mena-gmtdmp

في يوم المرأة الإماراتية...شاهدي كيف تُصمم فاطمة الحسني مجوهرات تحوّل الذكريات إلى كنوز خالدة

تصاميم من مجوهرات "لييلاني" Leilani – الصورة من العلامة
تصاميم من مجوهرات "لييلاني" Leilani – الصورة من العلامة

من شغف طفولي بمحار شواطئ أبوظبي إلى تأسيس علامة مجوهرات راقية تحمل في كل قطعة حكاية، استطاعت فاطمة الحسني أن تمزج بين الدقة الطبية التي اكتسبتها من خلفيتها كطبيبة أسنان، وبين الحس الإبداعي العاطفي الذي تعبر عنه من خلال "لييلاني" Leilani، دار المجوهرات التي أطلقتها عام 2022، لتكون مرآةً للتعبير الذاتي، وسرد القصص الشخصية، والحرفية الرفيعة.

في هذا اللقاء، تأخذنا فاطمة في رحلة بين الطفولة والإبداع، بين العلم والفن، وبين التراث والحداثة، تكشف لنا كيف تتحول المشاعر والذكريات إلى تصاميم تلامس القلب، وكيف تحتفي "لييلاني" بالأنوثة بتفاصيلها المعقدة والمتناقضة، رقة وقوة، نعومة وصلابة.

رحلتك من طب الأسنان إلى تصميم المجوهرات كانت غير متوقعة وملهمة، ما هي اللحظة الفاصلة التي دفعتك لتأسيس "لييلاني" Leilani؟

قق
                                     تصميم من مجوهرات 'لييلاني' Leilani – الصورة من العلامة

لطالما كان حلمي في الطفولة أن أصبح طبيبة، وأنا ممتنة لأنني أعيش هذا الحلم يومياً من خلال مهنة طب الأسنان، التي علمتني الدقة، الصبر، وجمال التفاصيل، لكن شغفي الصامت كان دوماً المجوهرات، وسيلة للتعبير عن المشاعر والهوية والروح، لسنوات كنت أنتظر "اللحظة المناسبة" للبدء... حتى قررت في أحد الأيام أن أتوقف عن الانتظار.
هكذا وُلدت "لييلاني"، ليس كابتعاد عن من أكون، بل كامتداد طبيعي لكل ما أحبه: الجمال، التعبير الذاتي، وفرحة خلق شيء يدوم.
قد يهمك أيضاً: 13 فكرة لتنسيق الملابس والأكسسوارات في عطلات صيف 2025

كثيراً ما تتحدثين عن طفولتك في أبوظبي، كيف ما زالت تلك الذكريات المبكرة تؤثر في عمليتك الإبداعية اليوم؟

أبوظبي مدينة تنبض بالجمال في كل تفاصيلها، حيث تلتقي الثقافة بالحداثة بأسلوب راقٍ وفريد، نشأتي فيها شكلت نظرتي للعالم، كطفلة، كنت أقضي ساعات على شاطئ البحر، أجمع الأصداف وأحولها إلى سلاسل، أساور، وزينة للحقائب، كان ذلك غريزياً، طريقتي في صنع شيء ذي معنى من أشياء أحبها.

تلك الفرحة البسيطة ما زالت ترشدني اليوم، أقترب من كل تصميم في "لييلاني" بالفضول نفسه والدهشة، مستلهمةً من الطبيعة، والعاطفة، والعالم من حولي، تماماً كما كنت أفعل وأنا صغيرة، بيديَّ المملوءتين بالمحار.

