ما هي عادات العظماء؟

العُظماء هم أشخاص عاديون طوّروا من قدراتهم ومجهوداتهم من خلال بذل كثير من الجهد والدأب أو هم أشخاص يملکون مواهب وصفات ممتازة وقدرات مميزة، ويمكن لكل من هذه الطائفة أو تلك إحداث تغييرات هامة وتأثيرات مدهشة في حياة أتباعهم ومجتمعاتهم وهذا التفرد بهذه القدرات يتيح لهم العديد من الفرص التي يتصدرون من خلالها زمرة أقرانهم ويتبوأون من خلالها مراکز القيادة في مجتمعاتهم، فما هي عادات هؤلاء العظماء التي مكنتهم من تصدر المشهد والوصول لتك المكانة.. تابعي السياق التالي لتعرفي

العظماء هم الناجحون بالحياة

تقول لمياء رامي عبد السلام استشاري تنمية بشرية لسيدتي: هناك مئات بل آلاف من العظماء بطول الزمان خط التاريخ اسمهم وسطره في دفتره العتيق وهم على الرغم من أنهم يختلفون في سياقات تفردهم والتي تكرس لأعمالهم العظيمة وإنجازاتهم المبدعة إلا أنهم يشتركون جميعًا في أمر واحد وهو النجاح، فالنجاح هو الصفة المشتركة التي تجمع كل العظماء، وهو الأمر الذي جعلهم عظماء حيث استطاع كل منهم أن يحقق هدفه ويصل لمبتغاه، والسؤال هنا كيف وصل هؤلاء لهذه المكانة وهذا التفرد؟
تؤكد لمياء أن معنى النجاح وماهيته وطريقة الوصول إليه يختلف باختلاف الأشخاص. إلا أنه مرتبط بالإنجاز وتحقيق الأهداف مهما كانت وفي الوقت الذي قد يكون الحظ سببًا في نجاحك، إلا أن هناك بعض العادات الجيدة التي يشترك فيها العظماء، والتي لو اتبعتها ستمكنك من الوصول لهدفك بشكل أسرع وتعينك على إنجاز غايتك بطريقة أفضل ومن ثمّ تتمكن من تحقيق حلمك وقد تكون من العظماء في مهنتك أو عملك ويسطر التاريخ اسمك في سجله الخالد كما ذكرهم.
والرابط التالي يعرفك على: 8 زوجات وراء رجال عظماء

عادات للعظماء يسعى لاكتسابها الناجحون

تقول لمياء هذه بعض العادات الرئيسية للعظماء والتي يسعى لاكتسابها الناجحون وما يمكنك فعله لتطبيقها في حياتك الشخصية ومسيرتك المهنية:

حسن التنظيم والإدارة للوقت

إذا كنت ترغب في النجاح في أي جانب من جوانب حياتك، فأنت بحاجة إلى أن تكون منظمًا. عندما تكون منظمًا، يمكنك إدارة وقتك بشكل أفضل، ويمكنك التركيز على أولوياتك. العظماء والناجحون هم أشخاص منظمون يعمدون إلى التخطيط، وغالبًا ما يتمتعون بحس السيطرة.

الاسترخاء والتأمل

إحدى الطرق التي يستخدمها العظماء والناجحون للتغلب على الأوقات العصيبة هي الاسترخاء والتأمل. يمكن أن تساعدك تقنيات التأمل على التركيز، وإطلاق العنان لإبداعك، وتعزيز صحتك العامة، حيث الراحة الصحية والهدوء النفسي جزء أساسي من العناية بالعقل والجسم. فالأشخاص الذين يعانون من ضغوط مستمرة يُرهقون أنفسهم، وفي النهاية يُنجزون أقل.

الشجاعة والمبادرة

تؤكد لمياء أن المبادرة أمرٌ أساسي للنجاح في الحياة الشخصية أو المهنية، بغض النظر عن المسعى الذي تقوم به. فالمبادرة تعزز ثقتك بنفسك، وتساعدك على وضع أهداف واضحة للغاية، وتدفعك للمضي قدمًا لتحقيقها. ولتحقيق ذلك، تأكد من تحديد مخاوفك وإدارتها، والأهم من ذلك، لا تنتظر حتى الغد للبدء، ومن المهم أيضًا أن تكون واضحًا بشأن ما تريده وأن تتبعه بمثابرة.

