هل سيفقد ملايين البشر منازلهم خلال هذا القرن؟

هجمات البحر
تسونامي
هجمات-تسونامي
4 صور

دراسة حديثة تنذر أن الملايين من البشر، في مناطق متفرّقة من العالم، يواجهون فقدان منازلهم مع الارتفاع المطّرد لمنسوب سطح البحر خلال العقود المقبلة، ما يعني أن مدناً ساحليةً سيبتلعها المحيط، خلال هذا القرن.
ووفقاً لدراسة جديدة نشرتها مجلة «ناتشر كوميونيكشن» الأمريكية، فإنه في ظل تفاقم أزمة التغير المناخي، فمن المتوقع أن يرتفع مستوى البحار ما بين 60 سم و2. 1 متر، وربما أكثر، خلال القرن الحادي والعشرين.
وحملت الدراسة عنوان «التقديرات العالمية لارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات الساحلية تتضاعف ثلاث مرات»، مؤكدة أن ما يقرب من ثلاثة أضعاف المساحة المقدرة سابقاً ستكون ضمن دائرة الخطر.

مناطق الخطر 

6165531-1909346163.jpeg


وبحلول العام 2050، فإن مناطق من العالم يسكنها حالياً نحو 300 مليون شخص ستكون بمستوى منخفض عن متوسط مستوى الفيضان الساحلي السنوي، ما يعني أن أولئك السكّان سيواجهون فيضانات شديدة، بمعدل مرة واحد على الأقل سنوياً، وبحلول العام 2100، هناك احتمال بأن تصبح مناطق يسكنها حالياً نحو 200 مليون شخص، تحت خط المدّ العالي، أي هناك احتمال لأن تغمر مياه البحر تلك المناطق.
المديرُ التنفيذي لمنظمة المناخ المركزية، بنجامين ستراوس، وهو أحد المشاركين في وضع الدراسة، يقول: «تشير النتائج إلى أن عدداً كبيراً من الناس وكذلك مناطق شاسعة من الأراضي ضمن دائرة الخطر، على نحو يفوق ما كنّا نعتقده سابقاً»، مضيفاً أن المناطق المتوقع تضررها تحتاج إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنّب «الكارثة الاقتصادية والإنسانية» الوشيكة، على حد قوله.
ووفق الدراسة، فإن مدناً ساحلية بأكملها سيلتهمها البحر، في حال عدم بناء دفاعات بحرية فعّالة، ويوضح العلماء المشاركون في وضع تلك الدراسة على أن حوالي 70 بالمائة من البشر المعرّضين لخطر الفيضانات السنوية والفيضانات الدائمة يعيشون في ثماني دولة آسوية، هي: الصين، بنغلاديش، الهند، فيتنام، إندونيسيا، تايلاند، الفلبين واليابان.
وإضافة إلى مدنٍ في الدولة الآسيوية المذكورة، فإن ثمة 19 دولة أخرى، من ضمنها البرازيل والمملكة المتحدة يمكن أن يغمر المد العالي مدناً فيها بحلول العام 2100، وذلك وفق الدراسة التي قالت: «يجب على المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم أن تعد نفسها لمستقبل أكثر صعوبة بكثير مما قد يكون متوقعاً في الوقت الحالي».
والجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر يُسهمُ في ارتفاع درجات الحرارة في العالم، وهو ما يؤدي بدوره إلى إحداث تغيير في أنواع المحاصيل التي يمكن للمزارعين إنتاجها، مما يعني أن ملايين الأشخاص قد يواجهون ندرة في الغذاء وقلة في مياه الشرب، إضافة إلى إمكانية تعرّضهم لأزمات صحية، هذا فيما الاقتصاد العالمي سيواجه الكثير من العقبات والمخاطر.
ولم يبرح العلماء يحذرون من مخاطر تهدد كوكب الأرض نتيجة تغيّر المناخ الذي يصاحبه ارتفاعٌ في حرارة ومنسوب المحيطات وفقدان للأكسجين وازدياد في حموضة البحار ما من شأنه أن يحدث تسارعاً في ذوبان الجليد والثلوج، في قطبي الأرض.
وكان العلماء والخبراء وفي دراسة صدرت عن لجنة علماء وخبراء ترعاها الأمم المتحدة نشرت أواخر شهر أيلول/سبتمر الماضي حول «تغيّر المناخ»، شددوا على ضرورة خفض معدّلات انبعاثات الكربون الذي يؤدي استمراره بالمعدلات الحالية إلى الاحتباس الحراري، الذي يرفع من درجة حرارة كوكب الأرض الذي بدوره يسخن حرارة المحيطات.
ويجدر بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد انسحب من اتفاق باريس للمناخ، بعد توليه منصبه عام 2016، وتراجع عن كل التشريعات الأمريكية ذات الصلة بمكافحة التغير المناخي.