تعرفي إلى أنواع العلاقات السامة.. ماهيتها وأنواعها

أنواع العلاقات السامة
أنواع العلاقات السامة

العلاقة السامة كما يبدو من اسمها علاقة ضارة يؤذي بها أحد الطرفين الطرف الآخر، أو قد يكون الأذى تبادلياً بين كلا الطرفين، على أننا لا يمكننا أن نحصر هذا النوع من العلاقات في إطار واحد أو نربطه بنوع واحد من العلاقات، فالعلاقات السامة ليست علاقات عاطفية، أو رومانسية فقط، بل يمكن أن تظهر بالعلاقات الودية والأسرية والمهنية بالسياق التالي.
"سيدتي" التقت استشاري العلاقات الإنسانية والتنمية الأسرية سمر عبد الجواد في حديث حول العلاقة السامة ماهيتها وأنواعها وأهم العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة.

ما هي العلاقة السامة؟

تميل العلاقات التي تضعف الثقة إلى أن تكون علاقات سامة


لتحديد ماهية العلاقة السامة، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن العلاقة السامة ما هي إلا علاقة إنسانية عادية، ولكنها ضارة أو مؤذية وهي لا تتوقف عند العلاقات الرومانسية كالحب والزواج وخلافه، فمن الممكن أن تكون العلاقة السامة بين الأم وابنها، بين الحماة وزوجة ابنها، بين الإخوة، بين الزملاء بالعمل أو حتى بين الأقارب بالأسرة الواحدة؛ حيث يكون كل من طرفي العلاقة غير قادر، لسبب ما، على منع نفسه عن أذية الطرف الآخر، فالعلاقة سامة تنشأ عندما "يستفيد" أحد الطرفين من الطرف الآخر فيستنزفه بالسبل كافة ليحصل على المنفعة، ولا يسعى لتقديم أقل القليل كرد لعطاء الطرف الآخر.
تقول سمر: "تنشأ العلاقة السامة بين نوعين من الأشخاص: شخص متلاعب ويمتاز بالخبث والتلاعب وآخر يكون عرضة للتلاعب، ويكون رقيق المشاعر هشاً حساساً وضعيفاً، ويعاني من الاعتماد العاطفي".

مخاطر العلاقة السامة

تقول سمر: "يمكن أن يكون للعلاقات السامة عواقب سيئة تؤثر على جوانب مختلفة من حياة الشخص، حيث تؤدي هذه العلاقة إلى استنزاف الأشخاص الموجودين فيها، لدرجة أن اللحظات السلبية تفوق عدد اللحظات الإيجابية، مُتَرافقةً مع أضرارٍ نفسيةٍ وعاطفيةٍ وعقليةٍ وربما حتى جسدية"؛ ومنها:

  • الشعور بالذنب: وهو شعور ينشأ عندما يدرك الشخص أنه انتهك الأعراف أو القيم الشخصية، ويشعر بالمسؤولية تجاه ذلك بسبب موقف وضع فيه بسبب الطرف السام.
  • الشعور بالخوف: ويكون استجابة عاطفية لتهديد حقيقي أو متصور من قبل الطرف السام.
  • الشعور بتدني احترام الذات: فيجد نفسه تحت وطأة تقييم سلبي ومخفض للذات، مع الشعور بعدم الكفاءة أو القيمة أو الجدارة الكافية.
  • الشعور بالاكتئاب: فيحدث له اضطراب مزاجي يتضمن مشاعر الحزن المستمرة، وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة، وتغيرات في الشهية والنوم، ونقص الطاقة.
  • الشعور بالعزلة الاجتماعية: وهو حالة ينأى فيها الشخص الواقع تحت أثر العلاقة السامة بنفسه عن التفاعلات الاجتماعية، إما طوعاً أو بسبب ظروف خارجية.
  • الشعور بالعار: حيث يشعر الشخص بعاطفة شديدة وغير سارة ترتبط بتصور الفشل الشخصي أو انتهاك الأعراف الاجتماعية.
  • الشعور بالعجز: فيشعر الطرف الضعيف بالعلاقة السامة بعدم القدرة على السيطرة أو القدرة على تغيير الوضع، مما قد يساهم في تفاقم الشعور باليأس واللامبالاة.
  • الشعور باللامبالاة: عدم الاهتمام أو التحفيز أو الحماس تجاه الأنشطة التي كانت في السابق ممتعة أو ذات معنى.
  • الشعور باليأس: فهو يعتقد أن الأمور لن تتحسن في المستقبل، مما قد يساهم في شعوره باللامبالاة ونقص الحافز.
  • الشعور بالقلق: حيث يكون القلق استجابة عاطفية للمواقف التي قد يوضع فيها بسبب الطرف السام.
  • الشعور بصعوبة التركيز: حيث يفقد القدرة على تركيز الانتباه على مهمة أو نشاط محدد.

