الشيخة مروة آل خليفة رئيسة جمعية البحرين للفنون التشكيلية: أنشطتنا تدعو الفنانين إلى تجربة كل جديد

الشيخة مروة آل خليفة رئيسة جمعية البحرين للفنون التشكيلية
الشيخة مروة آل خليفة رئيسة جمعية البحرين للفنون التشكيلية

تؤدي جمعية البحرين للفنون التشكيلية، منذ تأسيسها عام 1983، دوراً مهماً في سبيل تشجيع الإبداع والثقافة بالمجتمع المحلي، ونشرهما على أوسع نطاقٍ. وتهدفُ الجمعية، التي تترأسها الشيخة مروة آل خليفة، إلى تطوير القدرات الإبداعية لأعضائها، والنهوض بالأعمال الثقافية، هذا إلى جانب استضافة عديدٍ من المعارض والأعمال الفنية. الشيخة مروة آل خليفة، رئيسة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، أخذتنا في جولةٍ داخلها، مُسلِّطةً الضوء على قصة تأسيسها، والدور الذي تقدِّمه في دعم الفن التشكيلي.
 

حوار: زهراء الخالدي
تصوير : علي الرفاعي 


الشيخة مروة آل خليفة 

 

الشيخة مروة آل خليفة

 


تأسَّست جمعية البحرين للفنون التشكيلية عام 1983، وما زالت حتى الآن تعملُ بجدٍّ على تحقيق أهدافها ورؤيتها. وفي هذا الإطار، أوضحت الشيخة مروة آل خليفة، أن أنشطة الجمعية مستمرةٌ، وأن الإقبال عليها جيدٌ، خاصةً من الجيل الجديد، وذكرت: «تأسَّست الجمعية عام 1983، ولله الحمد، منذ تأسيسها، نقدِّم أنشطةً مستمرةً، واليوم أرى إقبالاً جيداً من الجيل الجديد على الانتساب إليها، والمشاركة في فعالياتها». ولأن لكل شيءٍ بدايةً، أيضاً لجمعية البحرين للفنون التشكيلية بداية، إذ انطلقت قصَّتها في الـ 21 من نوفمبر عام 1982 عندما تقدَّم 34 فناناً تشكيلياً بحرينياً إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في البلاد بطلب تأسيس جمعيةٍ للفنون التشكيلية تحت مسمَّى «جمعية البحرين للفنون التشكيلية»، بعد ذلك، اتَّفق هؤلاء الفنانون على إقامة معرضٍ تشكيلي، يؤكِّد رغبتهم في تأسيسها. وحقاً، أقيم المعرض في إبريل 1983، وتشكَّلت لجنةٌ لمتابعة تأسيس الجمعية، وإشهارها، ووضع التصوُّرات المستقبلية لها برئاسة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة. وفي ديسمبر من عام 1983، وبمناسبة احتفالات البحرين بـ «اليوم الوطني»، افتتح الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، المقرَّ الجديد للجمعية، الذي أعدَّه وجهَّزه الفنانون المؤسِّسون، وأقيم في تلك المناسبة معرضٌ تشكيلي كبيرٌ في صالة العرض، شارك فيه 35 فناناً.


ومنذ ذلك التاريخ، نُظِّمت فعالياتٌ كثيرةٌ في مقر الجمعية، أكسبتها أهميةً كبيرةً في الساحة الثقافية العربية، وتمَّ تأسيس «مدرسة البحرين للفنون الجميلة»، لتكون أوَّل مدرسةٍ متخصِّصةٍ في تدريس مختلف مجالات الفنون التشكيلية بالبلاد.


يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

 

مبنى جمعية البحرين للفنون التشكيلية

تشير الشيخة مروة آل خليفة إلى أن هناك مرافقَ عدة، يضمُّها مبنى الجمعية، وعن ذلك قالت: «لدينا مرافقُ مختلفة في الجمعية، بدءاً من قاعة الاجتماعات، وحتى أماكن إقامة الورش والفعاليات المتنوِّعة، وكل تلك المرافق تمَّت تهيئتها لأعضاء الجمعية والفنانين للاستفادة منها مباشرةً في نشاطاتهم الثقافية والفنية، منها قاعةٌ واسعةٌ، جرى تجهيزها لإقامة المعارض الخاصة بالجمعية سواءً الموسمية، أو الجماعية، وقد تمَّ تزويد القاعات بالأثاث والمعدات الضرورية لإقامة الندوات والعروض السمعية والبصرية، وباتت اليوم بمنزلة مكانٍ، يتبادل فيه الفنانون الآراء والأحاديث حول ما يدور ويستجدُّ في الساحة الثقافية، المحلية والعربية والدولية، من أمورٍ، تتعلَّق بميادين الفنون التشكيلية المختلفة».


أهم مرافق الجمعية مدرسة البحرين للفنون الجميلة

 

الشيخة مروة آل خليفة

 

قام بالتدريس فيها خيرة الفنانين التشكيليين والأكاديميين البحرينيين، كما تعلَّم في صفوفها عديدٌ من الفنانين البارزين على الساحة الفنية التشكيلية، المحلية والدولية، ولا تزال تقوم بدورها في تقديم الورش الفنية المختلفة حتى الآن، كذلك تمَّ إنشاء ورشةٍ للخزف وأعمال النحت، وأخرى للحفر والطباعة فيها. وقد حرص الأعضاء المؤسِّسون لجمعية البحرين للفنون التشكيلية منذ البداية على أن تواكب نشاطاتهم الإبداعية التشكيلية المعايير العلمية والتربوية، وتجسَّد ذلك بتأسيس أول مدرسةٍ متخصِّصةٍ في تدريس مختلف مجالات الفنون الجميلة لجميع الراغبين في تعلُّمها، أو ممارسة أحد مجالاتها المتعدِّدة، وقد أعدَّ الفنان الراحل الدكتور أحمد باقر هذا المشروع الرائد، ووضع نُظمه وبرامجه العلمية والأكاديمية، والتحق به ما يزيد عن 200 دارسٍ حينها.

 


نادي التصوير الضوئي

تتولَّى الشيخة مروة بنت راشد آل خليفة حالياً رئاسة نادي التصوير الضوئي التابع للجمعية، وقد تأسَّس عام 1985 بمبادرةٍ من الفوتوغرافي الراحل حسين علي، وتشجيعٍ من الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة والفنانين، وحصل مباشرةً على عضوية الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي «فياب»، كما اختير عام 1987 ممثلاً قارياً للاتحاد الدولي في الشرق الأوسط.

هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع فنانات تشكيليات ..تابعي اللقاء مع الفنانة التشكيلية علياء زعل لوتاه


أول مسابقةٍ للتصوير

نظَّم النادي، برئاسة الجمعية، أوَّل مسابقةٍ للتصوير الفوتوغرافي عام 1986، كما أقام عديداً من الدورات وورش العمل. وتحرص الجمعية على توفير كل سبل الدعم للفنانين والمصوِّرين ليشاركوا في مختلف فعاليات التصوير الدولية، وفي هذا الإطار حصلت البحرين على المركز الخامس عالمياً في النسخة الخامسة من بينالي الـ «فياب»»، الذي أقيم تحت عنوان «الأسود والأبيض» في عُمان أكتوبر 2022، وكانت قد حصلت على المركز الأول والجائزة الأولى للمسابقة نفسها عام 2014.

 

 

الشيخة مروة آل خليفة
"يفوق عدد المنتسبات الفنانين التشكيليين، وهنّ يسهمن بفاعلية في مختلف المعارض والمناسبات الفنية والثقافية"

 

 

مرسم الحفر «الجرافيك»

 

الشيخة مروة آل خليفة

 

في سبتمبر عام 1989، تمَّ تأسيس مرسم الحفر «الجرافيك» تحت إشراف الفنان عبدالجبار الغضبان، ومنذ افتتاحه، التحق بالمرسم كثيرٌ من أعضاء الجمعية لتعلُّم تقنية الحفر والطباعة، من بينهم الفنانون جمال عبدالرحيم، علي مبارك، وعباس يوسف. أيضاً شارك عديدٌ من الفنانين بمسابقاتٍ و«بينالياتٍ» دوليةٍ في فن الحفر والطباعة في دولٍ مختلفةٍ مثل الدنمارك، السويد، مصر، وإسبانيا، وحصدوا جوائز أولى في بعضها.