العناية الشخصية

خصص الوقت الذي تحتاجه للعناية بنفسك وأنت تسير على طريق النجاح. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها استكشاف العناية الشخصية:

• تناول طعامًا صحيًا
• ممارسة الرياضة
• التحكم في التوتر
• الحصول على قسط كافٍ من النوم، أي ما يقارب من ٨ إلى ١٠ ساعات يوميًا

العناية بنفسك يمكن أن تعزز إنتاجيتك وثقتك بنفسك، وتبني علاقات قوية، وتمنع الإرهاق.
قد ترغبين في التعرف كذلك إلى: العادات التي تميز الشخصيات الناجحة في سن الشباب

المرونة والعقلية الإيجابية

العظماء غالبًا ما يُثابرون في مواجهة التحديات ويُحافظون على موقف إيجابي، فلا يدعون النكسات تُعيقهم، حيث اتخاذ موقف إيجابي يعزز كثيرًا من أدائك وثقتك بنفسك، وعلى الرغم من أنك قد تواجه عقبات تختبر تفاؤلك. لكن إدراك أن التحديات جزء طبيعي من الرحلة يمكن أن يساعدك على البقاء على المسار الصحيح بدلًا من أن يعرقل مسيرتك، في حين أن التفكير السلبي قد يقودك إلى طريقٍ ضيق، حيث تميل إلى التركيز على المشكلة (أو المشاكل) التي تواجهها بدلًا من البحث عن كيفية المضي قدمًا.
توضح لمياء: هذا لا يعني التساهل، بل يعني القدرة على الحفاظ على توازن صحي بين إظهار نفسك للجميع وعدم السماح لنفسك بالاستغلال فعندما يكون لديك موقف إيجابي، تميل إلى التفكير في الصورة الأكبر والبحث عن حلول للمشكلة، على أنه هناك فوائد أخرى للبقاء إيجابيًا، حتى في مواجهة الشدائد، بما في ذلك فوائد لصحتك العقلية والجسدية، وستلاحظ أيضًا أنك ستتواصل جيدًا مع الآخرين إذا كنت متفائلًا.

التواصل والتعاون

يحقق بعض الناس النجاح بمفردهم، بينما يجد آخرون أن التواصل والتعاون يلعبان دورًا كبيرًا في نجاحهم. إن بناء علاقات مهمة والحفاظ عليها يتيح لك التعلم ومشاركة الأفكار والمعرفة، والاستفادة من قوة الآخرين، فالتواصل والتعاون يمكن أن يساعدك على تطوير أفكار جديدة وتحسين مهاراتك في التواصل وحل المشكلات.

حسن إدارة مواردك الاقتصادية

يُعرّف الاقتصاد بأنه الحرص أو الاقتصاد في استخدام مواردك وهو شكل من أشكال الانضباط. يُعدّ الاقتصاد أمرًا بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح المالي حيث يهتم الأشخاص في هذه الفئة بكيفية إنفاق أموالهم واستخدام مواردهم، بما في ذلك وقتهم وطاقتهم.
والرابط التالي يعرفك: 5 طرق لتحسين قدرة الشباب على التركيز

الاستيقاظ المبكر

ربما سمعتَ المثل القائل" البركة في البكور" فإذا استيقظتَ مبكرًا، فسيكون لديك المزيد من الوقت لإنجاز المهام فتصبح أكثر إنتاجية، حيث الاستيقاظ مبكرًا شعور مختلف عن السهر، الذي يكون عادةً أكثر إزعاجًا.

القراءة والتعلم المستمر

تُعتبر القراءة غالبًا مفتاحًا حيويًا للنجاح. "قارئ جيد" أحد أهم صفات العظماء في كل مكان، فكل العظماء لا يتوقفون عن التعلم ولا يملون من المعرفة، وأنت يمكنك مواصلة التعلم بمفردك، أو الالتحاق بدورات تدريبية، أو متابعة تعليمك، أو حتى مجرد قراءة الكتب، والهدف من ذلك هو الوصول إلى المعلومة والمعرفة وتطوير مهارات التفكير النقدي، وتعزيز نموك الشخصي، سواء كنت ترغب في التقدم في مسيرتك المهنية أو تحقيق النجاح المالي.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: نصائح تساعدك على تقدير الذات لزيادة الثقة بالنفس

أمثلة على عظماء غيروا العالم

والآن بعد أن تعرفت على عادات العظماء في المجمل يأتي الوقت الذي نخبرك فيه عن عدد من العظماء الحقيقين والذين يمثلون أنجح الشخصيات في التاريخ الذين غيّروا العالم وقد اخترنا لكِ منهم (من موقع observer.com) لتتعرفي إلى بعض من عاداتهم من "حيل الحياة" الحقيقية والتي مثلت سرّ نجاحهم.

فولفغانغ أماديوس موزارت .. اخلق أنت الوقت

اضطر موزارت إلى الكفاح لكسب رزقه فلتحقيق أحلامه، لم يسمح لمطالب الحياة أن تعترض طريقه. كان موزارت يعود إلى منزله حوالي الساعة الحادية عشرة كل ليلة، ويؤلف مقطوعة موسيقية قبل أن ينام. هذا يعني الانغماس في الفراش الساعة الواحدة صباحًا، ثم الاستيقاظ مجددًا الساعة السادسة صباحًا.

