العودة للمدارس وأهم النصائح لتنظيم وقت الطفل/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1818467-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%88%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA
طفلة تحتضن أمها في أول يوم دراسي
مع اقتراب موسم العودة للمدارس، هناك خطوات روتينية لا غنى عنها لكل أم، وتبدأ من الدقائق الأولى من صباح طفلك فتحدد شكل يومه بأكمله؛ حيث تعود الأمهات من جديد إلى نظام وروتين مليء بالحركة، من إعداد الفطور، وتجهيز الحقيبة، وتشجيع الأبناء على النهوض بوجه بشوش، لكن السؤال الأهم: ما الخطوات الروتينية الذهبية التي يجب أن تلتزم بها كل أم لتمنح طفلها صباحاً مليئاً بالطاقة، والثقة، والجاهزية للتعلم؟ في هذا التقرير نتعرف مع الدكتورة أسماء رشيد، أستاذة التربية والصحة النفسية؛ إلى خارطة عملية مكونة من خمس خطوات أساسية، تتضمن أهم النصائح لتنظيم وقت الطفل مع بداية العام الدراسي.
صباح جديد يعني بداية جديدة
طالبة فَرِحة تستعد للعام الدراسي الجديد
العودة إلى المدارس ليست مجرد روتين يتكرر كل عام، بل هي فرصة ذهبية للأم لتغرس عادات تبقى مع طفلها لسنوات طويلة. النوم الكافي، الروتين المنتظم، التحضير المسبق، الثبات، والدعم العاطفي، كلها خطوات بسيطة تحدث فرقاً هائلاً في يوم الطفل ودراسته وحياته. كل صباح هو بداية جديدة، والأم هي القبطان الذي يقود هذه السفينة الصغيرة نحو شاطئ يوم مليء بالإنجازات. مع قليل من الحب والتنظيم، يمكن لكل أم أن تجعل صباح طفلها قصة نجاح متكررة، تُروى بضحكة على مائدة الإفطار، وبخطوة واثقة نحو باب المدرسة.
"النجاح يبدأ من الليل"، مقولة صحيحة، وهذا ينطبق تماماً على أطفالنا؛ النوم الكافي ليس رفاهية، بل أساس لا غنى عنه لدماغ مستعد للتعلم. تشير الدراسات التربوية الحديثة إلى أن الأطفال الذين يحصلون على نوم منتظم وعميق يتمتعون بقدرة أعلى على التركيز والتحكم في السلوك والانفعالات داخل الصف. ولأن العودة إلى المدارس تأتي غالباً بعد عطلة صيفية مليئة بالسهر، على الأمهات البدء تدريجياً في ضبط مواعيد النوم قبل أسبوعين من بدء الدراسة. مع تقديم وقت النوم بمقدار 20 دقيقة يومياً؛ ما يساعد الطفل على التكيف من دون مقاومة، كما يُنصح بالابتعاد عن الشاشات قبل ساعة من النوم، وتعويضها بأنشطة هادئة مثل قراءة قصة أو الاستماع لموسيقا هادئة. من المهم أن يستيقظ الطفل على ضوء طبيعي إن أمكن؛ إذ يحفز ذلك ساعة جسمه البيولوجية ويمنحه شعوراً بالحيوية، وهنا يظهر دور الأم في تحويل لحظة الاستيقاظ من صدمة صوت المنبه إلى لحظة مليئة بالحب والتشجيع.
القسم الثاني: الروتين الصباحي المنتظم سر الصفاء الذهني
هل تعلمين أن الدماغ البشري يعشق الروتين؟ علماء الأعصاب يؤكدون أن الأطفال الذين يتبعون روتينا صباحياً واضحاً، يشعرون بأمان داخلي أكبر؛ ما يقلل من قلق الانفصال عند الذهاب إلى المدرسة. الروتين لا يعني الجمود أو الرتابة، بل يعني التنظيم، ووجود خط سير يكرره الطفل يومياً: الاستيقاظ، غسل الوجه والأسنان، ارتداء الملابس، تناول الفطور، ثم تجهيز الحقيبة. عندما يعرف الطفل ترتيب هذه الخطوات، يتوقف عن الجدال أو المماطلة؛ لأنه يدرك أن هذه القواعد ثابتة، وغياب الروتين يُترجم مباشرة إلى فوضى، وصراخ، وربما دموع.
القسم الثالث: التحضير المسبق وتنظيم الوقت والوجبات
وجبة إفطار صحية وشهية قبل النزول للمدرسة
إذا كان الصباح هو زحمة الأحداث؛ فإن الليل هو غرفة الإعداد، الأمهات الأكثر تنظيماً يقمن بتجهيز ملابس الغد، إعداد حقيبة المدرسة، وتحضير مكونات الفطور، كلها خطوات بسيطة لكنها تختصر دقائق ثمينة في الصباح. ولأن الغذاء هو وقود الدماغ؛ فإن وجبة الفطور تحتل مكانة أساسية، حيث إن دراسات عالمية كشفت أن حوالي 39% من الأطفال لا يتناولون فطوراً متوازناً بشكل يومي، وهو ما يرتبط بانخفاض مستوى التركيز والقدرة على التعلم. الفطور المثالي يتكون من: كوب حليب أو زبادي، قطعة خبز مع جبن أو بيضة، وفاكهة طازجة، المهم أن يكون متوازناً ويمنح طاقة بطيئة الامتصاص تدوم حتى وقت الغداء، وهنا يمكن للأم إشراك طفلها في اختيار بعض المكونات، ليشعر بالحماس لتناولها.
القسم الرابع: الثبات في الروتين وتأثيره في سلوك الطفل
الأطفال بطبيعتهم كائنات تميل إلى الثبات، الروتين الصباحي إذا تكرر يوماً بعد يوم، يصبح عادة راسخة، وهذا الثبات لا يساعد فقط على سرعة الاستعداد، بل ينعكس أيضاً على شخصية الطفل داخل المدرسة. الأبحاث التربوية تؤكد أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مستقرة ذات روتين واضح يتمتعون بمهارات أعلى في التنظيم الذاتي، مثل القدرة على انتظار دورهم، والالتزام بالقواعد الصفية، والتعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية. الثبات لا يعني الصرامة القاسية، بل التوازن بين المرونة والانضباط؛ فالأم تستطيع الالتزام بروتين عام، لكنها تترك مساحة صغيرة للطفل ليختار مثلاً نوع الفاكهة في فطوره، هذه المساحة الصغيرة تعزز ثقته بنفسه، وتحول الروتين إلى مساحة مشاركة إيجابية.
القسم الخامس: دور الأم المحوري في بناء الاستقلالية والثقة
أم تتحدث مع طفلها حتى الوصول للمدرسة
وسط كل النصائح والروتينات، يبقى دور الأم هو المحور الأساسي؛ فالأم ليست فقط مَن تجهز الطعام أو الملابس، بل هي أيضاً من تبني شخصية طفل قادر على الاعتماد على نفسه. تشجيع الطفل على أداء بعض المهام بنفسه، مثل غسل وجهه أو ترتيب حقيبته، يمنحه شعوراً بالإنجاز. في البداية قد يستغرق وقتاً أطول، لكن مع الممارسة يصبح أكثر استقلالية، وهذا يقلل العبء على الأم تدريجياً. الكلمات الصباحية التي تقولها الأم لطفلها هي وقود معنوي ليوم كامل؛ عبارات بسيطة مثل: أنا فخور بك، ستنجح اليوم، ابتسم وتذكر أنني معك، قادرة على أن تمنح الطفل دفعة عاطفية تلازمه حتى عودته من المدرسة.