الإقامة الفنية في عيني تشكيلية

زينب أبو حسين
زينب أبو حسين

زينب أبو حسين، فنانة متفرغة وناشطة في مجال الفنون البصرية؛ في رحلتها الفنية محطات كثيرة، من بينها المشاركة في إقامة مسك للفنون تحت عنوان «الوطن والوجود والانتماء». كانت الإقامة فرصة لتطوير ممارستها الفنية، وساعدتها على مشاركة خبراتها وتجاربها مع فنانين محليين وعالميين، اكتسبت منهم مهاراتٍ وخبراتٍ وشاركتهم تجاربها.

زينب أبو حسين


تقول الفنانة زينب أبو حسين لـ «سيدتي»: «طالما كان الفن شغفي الأول؛ يتردد رسم الشمس في لوحاتي منذ الطفولة، وهي لا تزال حاضرة في لوحاتي على الدوام. ظللت أبحث عن النور، فوجدته في فني». وتضيف أنها على الرغم من التخصّص في علم الفيزياء، فإن حب الفن كان يتملكها، إلى جانب الاهتمام بالعلوم. بحسب الفنانة، لا فروق بين العلوم والفن، فهما يعملان بطريقة نموذجية فاعلة للوصول إلى النتائج؛ معظم ممارساتي الفنية نابعة من بحث وجهد ودراسات وتخمينات وتجريب، حتى يأتي البرهان، على غرار التجارب الفيزيائية. تقول: «في تاريخ الفنون، يتطور الفن بتطوّر العلوم. وفي إنتاج أعمالي، يتطور البحث مع اللوحة بالتزامن كذلك، فتارةً أرتدي قبعة العلوم وأخرى أضعُ قبعة الفن، فكلّ من الفيزياء والعلوم مصدر ثري من مصادر الإلهام وتوليد الأفكار الفنية».


العلاج بالفن


كان الفن وسيلة لزينب للتخفيف من وقع المرض، فهو مثل لها العلاج والمتنفس، وجعل لوحاتها تمتلئ بالألوان والزخارف الملونة والزهور. في تلك المرحلة، هي غاصت في اكتشاف نفسها، وعاد سؤالُ الهوية والانتماء ليلحّ أكثر: من أنا؟ وما معنى أن أرسم؟ وهل أرسم لأنّي موجودةٌ أو أرسم للفن وحسب؟ ثمّ، ما معنى مشاركة الجمهور فني وتجربتي؟ تقول: «لوحاتي لا تشبه رحلة العلاج المؤلمة، بل هي شيء ساحر يأخذني بعيداً لأنسى، وأنا الآن هنا وقد تعافيت، لكنّي لا أزال أرسم وأرسم.. هذا الفن علاج ورفيق».


الإقامة الفنية


عن المشاركة في إقامة مسك للفنون، بمعهد مسك للفنون، تقول التشكيلية إن «الإقامة كانت فرصةً لتطوير ممارستي الفني وساعدتني على مشاركة خبراتي وتجاربي مع فنانين محليين وعالميين اكتسبت منهم مهاراتٍ وخبراتٍ وشاركتهم تجاربي». وتضيف أن «عنوان الإقامة «الوطن والوجود والانتماء»، وهذا الأخير سمح لكل فنان في الإقامة التعبير بفنه وأسلوبه. الرحلة غنية ومثيرة، فيها البحث في المجال والذات وفي حلول المشكلات التي واجهت كل فنان مقيم في مشروعه وكانت ثريةً بالنقاش والمطالعة والتعلم والمتعة ومشاركة الآخرين التحديات والنجاحات». وتلفت إلى أنه في ختام الإقامة، قدّم كل فنان مقيم، في إطار «استوديو» خاصّ عمله، ومنجزه، ورحلة الإقامة، والبحث. وعن تأثير التجربة فيها، توضح أن «إقامة مسك منحتني فرصة للبحث عن طرق لا أستخدمها في العادة أو أفكر بها على الإطلاق، مثل: إعداد وتصميم التجربة الفنية وترتيبها وصياغتها لتكون تجربة حقيقية أعيشها مع الجمهور، فضلاً عن إجراء تجارب عدة واختبار مختلف الوسائل والمواد والألوان والوسائط في محاولة لطرح الفن الإسلامي بشكل جديد ودور معاصر، فالفن الإسلامي يستلزم الزخرفة (التذهيب)، ولهذا الأخير آداب وتقاليد محددة يجب اتباعها حتى يكون أصيلاً وقريباً من الشكل المقصود». وتزيد: «حُدّدت هذه التقاليد لضمان استمرار هذا الفن في كونه «أصلياً» و«أصيلاً». لكن، في بعض الحالات قد تحدّ هذه التقاليد من الابتكار أو تثبطه. لذا، حاولت اكتشاف كيف لي أن أختبر الابتكار، مع حفاظي على أصالة فن المنمنمات والتذهيب؟». عن لوحات الإقامة، تقول: «تطل ذكرياتي وأجزاء من طفولتي مثل تلك الشمس الحاضرة دائماً فيها، وقصص جدتي، وحياتي في الريف والمدينة والبحر». وتتناول تحديداً مع «سيدتي»، لوحة «إشراقة الذكريات»، واستلهاماتها، فتذكر أن جدتها، ومن خلال حكاياتها مع النخلة وحبها ليمام النخيل، تسكنُ اللوحة، مع صوت عيون الماء وغناء العصافير وتلاطم أمواج البحر الزرقاء والخضراء. من جهة أخرى، شاركت التشكيلية في برنامج التوجيه والإرشاد الفني الذي أطلقته هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة، الذي استهدف دعم المجتمع الفني الجاد وإقامة العلاقات بين الفنانين وأقرانهم من الخبراء المتمرسين في الفن على المستوى العالمي.
من عالم الفن والإبداع نقترح عليك متابعة هذا اللقاء مع ميساء سليمان فنانة تشكيلية سعودية