ونحو المزيد من ذات السياق يمكنك التعرف إلى علامات العلاقة السامة؟

أنواع العلاقات السامة

للعلاقات السامة عواقب سيئة فيشعر الطرف الضعيف بالامتهان وقلة الكرامة
  • علاقة سامة تقوم على الاستهزاء

يمكن أن يحدث الاستهزاء أو الازدراء في العلاقة السامة من خلال الفكاهة أو النكات أو إصدار الأحكام على الصفات الشخصية أو من خلال السخرية من أحد طرفي العلاقة، على أن القائم بالاستهزاء يزيد الحد ليصل لأن يشوه سمعة الطرف الآخر بقصد أو بدون قصد، وبالتالي يفقد الطرف الضعيف كل أهميته بالنسبة لنفسه وللآخرين شيئاً فشيئاً، وعند معاتبته يدعي أنه كان يمزح ولا يقصد الإساءة.

  • علاقة سامة تقوم على الترهيب – السيطرة

يميل شركاء هؤلاء الأشخاص إلى وصف علاقتهم بأنها تحرص باستمرار على أن تكون مثالية فلا يُقبل بها الخطأ، وغير مسموح بها بأي فعل غير لائق، ومن ثمّ فالشخص السام لا يمكن التنبؤ بأفعاله عندما يحدث ما يغير مزاجه، فيندفع للإتيان بأعمال تسبب الإرهاق العاطفي والجسدي للشخص الآخر والأكثر أنه يظل يلوم العالم الخارجي على غضبه وإحباطاته التي يكيلها للطرف الآخر.

  • علاقة سامة تقوم على ادعاء الاستقلال لتكريس التبعية

في العلاقة السامة، قد يأخذ أحد الأشخاص في العلاقة استقلاليته إلى أبعد من اللازم؛ وفي الوقت نفسه، ينتهي الأمر بالطرف الآخر بالشعور بالاعتماد العاطفي لأنه يجد نفسه يحتاج إلى موافقة الشخص الآخر باستمرار للتحقق من صحة كل قراراته، ومن ثمّ فهو يفقد شعوره بذاته شيئاً فشيئاً ويتحول لمجرد تابع للشخصية السامة.

  • علاقة سامة تقوم على مذهب المنفعة

قد يكون بين شخصين أن أحدهما يستخدم الآخر للحصول على ما يريد، والآخر يحاول إرضاءه باستمرار؛ وتصبح هذه العلاقة بعد ذلك علاقة ذات اتجاه واحد يستفيد منها طرف واحد فقط، فكما يقول المثل العامي (تعطيه إصبعك فيأخذ ذراعك)، ومن ثم فأحد الطرفين هو المستفيد الحقيقي والرئيسي من العلاقة في حين الطرف الآخر هو من يعطي فقط، وقد يتحول الأمر أن الطرف السام يرى أن عطاء الطرف الآخر فرض، وأنه لا يعطيه تفضلاً، وهذا هو الأسوأ لأنه يجعله يطلب أكثر وأكثر.

  • علاقة سامة تقوم على التملك – السيطرة

تميل العلاقات التي تضعف الثقة إلى أن تكون علاقات سامة، حيث يكون أحد الشريكين متملكاً، ويعاني الآخر من غيرة شريكه وانعدام ثقته؛ إذا سمح للوقت بالمرور، سيصبح الأشخاص المتملكون متشككين ومسيطرين بشكل متزايد، ويحاولون باستمرار إحكام حلقة السيطرة حتى لا يجد الطرف الضيف أي مجال الخروج أو حتى التذمر.
تقول سمر: "بالنهاية العلاقة السامة علاقة شديدة الخطورة لا تنبئ إلا بالاستغلال، حيث يظل الطرف المُستغِل مسيطراً ومتعمداً استغلال الطرف المُستَغل، ويضطر الطرف المُستَغل أن يظل في هذه الديلما من الاستغلال والاستنفاذ حتى تظل العلاقة قائمة لذلك، فإذا شعرت بطريقة أو بأخرى بأنه يتم التقليل منك، أو التلاعب بك، أوتهديدك، أو مضايقتك، أو وجدت نفسك تعاني من سوء المعاملة فمن المهم أن تسأل نفسك ما إذا كنت في علاقة سامة، وتبحث عن طريقة للخروج".
هل تعلمين أن العلاقات السامة بها قواعد يمكن التعامل معها.. إليك قواعد في إتيكيت التعامل مع العلاقات السامة