فولتير.. ابحث أنت بنفسك عن المكان الذي تُجيد فيه العمل

كان الكاتب والفيلسوف الفرنسي يقرأ بنهم ويركز على عمله دون انقطاع. وعلى الرغم من أنه كان يختلط بالناس ويتجول في الحدائق على ظهور الخيل، إلا أنه كان ينعزل كل مساء في غرفته ويقضي من 18 إلى 20 ساعة يوميًا في العمل بتركيز في المكان الذي يناسبه.

بنجامين فرانكلين.. لا تخف من تغيير جدولك

كان أبو الكهرباء يستمتع بتقديم النصائح للآخرين طوال حياته. وقد امتلك قوة الشخصية التي مكنته من تغيير خططه المدروسة جيدًا ووضع جدول زمني جديد يغيره طول الوقت، وقد استقى جدوله المثالي الجديد من تجاربه مع الالتزام الصارم بالفضيلة، وقد تخلّى عن الجدولة الدقيقة، وسمح للإبداع بالظهور. والذي كان يُلهمه للمضي قدمًا.

جين أوستن.. تعلم كيف تتأقلم

لم تتزوج أوستن، فقد عاشت في منازل صاخبة طوال حياتها. ومع ذلك، لم تدع المشتتات شبه المستمرة تُثنيها. كانت جين تستيقظ قبل أي شخص آخر، وتُرتب إفطار العائلة كل يوم. بعد الانتهاء من ذلك بسرعة، كان لديها وقت للتفكير والكتابة في غرفة الجلوس. كان هذا هو الوقت الوحيد الذي تستطيع فيه الكتابة بعيدًا عن أعين المتطفلين، مع أن المشتتات كانت شائعة، وقد كانت أوستن تلجأ إلى الكتابة على قصاصات ورق صغيرة عندما لا يُلاحظها الآخرون. بسبب خوفها الشديد من اللوم وقد كانت تُضيّع بقية أمسيتها في قراءة الروايات بصوت عالٍ، بينما تنتظر جين حتى اليوم التالي لمواصلة عملها.

توماس مان ... حدّد وقتًا للعمل المُركّز

كان توماس مان يعلم أن أكثر ساعات يومه إنتاجية هي من التاسعة صباحًا إلى الثانية عشرة ظهرًا. لذا صمّم يومه وفقًا لذلك. بعد الاستيقاظ في الثامنة صباحًا، كان مان يستحمّ ويرتدي ملابسه ويتناول فنجانًا من القهوة مع زوجته. بعيدًا عن أي تشتيت أو اتخاذ قرارات، كان يُهيئ ذهنه ليوم عمل. ثم كان مان ينعزل عن العالم الخارجي طوال تلك الساعات الثلاث، مُحرّمًا أي تشتيت. كان يعمل بحماس شديد، مُمارسًا ضغطًا هائلًا على كتابة أفكاره خلال تلك الساعات فقط ثم يترك عقله ووقته يتجولان بقية اليوم.

تشارلز داروين.. اختيار الوقت المناسب لتعلن عن نفسك بقوة

لجعل عمله لا يقبل الجدل، أمضى سبعة عشر عامًا في العمل بجد واجتهاد وتعزيز مكانته في الأوساط العلمية. برز كخبير معروف ونال وسامًا ملكيًا عن عمله. لم يُطلع أحدًا على نظريته إلا قلة قليلة. وكانت النتيجة رجلًا ذا مكانة علمية لا تشوبها شائبة، عمل لساعات لا تُحصى يوميًا على أهداف ثانوية. وحقق مكانة لا يمكن لأحد دحضها بسهولة. ثم أطلق العنان لعمله للعالم.

تشارلز ديكنز.. المشي يُنعش الروح

لم يتغير جدول ديكنز أبدًا فقد كان يستيقظ في السابعة صباحًا، ويتناول الإفطار في الثامنة ويصل إلى مكتبه في التاسعة يعمل على عجل ثم يغادر مكتبه أخيرًا في نزهة لمدة ثلاث ساعات ليُنعش ذهنه. خلال هذه الجولات، كان يبحث عن "بعض الصور التي يريد البناء عليها". كان يعود دائمًا إلى المنزل مفعمًا بالطاقة التي تتدفق من كل مسامه، مما يمنحه شيئًا مثيرًا يتطلع إلى إبداعه في عمله في اليوم التالي.
بالنهاية تقول لمياء: بغض النظر عمّا تطمح إليه، فإن اكتساب عادات نافعة وصحية وتطوير بعض عاداتك أو حتى تغييرها سيساعدك على تحقيق النجاح الشخصي والمالي وقد تكون من العظماء، كما ذكرنا سابقًا، وإذا واجهتَ صعوبة، فانظر حولك بحثًا عن أمثلة لأشخاص ناجحين تعتقد أنك قادر على تبني عاداتهم.
والرابط التالي يعرفك: 6 قصص ملهمة من النجاحات الفائقة لرواد أعمال تغلبوا على الفشل