 


معرض الناشئين


منذ تأسيسها، عملت جمعية البحرين للفنون التشكيلية على استقطاب الفنانين الناشئين، وفتح المجال للمتميزين منهم للمشاركة في المسابقات والمعارض التشكيلية العامة، بدايةً بـ «معرض الناشئين الأول للفنون التشكيلية»، الذي أقامته عام 1983 في العاصمة المنامة، وضمَّ مجموعةً متميزةً من أعمال الرسم، والنحت، والخزف، والتصوير لـ 20 فناناً من الناشئين، ليتتابع بعدها إقامة المعارض الفنية التي اهتمَّت بالناشئين والشباب.


ووجَّهت الشيخة مروة رسالةً للفنانين التشكيليين والجيل الجيد بالقول: «رسالتي للفنانين التشكيليين، هي: جرِّبوا أشياءَ جديدةً، وطوِّروا من أنفسكم. هذا ما أقوله دائماً لكل مَن يزور الجمعية حتى نتعلَّم من بعضنا».


الحفاظ على الفن التشكيلي الأصيل


تبذل الجمعية، منذ تأسيسها وحتى اليوم، جهوداً مستمرةً لإبراز الفنان البحريني والفن الراقي الأصيل، حيث تقيم سنوياً ما يتجاوز 20 معرضاً تشكيلياً بين خاصٍّ وجماعي.

ومن عالم الفن أيضأً اخترنا لك اللقاء مع التشكيلية السعودية ميساء سليمان


دور المرأة في الفن

 

الفنانة مريم علي فخرو

 


استقطبت الجمعية عديداً من الفنانات اللاتي استطعن أن يثبتن جدارتهن، محلياً ودولياً، من خلال الفن التشكيلي، واليوم يفوق عدد المنتسبات للجمعية الفنانين التشكيليين، ويحرصن على أن يكن جزءاً رئيساً من الحركة التشكيلية عبر الإسهام بفاعلية في مختلف المعارض والمناسبات الثقافية.


التكنولوجيا في خدمة الجمعية والفنان التشكيلي

تمتلك الجمعية أرشيفاً ثرياً لجميع نشاطاتها وإسهاماتها الفنية، منذ انطلاقها وحتى الآن، وتحرص على مواكبة كل التطورات التقنية والتكنولوجية عبر توفير الأجهزة المساعدة، وتعمل حالياً على رقمنة هذا الأرشيف، ليكون متاحاً للباحثين والدارسين والفنانين، كما تسعى إلى توفير كافة المعلومات الفنية لمختلف الجهات.

كذلك تستقطب المعارض الفنية بمختلف أساليبها، بما فيها تلك التي تكون التقنية الحديثة عنصراً مهماً فيها، بل وتشجِّع على إقامتها أيضاً حتى تصبح عنصراً فاعلاً في الحركة التشكيلية العالمية. وتجاوزت الجمعية، بفضل الجهود الحثيثة للفنانين المؤسِّسين والأوائل، فكرة المحلية، وتنطلق حالياً بكل ثقةٍ نحو العالمية بالمشاركة في مختلف المنصَّات الفنية الدولية، فعلى سبيل المثال شاركت، بالتعاون مع دار البارح للفنون، في دورة «آرت دبي» بنسختها الأخيرة ممثَّلةً في أربعة فنانين من أعضائها، هم محمد المهدي، جمال اليوسف، عمر الراشد، وجمال عبدالرحيم.


