الدكتور ترافيس ستورك هو عضو ضمن فريق مؤلّف من أربعة أطباء مختلفين في
برنامج «الأطباء» والذي تبثّه قناة «أم بي سي 4». وهو يجمع بين العلم والإعلام، في
تجربة تعدّ الأفضل في بثّ المعلومة العلمية والطبية على فضاء واسع، ممّا يكسب
المشاهد نصائح هامّة ويحثّه على الإهتمام بصحة بدنه.
«سيدتي» حاورت الدكتور ستورك حول أبرز المخاوف الصحية الرئيسية، وعن حياته كطبيب طوارئ.
- ما هي أفضل نصيحة تقدّمها لامرأة عاملة في منتصف العمر؟
يجدر بك أن تعتني بنفسك، سواء كان ذلك بالمشي لمدّة 10 دقائق أو بإغلاق باب غرفتك لتأخذي قسطاً من الراحة، ولو اقتصر الأمر على دقائق خمس! صحيح أن عائلتك تحتاج إليك، ولكنّ أفرادها يحتاجون أيضاً أن تكوني في أحسن حالاتك. لا تشعري أبداً بالذنب لأنك أخذت بعض الوقت لنفسك.
- ماذا تقول للمصابات بالسمنة؟
ليس المهم أن تكوني نحيفة، بل أن تكوني نشيطة، لأنه في كل مرّة تمارسين فيها أي نشاط، أنت في الحقيقة تنشّطين قلبك. إذا كان لديك طفل، ضعيه في عربة الأطفال وخذيه للتنزّه معك. وقد قدّمنا عدداً من التمرينات في برنامج «الأطباء»، في هذا الإطار. وحتى لو كنت في المنزل تغسلين الملابس، يمكنك أن تمسكي بعلبة مسحوق الغسيل الكبيرة كأثقال لليدين وتقومي ببعض التمرينات للذراعين، فهناك دائماً فرص لإضافة النشاط إلى حياتك.
- من الحقائق المعروفة أن «الوقاية خير من العلاج»، هل يمكنك أن تعطينا بعض الأمثلة عن ذلك؟
بالنسبة للنساء قبل سن انقطاع الطمث، من المهم الخضوع إلى الفحوص النسائية السنوية. وحين تبلغ المرأة الستين، يجدر بها إيلاء المزيد من الإهتمام لمرض هشاشة العظام، ولعلّ المشكلة في هذا الأخير أن الكثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون به إلى أن يواجهوا الكسور الأولى، علماً أن احتمالية الوفاة بعد كسر الورك عالية جداً، ولا تعود الغالبية إلى حياتها الطبيعية من جرّاء هذا الحادث، إذاً، فالوقاية هامّة. وبالطبع، يجب أن تحصلي على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين «دي»، خصوصاً مع التقدّم في العمر.
ولكن مع ذلك، فإن الأمر الأهم هو أن تحافظي على نشاطك، وتمارسي على وجه الخصوص تمرينات المقاومة. وسواء صدّقت ذلك أم لا، يعتبر المشي من بين تمرينات المقاومة، فهذا التأثير على عظامك يبقيها سليمة، ومعلوم أن العظام هي أنسجة حيّة.
- ما هي أهم الأعراض الطبية التي يجب عدم تجاهلها؟
أودّ أن أقول إن الأعراض الطبية قد تكون أصعب بالنسبة للنساء، فالمرأة التي تعاني من نوبة قلبية لن تشعر بالعوارض المتمثّلة في ألم الصدر أو الضغط على الصدر. فالنساء تظهر عليهن أعراض مختلفة قليلة، ولكن الرائع بالنسبة إليهن هو أنهن ينتبهن لأجسامهن أكثر قليلاً من الرجال. لذا، فإن المرأة التي تعاني من نوبة قلبية قد تشعر بالغثيان والرغبة في التقيّؤ وألم في الصدر وربما بعض الألم في الذراع، وقد تشعر أيضاً بدوار خفيف. وعليك أن تهتمّي بمثل هذه الأعراض. فإذا كنت تشعرين أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام، إتصلي بطبيبك. وإذا تأكّدت أن هناك شيئاً خاطئاً، إذهبي إلى المستشفى، لأن النساء غالباً ما يكنّ على حق، وهن دائماً على حق تقريباً حين يتعلّق الأمر بالأطفال، فهو حدس الأم، وهو موجود فعلاً!
الحياة المهنية
- ما هي نقطة التحوّل في حياتك التي جعلتك تختار حياتك المهنية؟
بعد دراستي الثانوية والتخرّج من الجامعة، كنت متطوّعاً في عيادة مجانية. وفي الحقيقة، كنت أحسد الأطباء على ما يستطيعون فعله والكيفية التي يمكنهم بها طمأنة مرضاهم. وبعد ثلاثة أشهر من العمل في هذه العيادة المجانية، بدأت بالإستفسار ووجدت نفسي آخذ مواد طبية بعد تخرّجي من الجامعة، ثم وجدت نفسي في كليّة الطب.
- كيف كانت كليّة الطب؟
رائعة! لم أكن طالباً تقليدياً، إذ قضيت بعض الوقت في التدريس. وأعتقد أنه عندما تكون متأخراً بضع سنوات، تقدّر فعلاً كل الأمور التي تتعلّمها. ومعرفتي أنني سأتمكّن يوماً ما من رعاية المرضى كانت تجربة رائعة، إلا أن عملية التعليم لا تتوقّف أبداً في برنامج «الأطباء»، خصوصاً في وقتنا الحالي مع كل هذه الإكتشافات الجديدة.
- لاقى برنامج «الأطباء» نجاحاً كبيراً في الشرق الأوسط. ما هي مدى معرفتك بالعالم العربي؟
في الحقيقة، لم يسبق لي أن ذهبت إلى الشرق الأوسط، وأعتقد أنّه بوسع المرء أن يقرأ عن مناطق العالم، ولكنه لن يعرفها أبداً إلا حين يذهب إليها فعلاً. والشرق الأوسط هو مكان أتمنى أن أسافر إليه.
وللأسف، فإن واقع التدريب الطبي يفرض عليك البقاء لمدّة عشر سنوات متتالية تقريباً في مستشفى ما، لذا، يكون السفر بعيد المنال. وأتمنى أن أتمكّن قريباً من القيام برحلتي الأولى إلى الشرق الأوسط.
- كيف تحدّد عبء أو مسؤولية كونك جزءاً من برنامج الأحلام الطبي؟
أعتقد أنه شرف لي لأن ما أقوم به هو الشيء الذي أحبّه، وهو تمكين الناس وتسليحهم في ما يتعلّق بصحتهم. وهذا هام للغاية في هذا العصر الذي يشعر فيه الناس بحيرة كبيرة بشأن صحتهم وصحة عائلاتهم. وقد أصبحنا مصدراً موثوقاً للمعلومات الصحية. ولطالما قلت إن برنامجنا ليس بديلاً عن الطبيب، ولكننا نأمل أن يساعد هذا البرنامج في جعل المشاهد يوجّه أسئلة أفضل لطبيبه، حين يزور عيادته.