كيف تترجمين المشاعر والذكريات غير الملموسة إلى قطع مجوهرات راقية؟

للا
                      تصميم من مجوهرات 'لييلاني' Leilani – الصورة من العلامة

كل شيء يبدأ بشعور، ذكرى، كلمة، أو لحظة أود أن أحتفظ بها، أترجم ذلك إلى شكل من خلال رموز، انحناءات، أو أحجار تحمل معنى، كل تفصيلة مهمة، أحياناً تكون مجرد حرف أول، أو حجر ميلاد، أو نقش مخفي، شيء هادئ لكنه عميق وشخصي، المجوهرات بالنسبة لي أكثر من زينة، إنها جزء من الهوية، قطعة من الذات تُرتدَى قرب القلب.

خلفيتك في طب الأسنان منحتك عيناً دقيقة للتفاصيل، كيف تؤثر هذه الدقة على أسلوبك في التصميم والصياغة داخل "لييلاني"؟

طب الأسنان علمني كيف أرى الجمال في الدقة، كيف أن كل مليمتر يُحدث فرقاً، وكيف أن التوازن والتناظر يخلقان انسجاماً في الشكل، هذه العناية بالتفاصيل انتقلت معي إلى عالم المجوهرات، أنجذب للخطوط النظيفة، والنسب الدقيقة، والنهايات المتقنة، سواءً كنت أصمم قطعة بارزة أو أخرى ناعمة وشخصية، دائماً أفكر في كيف ستشعر، وتجلس، وتتحرك على الجسد.

بالنسبة لي، كلا المجالين، الطب والتصميم، يدوران حول الإبداع المدروس والمليء بالنية.

تحتفي "لييلاني" بالأنوثة من خلال مزيج من الرقة والقوة، كيف توازنين بين هذين الجانبين في تصاميمك؟

اا
                         تصميم من مجوهرات 'لييلاني' Leilani – الصورة من العلامة

الأنوثة بالنسبة لي هي تناغم بين التناقضات، ناعمة وقوية، رقيقة وثابتة، هذا التوازن هو جوهر "لييلاني"، في تصاميمي، أمزج غالباً بين الأشكال العضوية المتدفقة والعناصر الجريئة، مثل انحناءة ناعمة مع رمز قوي، أو حجر رومانسي داخل إطار صارم، أحرص على أن تعكس كل قطعة الطبقات العديدة في شخصية المرأة، رقتها، شغفها، وقوة صمتها.

مجموعاتك تحكي قصصاً شاعرية، هل يمكنكِ أن تشرحي لنا رمزية أحد تصاميمك المفضلة؟

من التصاميم المفضلة لديّ هو خاتم "الشهاب المتحرك"، يرمز إلى الأمنيات، والزخم، وجمال اللحظات العابرة، تذكير بأن نلاحق ما يُشعل شغفنا، حتى لو بدا بعيد المنال.

صممته بحركة انسيابية في البال، مستخدمة تدرجاً من الألماس لخلق إحساس بالحركة والسحر، هو تصميم ناعم، لكنه مليء بالحيوية، كأنك تمسكين بلحظة متجمدة في الزمن، يمثل لكل من تحلم بعمق وتجرؤ بشجاعة.

أخبرينا عن أحدث مجموعة لك، وما الإلهام وراءها، والرسالة التي تسعين لإيصالها لمن ترتديها؟


من أبرز قطع المجموعة خاتم "الروضة"، تكريم للذهب الكلاسيكي الموجود في أسواقنا التراثية، وغالباً ما يُزيّن بالورود كرمز للحب والأنوثة، أردت الحفاظ على هذا الجوهر ولكن بإضافة لمسة معاصرة ومعنوية، يتميز الخاتم بشريط كامل من الورود، مع قلب في المنتصف يمكن نقشه بما هو عزيز على قلب المرأة، اسم، تاريخ زواج، أو أحرف أولى لأبنائها... أي شيء يحمل معنى الحب، إنها قطعة متجذرة في التراث، لكنها صُممت لامرأة اليوم، عاطفية، خالدة، وعميقة الشخصية.