صعوباتٌ تواجه الفنان التشكيلي اليوم

الشيخة مروة آل خليفة


لقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل في خلق عديدٍ من الفرص للفنانين لعرض أعمالهم ونتاجهم الفني، لكن هذا الأمر خلق في المقابل منافسةً أكبر بينهم للوصول إلى التميُّز عبر العمل الجاد على التجربة الفنية، لتكون تجربةً مهمةً ومؤثرةً، ومرافقةً في الوقت ذاته لمحتوى فكري، يتواكب مع ما يدور في الحركة التشكيلية العالمية.

وعملت المؤسسات الرسمية والخاصة على الارتقاء بالفنان، بما فيها الجمعية، عبر تحسين معايير المعرض، لتكون مواكبةً للتطور الفني المستمر، إلى جانب تثقيف الفنان من خلال الوجود معه في كل تفاصيل العرض، وتوفير الندوات الثقافية والورش الفنية. وفي هذا السياق، شاركت الجمعية في عديدٍ من الفعاليات التشكيلية، المحلية والدولية، وأقامت عديدٍ منها أيضاً، لتأخذ بالفنان التشكيلي البحريني إلى أفق العالمية، وتسهم في رقي الحركة التشكيلية المحلية، وترفع الذوق العام، واليوم أصبحت البحرين محط أنظار الكثيرين في العالم، خاصةً ممَّن يعنون بالثقافة.


معرض حوار الثقافات

وحالياً تقوم جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وبدعوةٍ من الجمعية الكويتية الفنون التشكيلية، بالإعداد للمشاركة في معرضٍ مشتركٍ بعنوان «حوار الثقافات»، يقدِّم فيه 14 فناناً بحرينياً إبداعاتهم، من بينهم:
مريم فخرو: تعدُّ واحدةً من ألمع الفنانات البحرينيات، وهي عضوةٌ بارزةٌ في جمعية البحرين للفنون التشكيلية منذ عام 1985.

شاركت في عديدٍ من المعارض، المحلية والخارجية، منها المعارضُ السنوية لفناني البحرين التي تقيمها هيئة الثقافة والتراث، ومعرض تنزانيا المشترك لعددٍ من الفنانين من الخليج وتنزانيا 2023، ومعارض «آرت باب» الدولية من 2015 إلى 2019.

كذلك شاركت فخرو في المعرض الشخصي «تو النهار» تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في مركز الفنون 2019، ومعرض الفنون الدولي في مركز البحرين الدولي للمعارض. وتستخدم مريم ألوان الأكريليك وموادَّ أخرى للرسم على قماش الكانفاز، كما تعدُّ أعمالها المنحوتة على البرونز مادةً خصبةً، تدلُّ على موهبتها الطبيعية التي تبلورت نتيجة مشاركاتها الواسعة في المعارض الفنية.

الدكتورة مياسة السويدي: أدخلت الرياضيات على حياتها الفنية عاملَ الالتزام والاتزان، ما منحها حرية التعبير، وقاعدةً لاستكشاف واستخراج ما بداخلها من إبداعٍ بكافة أنواعه.

ولم تتخرَّج السويدي من الأكاديميات الفنية، بل اكتسبت معرفتها من الدورات المكثفة، والتجريب المستمر، وحصل عملها الفني «أحجية» على جائزة «الدانة»، وبهذا استحقَّت المركز الأول في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية بنسخته الـ 49.

كذلك حصلت على جوائز عدة، منها جائزةُ «تصويت الجمهور» لمؤسسة سوفيرين الفنية العالمية عن لوحتها Tea Whisper أو «همس الشاي» عام 2016، وجائزةٌ من ملتقى الكويت الدولي للفن المعاصر نوفمبر 2014.

وأقامت الدكتورة مياسة معرض «النسبة الذهبية» في مركز الفنون بالبحرين عام 2023، ووضعت بصمتها بمعرض «فن الشاي» في باريس، وآخر بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو بعنوان «الساعة الخامسة والعشرون» في 2019.


نقترح عليك متابعة اللقاء مع الفنانة التشكيلية والخزفية الإماراتية حصة العجماني