضهما، ستبدو يدك أشبه برقم 110، وهو رقم هاتف الطوارئ للشرطة الصينية.
وبناءً عليه، انتشر فيديو يظهر فيه ممثلون يقولون إنه بوسع طفل يتعرض إلى متاعب أن يبعث برسالة واضحة بحركة من يده.
وفي نهاية الفيديو، يدعو رجلٌ المشاهدين إلى نشره على أوسع نطاق، حتى يتمكن من يحتاج المساعدة، سواء كان مخطوفاً أو في موقف به تهديد للحياة، من التصرف.

فيديو يحظى بدعم الشرطة لتوعية الناس

وتقول صحيفة «شينغدو» الاقتصادية الصينية، إن أصل الفيديو مجهول، رغم أنه منسوب للشرطة، حيث إن الشرطة تنفي علاقتها به. وقد نشرت وسائل الإعلام الصينية رسالة منصة «بياو» الرسمية لمكافحة المعلومات الكاذبة، انتقدت الفيديو باعتباره مضللاً، مشيرة إلى أنه ليس للشرطة علاقة به.
وقالت منصة «بياو»: «هذه الإشارة لا معنى لها كعلامة تحذير»، بل ربما لا تسفر عن شيء مع شخص يحتاج المساعدة. وأضافت أنه لم يتم نشر أو تعزيز هذا التكنيك كوسيلة تحذير، وطالبت الجمهور باللجوء إلى الوسيلة التقليدية، وهي طلب الشرطة لو احتاجوا المساعدة، أو اشتبهوا في وجود شخص يحتاج المساعدة.

فكرة جيدة

ورغم أن السلطات نأت بنفسها عن الفكرة والفيديو، إلا أن مناقشة واسعة النطاق جرت في وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت حركة واحدة باليد فعالة في أن يفهم الناس، في الصين، أن هناك شخصاً تحت ضغط أو تهديد ما.

الصياح أكثر فعالية من الإشارات

وقال البعض في موقع «سينا ويبو» للمدونات الصغيرة: «إن الصياح طلباً للمساعدة أكثر فعالية من الإشارات»، كما قال البعض الآخر: «إن الإشارات قد تضلل الناس، وقد تؤدي إلى أمور غير ضرورية». ولكن في بلد تشدد فيه السلطات قبضتها، ولا يقدر فيه الناس على الحديث بحرية، أشاد البعض بهذه الحركة البسيطة القادرة على جذب الانتباه، لو كان شخصاً تحت ضغط. وقال أحد المستخدمين: «في الواقع فإن مثل هذا النوع من الإشارات قد يساعد على طلب المساعدة، طالما اتفق الجميع عليها يمكن استخدامها».

الأرقام والإشارات

ولطالما أثبت استخدام تسلسل الأرقام فعالية في انتقاد السلطات على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وجد الناس وسيلة للحديث عن مذبحة ميدان «تيان آن من» عام 1989، والخاضعة لرقابة مشددة من الحكومة منذ 3 عقود، باستخدام أرقام مثل «46» (4 يونيو)، «64» (يونيو 4) أو 1989.
وتنبهت السلطات لاستخدام التسلسل الرقمي، ولكن هذه الرقابة الصارمة تعني أنه يتم أحياناً إزالة منشورات بريئة عن طريق الخطأ. فعندما أصدرت «تيلور سويفت» التي تحظى بشعبية كبيرة في الصين، ألبومها 1989 عمدت السلطات لتدقيق المنشورات التي تذكر موسيقاها، لأن اسم الألبوم ربما يكون شفرة لأهم حدث في تاريخ الصين الحديث. كما أن مزيجاً من تسلسل الأرقام وإشارات اليد أثبت فعالية في مساعدة المحتجين في «هونغ كونغ» على أن يتحدوا حول رسالة واحدة، فقد استطاع مستخدمو الإنترنت في «هونغ كونغ» انتقاد القيادة في السنوات الأخيرة بالإشارة لهم على أساس عدد الأصوات التي انتخبتهم، فكان الرقم «777» مرادفاً لزعيمة الجزيرة «كاري لام»، أما سلفها «سي واي لونغ» فقد رمز له بالرقم «689».
ومع تصاعد الاحتجاجات في «هونغ كونغ» في الأشهر الأخيرة، بات من الواضح أن المتظاهرين أصبحوا قادرين على تنظيم أنفسهم بحركات الأيدي بين الحشود وانتشرت عبر منصات مثل «تويتر» رسوم الغرافيكس المتعلقة بـDIY أو حركات باليد والتي بات بوسع المحتجين استخدامها لو احتاجوا إلى إمدادات، مثل أقنعة العيون أو الوجه أو الخوذات، وبالتالي، لا غرابة أن حركة صغيرة بريئة باليد تنتشر على نطاق واسع في الصين، وتحظى بتأييد شعبي كبير، ولكنها تثير قلق السلطات.