ما المواد أو التقنيات التي جربتِها في هذه المجموعة، والتي دفعت حدود إبداع "لييلاني" أكثر؟

في هذه المجموعة، أردت أن أتحدى نفسي بدمج الجمالية التقليدية مع الأشكال النحتية. على سبيل المثال، خاتم "الروضة" يحتوي على شريط كامل من الورود المنحوتة يدوياً، وهو ما تطلب دقة بالغة وعملاً حِرَفياً مكثفاً للحفاظ على نعومة التفاصيل ووضوحها، كما استكشفت طرقاً أوسع للتخصيص من خلال النقش حسب الطلب، لمنح كل امرأة فرصة لجعل التصميم يعبر عنها، إنها خطوة نحو صنع مجوهرات لا تكون فقط جميلة، بل أيضاً هي ملك لها، وجدانياً وجمالياً.

من هي "امرأة لييلاني"؟ وما القيم أو الروح التي تأملين أن تجسدها عندما ترتدي تصاميمك؟

تصميم من مجوهرات 'لييلاني' Leilani – الصورة من العلامة

امرأة "لييلاني" معبرة، واثقة، وفخورة بذاتها. تُقدّر المعنى بقدر ما تُقدّر الجمال، وتختار قطعاً تعكس قصتها، قوتها، وتفرّدها، إنها جريئة بطريقتها الخاصة، سواء عبر نعومة هادئة أو حضور لا يُقاوم، وحين ترتدي "لييلاني"، آمل أن تشعر بأنها مُحتفى بها، ومتمكنة من أن تكون على طبيعتها تماماً.

كيف تأملين أن تُلهِم مجوهراتك النساء وتعزز ثقتهن، جمالياً وعاطفياً؟

أتمنى أن تشعر كل امرأة عند ارتداء قطعة من "لييلاني" بالفخر بمن تكون وبأصلها، سواء احتوت القطعة على اسم، أو تاريخ، أو رمز شخصي، يجب أن تذكرها بقصتها وتمنحها شعوراً بأنها مرئية ومتصلة بجوهرها.

من خلال "لييلاني"، أريد للمرأة أن تحتضن أنوثتها بكل أشكالها الرقيقة والقوية، الناعمة والجريئة، تصاميمي تحتفي بهذا التوازن، وتمنحها إحساساً بالجمال، والارتكاز، والذات.

كامرأة إماراتية تقود علامة إبداعية، ماذا يعني لك يوم المرأة الإماراتية على المستوى الشخصي والمهني؟

تصميم من مجوهرات 'لييلاني' Leilani – الصورة من العلامة


يوم المرأة الإماراتية هو تذكير بمدى ما حققناه، وبقوة المرأة حين تقود بشغف وفخر على الصعيد الشخصي، أشعر بالامتنان لكوني جزءاً من جيل مُكّن من الحلم، والخلق، والبناء، وعلى المستوى المهني، يشرفني أن أساهم في مساحة يُحتفَى فيها بأصواتنا، وحكاياتنا، وإبداعنا.

إنه يوم لنقف فيه شامخات، ليس فقط كامرأة، بل كامرأة إماراتية، ولنواصل تمهيد الطريق لمن سيأتين بعدنا.

ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها للجيل القادم من الإماراتيات الحالمات ببناء شيء فريد خاص بهن؟

آمني برؤيتك، حتى وإن بدت صغيرة في البداية، فما يبدأ كفكرة أو حلم هادئ، يمكن أن ينمو ليصبح شيئاً عظيماً إذا كان متجذراً في الشغف والهدف، لا تنتظري اللحظة المثالية، ابدئي من حيث أنتِ، وبما تملكين، وامنحي الثقة لمسارك، ثقافتنا غنية بالقوة والرقي والإبداع، فاحمليها بكل فخر وأنتِ تبنين شيئاً يعبّر عنكِ وحدك، المستقبل أكثر إشراقاً حين تصنعه نساء يجرؤن على أن يكنّ أنفسهن.
شاهدي أيضاً: كيف تختارين أكسسواراتك حسب تسريحة شعرك في العيد؟