وفقاً لمؤشر ستانفورد للذكاء الاصطناعي 2025، حقّقت السعودية المرتبة الأولى عالمياً في تمكين المرأة بمجال الذكاء الاصطناعي، مُحرزةً تقدماً في نسبة نموّ الوظائف واستقطاب الكفاءات، وعدد النماذج الرائدة؛ لتضيف بذلك إنجازاً جديداً لسجل تفوُّقها الدولي فيه.
وتعَد فدوى البواردي نموذجاً ملهماً للمرأة السعودية في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي، ليس على المستوى المحلي فحسب؛ بل من خلال تعاونها المباشر والمثمر مع الأمم المتحدة، بمشاركتها كمتحدثة في 3 مؤتمرات، هي: المؤتمر الخاص بمنتدى حوكمة الإنترنت في اليابان UN IGF 2023، وقمتا الذكاء الاصطناعي التابعة للأمم المتحدة في جنيف AI for Good لعامي 2024 و2025.
كيف يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في التطور التقني السريع وتحقيق رؤية السعودية 2030؟
من مستهدفات رؤية السعودية 2030، تحقيق اقتصاد مزدهر، ومن ذلك رفع نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 13% عام 2017 إلى 19% بحلول عام 2030، وتظهر أهمية الاقتصاد الرقمي في جميع المعاملات التي تتم إلكترونياً، كالتجارة الإلكترونية، والمركبات آلية القيادة، وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، جميعها من عوامل وجود الاقتصاد الرقمي، ويشكل الذكاء الاصطناعي نوعاً من أنواع التقنيات الناشئة، وأصبح تركيز السعودية على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، باستقطاب نحو 15 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، وباتت السعودية اليوم تمثل نصف الاقتصاد الرقمي في المنطقة. وتعمل السعودية على وجود مراتب متقدمة لها عالمية، على وجود حكومة رقمية ذكية واستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق نجاحات في التجارة الإلكترونية. وتعمل على وجود فنتك كما أصبحت التعاملات البنكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى حدٍ كبير، وكما تتبنى جميع القطاعات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في جميع تعاملاتها.
المرأة السعودية أثبتت تواجدها في جميع المجالات جنباً إلى جنب مع الرجل لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. كيف ترَين تواجدها في قطاع التقنية، الذكاء الاصطناعي؟
للمرأة السعودية قصص نجاح في جميع المجالات، وفي المجال التقني على سبيل المثال، هناك أكثر من 80 إلى 90 ألف امرأة يعملن في القطاع التقني وفي مجال الذكاء الاصطناعي. وهناك سيدات يملكن شركات متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لوجود عالمات وباحثات. وهناك ابتكارات كثيرة لسعوديات في الذكاء الاصطناعي.، ولذلك ليس مستغربا أن تكون السعودية الأولى عالميا في مجال تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي وظهور الكثير من الأمثلة والنماذج الناجحة في المجال ، وقد ساهم في ذلك دعم السعودية لأبناء وبنات الوطن، وتسخير كافة الإمكانيات ومنها تسهيلات الانخراط في المشاريع التقنية واستخراج السجلات التجارية.
وهو ما مكنني شخصيا ولله الحمد من استخراج سجل لمؤسسة فردية متخصصة في الاستشارات التقنية، بحكم تخصصي في المجال وحصولي على ماجستير علوم الحاسب من جامعة بوسطن الأمريكية. وضمن تمكين المرأة، سهلت السعودية للمرأة استخراج السجلات التجارية.
التعاون مع الأمم المتحدة

أنت أول سعودية تعمل كمدرب تقني لدى إدارة الأبحاث والتدريب بالأمم المتحدة. حدثينا عن ذلك، وما الذي أهّلك لتحقيق هذا النجاح؟
ومن خلال مؤسستي الخاصة، تمكنت من التواصل والتعاون مع مؤسسات علمية وجهات من داخل السعودية وخارجها. قدّمت أوراق عمل في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي، ومنها تعاون مباشر مع الأمم المتحدة إدارة التدريب UNITAR؛ لأكون من أوائل السعوديات المدربات في مجال التقنية ومنح أول شهادة معتمدة في الذكاء الاصطناعي لعدد كبير من الشخصيات، منهم دبلوماسيون والإداريون الموظفون في الأمم المتحدة.
وأعتقد أن ما أهّلني لذلك، هو عملي لمدة 21 عاماً في جهات حكومية عدة وفي عدد من المشاريع، ومن أهمها مشروع قومي كبير في فترة جائحة كورونا بالذكاء الاصطناعي، كنت مسؤولة عن الجودو الذي تمكنت من خلاله توقع نسبة المصابين بكورونا خلال ستة الشهور القادمة في تلك الفترة، وعدد الأجنحة المتاحة للمرضى في جميع مستشفيات السعودية. وتم من خلال المشروع توقُّع للتحديات وجودة البيانات وكيفية التغلب عليها. والحمد لله، جميع تلك الخبرات ساعدتني في العمل مع الأمم المتحدة، على تقديم تقارير وتوصيات للأمم المتحدة في عدة اجتماعات خلال السنوات القليلة الماضية.
تعاونكِ ونجاحكِ مع الأمم المتحدة كمدربة ومتحدثة في المؤتمرات. ماذا يمثل لكِ كامرأة سعودية؟
شعور كبير في الفخر لاختياري للقيام بهذه المهمة، وهو ما يشير للثقة بالمرأة السعودية وعلمها وخبرتها، وإمكانية المرأة السعودية في المشاركة بتوصيات يتم الأخذ بها وتطبيقها عملياً، وهو ما منحني شعوراً كبيراً بالسعادة. وما أسعدني جداً هذا العام، مشاركتي في واحد من أكبر المؤتمرات التقنية العالمية في جنيف، وقدمت خلاله ورشة عمل ناجحة لاقت الكثير من الإقبال والإشادة، وهو ما جعل القائمين عليها يطلبون تكراره هذا العام. وبالتأكيد تلقّي مثل هذه الدعوات والإشادة بأدائي وعملي، يُشعرني بالفخر وهو شيء بسيط جداً أقدمه لوطني، في مقابل الكثير الذي يقدمه الوطن لكلّ أبناء وبنات الوطن.
ما نصيحتكِ التي تقدمينها للراغبين في الدخول في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي؟
من المهم اكتساب الخبرة العملية والتعلم من الأخطاء، وسيكتسب مع مرور الوقت في مجال البرمجة مهارات في التحليل وتنظيم الأفكار والتخطيط التقني وتعلم الأدوات التقنية للذكاء الاصطناعي، وهو ما سيمكنه من القيام بأفكار ابتكارية والوصول لحلول. ومن المهم التحلي بالصبر لتحقيق الأهداف والوصول للنجاح.
اقرأي المزيد: خلود المانع: الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق رؤية السعودية 2030