إذا كنت قائد شركة أو مؤسسة أو مشروع، فعليك أن تعلم أن خلف كل عمل ناجح فريق متعاون؛ تتكامل مهامه لخدمة أهداف العمل، ووحده القائد هو المسؤول عن تعزيز هذا التعاون بين أعضاء الفريق؛ من خلال إستراتيجيات وخطط عمل توفر بيئة مناسبة ومحفزة لتبادل الآراء والخبرات وتنسيق العمل.
في هذا المقال نسلّط الضوء على أهمية التعاون بين فريق العمل، ونستعرض الأسس التي يبنى عليها التعاون الفعال داخل الفريق، كما نتحدث عن الدور الذي يجب أن يلعبه القائد لتعزيز هذا التعاون، والمهارات التي يجب أن يتمتع بها ليقوم بهذا الدور على أكمل وجه.
مدربة إدارة المشاريع آلاء الحكيم أشارت في حديث لنا حول هذا الأمر إلى أن: "في كل مشروع ناجح، خلف كل إنجاز، هناك فريق يعمل بروح واحدة، لكن هذا التماسك لا يحدث بالصدفة، بل يقوده قائد يمتلك المهارات التي تزرع التعاون وتحافظ عليه".
المهارات القيادية لتعزيز التعاون

وفق قول آلاء الحكيم، القائد الناجح لا يفرض التعاون، بل يلهمه، وهذه أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها:
- الذكاء العاطفي: لفهم مشاعر الفريق وبناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام.
- مهارات التواصل الفعّال: لتوضيح الأهداف وتوجيه الفريق من دون غموض.
- الاستماع النشط: فالقائد الجيد ينصت قبل أن يتحدث.
- العدل والحياد: لضمان أن يشعر الجميع بالمساواة والتقدير.
لماذا التعاون بين الفريق مهم؟

تتحدث مدربة إدارة المشاريع أيضاً عن أسباب أهمية هذا التعاون، مؤكدة أن التعاون لا يُحسّن فقط الإنتاجية، بل يخلق بيئة يشعر فيها كل عضو بأنه جزء من الكل، وعندما يتعاون الفريق:
- تُختصر أوقات الإنجاز.
- تُحل المشكلات بشكل أسرع.
- يُرفع مستوى الابتكار من خلال تبادل الأفكار.
- يشعر الجميع بالدعم، مما يقلل من التوتر والإجهاد.
الأسس التي تبني التعاون الفعال

تشير الحكيم هنا إلى أن التعاون داخل الفريق ليس مجرد صدفة أو حُسن نية، بل هو عملية ديناميكية تحتاج إلى أسس واضحة، مثل:
- الرؤية المشتركة: أن يعرف الجميع "لماذا" نعمل؟ وليس فقط "ماذا" نعمل؟
- الشفافية: في تبادل المعلومات والتغذية الراجعة.
- الاحترام المتبادل: مهما اختلفت الآراء أو الخلفيات.
- وضوح الأدوار والمسؤوليات: حتى لا يحدث تضارب أو تشويش.
اقرؤوا أيضاً: كيف يواجه رائد الأعمال نقص المعرفة: الاستسلام أم التحدي؟
العوامل التي تؤثر سلباً على التعاون
ولكن، رغم نوايا الفريق الطيبة، هناك عوامل يمكن أن تعرقل التعاون، تذكر الخبيرة منها:
- ضعف التواصل أو غيابه.
- الصراعات الشخصية غير المُدارة.
- القيادة الأوتوقراطية التي تُقصي رأي الفريق.
- غياب التحفيز أو التقدير.
التعامل مع الأشخاص غير المتعاونين

تناقش المدربة هنا كيفية تعامل القائد مع الأشخاص غير المتعاونين، والذين قد يعرقلون سير العمل، وتؤكد أنه لا يخلو أي فريق من شخصيات صعبة أو مقاومة للتعاون، وهنا يكمن دور القائد في:
- الفهم أولاً: ما السبب وراء هذا الرفض؟ هل هو ناتج عن ضغوط، قلة ثقة، أو مشكلات سابقة؟
- النقاش الفردي: لفتح باب الحوار بعيداً عن النقد العلني.
- توضيح التوقعات: وبيان أهمية الدور الذي يلعبه كل فرد.
- إشراكهم تدريجياً: من خلال مهام مشتركة مع أعضاء متعاونين.
- وأحياناً، اتخاذ قرار حاسم: إذا أثبت الشخص مراراً أنه يؤثر سلباً على الفريق.
وفي الختام، تشير إلى أن "التعاون ليس رفاهية، بل ضرورة في بيئة العمل الحديثة، ودور القائد لا يقتصر على الإدارة، بل يشمل بناء جسور الثقة بين الأفراد وتحفيزهم للعمل معاً كمنظومة واحدة"، وتشدد: "الفريق الذي يتعاون، ينتصر".
إليكم أيضاً: كل ما تجب معرفته عن هيكل تقسيم العمل WBS وأهميته لروّاد الأعمال