هل تتعاملين مع مراهق غير مهذب؟ ربما يتذمر تحت أنفاسه؛ عندما تطلبين منه القيام بواجباته المدرسية، أو مراهقة ربما تغلق باب غرفتها؛ عندما تخبرينها بأنها لا تستطيع الخروج مع صديقاتها، إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أنكِ وصلت إلى نهاية صبرك، أنت تحبين أبناءك المراهقين، وتريدين الأفضل لهم. ولكنكِ تريدين أيضاً أن يتقبلوا أن هناك قواعد في عائلتك، تماماً كما توجد قواعد في العالم الخارجي. لا تقلقي، إذ يعد عدم احترام الوالدين أمراً شائعاً، عندما ينتقل الشباب بين مرحلة الطفولة والبلوغ. لكن لا يمكنك التعامل مع عدم الاحترام بمجرد تجاهله. أنتِ بحاجة إلى إستراتيجية للتعامل مع سلوكيات المراهقين. هناك أمور عليكِ القيام بها، وأمور عليكِ تجنبها. إليك 10 نصائح للتعامل بنجاح مع المراهقين غير المهذبين والمتمردين في كثير من الأحيان.
1. افهمي تركيبة دماغ المراهقين

خلال مرحلة الطفولة، يشهد الدماغ نمواً هائلاً. وبحلول سن السادسة، يكون 95% من بنية الدماغ قد تشكلت بالفعل.
تصوري الأمر على أنه تطور مفاجئ في توصيلات الدماغ. والمشكلة هي أن الأسلاك الجديدة لم يتم توصيلها بعد إلى الأجزاء الرئيسية من الدماغ. لذلك فإن دماغ المراهقين يشبه مركز الترفيه الذي لم يتم توصيل مكوناته بعد!
الأسلاك مُقطّعة في كل مكان. نظام السماعات غير مُتصل بمشغل أقراص DVD، ومشغل أقراص DVD غير مُهيأ للعمل مع التلفزيون. وأما بالنسبة لجهاز التحكم عن بعد فلم يصل بعد! مع هذا القياس؛ يكون جهاز التحكم عن بُعد هو القشرة الجبهية. وهذا هو الجزء من الدماغ المسؤول عن تقييم النتائج، وإصدار الأحكام، والتحكم في الانفعالات والعواطف. لكن في دماغ المراهقين؛ لم يتم توصيله بشكل صحيح بعد!
ماذا أفعل عملياً؟
هذا يعني أن المراهقين قد يشعرون بالإحباط بسهولة، سواء تجاه أنفسهم أو تجاه المواقف الخارجية. هذا يجعلهم مندفعين وعرضة لتقلبات مزاجية لا نمرّ بها نحن الكبار. إنه كوكتيل قوي يمكن أن يحول المراهقين إلى حطام عاطفي.
لكن إدراك وجود أساس بيولوجي للسلوك الصعب الذي يبديه طفلك المراهق، يجعل التعامل معه أسهل بكثير، فهو يساعدك على التركيز على السلوك وليس الشخص. وما عليك إلا أن تعملي بنهج التكرار، حيث ستستمر أدمغة المراهقين في التطور حتى منتصف العشرينات من عمرهم، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو وكأنه خبر غير مشجع، إلا أنه أمر جيد، وفي مواجهة المشاعر الكبيرة، حافظي على هدوئك، وامنحي الأطفال فرصة لتهدئة مشاعرهم الشديدة والتحقق من مشاعرهم.
2. كوني قدوة ابنك في تصرفاتك وكلامك
أهم شيء يمكنك فعله؛ هو أن تكوني قدوة في نوع السلوك الذي تريدين رؤيته في ابنك المراهق. من الغريب عدد الأمهات اللواتي يُطلقن على أطفالهن لقباً غير محترم، ثم يقومون بتقليد السلوك الدقيق الذي ينتقدنه، لذلك تذكري أن أطفالك يراقبونك باستمرار باعتبارك قدوة لهم.
5 نصائح إيجابية يجب أن تعطيها لطفلك
ماذا أفعل عملياً؟
إذا كنت تتساءلين عن كيفية جعل أطفالك يحترمونك، فأنتِ بحاجة إلى تبني موقف محترم تجاههم، وتجاه زوجك، وتجاه الأشخاص خارج العائلة. وهذا مهم بشكل خاص عندما يختبر طفلك المراهق حدوده.
ابذلي قصارى جهدك للارتقاء فوق مستوى سلوك ابنك المراهق. لن تنجحي بالانحدار إلى مستواه، بل بالهدوء والثبات واتباع سلوك أفضل. ومن الأفضل أن تبدئي هذه القدوة منذ نعومة أظفار طفلك، هذا التصرف بالتأكيد أحد مفاتيح تربية طفل ناجح وسعيد.
3. فكري في الاحتياجات العاطفية التي تكمن وراء السلوك

عندما لا يحترم المراهقون والديهم، فإن ذلك قد يكون أحياناً علامة على أن لديهم احتياجات عاطفية لا يتم تلبيتها. في بعض الأحيان، يكون السلوك غير المحترم أو نوبات الغضب عند المراهق وسيلة للحصول على الاهتمام. وفي أحيان أخرى، يكون ذلك مؤشراً على أنهم لا يشعرون بالقبول.
ماذا أفعل عملياً؟
اجلسي مع ابنك / ابنتك المراهقة، وأخبريها أنك بجانبها إذا أرادت التحدث عن أمر ما. ذكّريها بحبك غير المشروط لها. وتذكّري أن المراهقين غالباً ما يشعرون بالعجز. كجزء من عملية النمو، يحتاج المراهقون إلى تمييز أنفسهم عن آبائهم. وهذا غالباً ما يأخذ شكل تبني وجهات نظر مختلفة جذرياً عن وجهات نظرك.
من الجوانب المهمة الأخرى لنمو المراهقين؛ ترسيخ الاستقلال العاطفي، وهذا عادةً ما يستلزم استعادة بعض السلطة من والديهم. والطريقة الأكثر شيوعاً للقيام بذلك هي أن يتحدى المراهق القواعد؛ من خلال الصراع والمواجهة.
رغم أن هذا قد لا يحل المشكلة بشكل كامل، فإن فهم الاحتياجات العاطفية التي تكمن وراء سلوك طفلك المراهق؛ سوف يساعدك على التعاطف معه.
لكل أم: كيف تتجنبين الصدام مع المراهق؟
4. افهمي أن ابنك المراهق يحاول الاستقلال عنك
لا ينبغي أبداً التسامح مع عدم الاحترام الشديد تجاه الوالدين. ولكن من المهم أن نفهم أن بعض مستويات عدم الاحترام هي جزء من عملية النمو وتنمية الاستقلال. ومن أمثلة هذا النوع من عدم الاحترام، التذمر أو التعليق غير الضروري أو تجاهل الطلبات.
ينشأ الأطفال في بيئةٍ يكون فيها التوازن القوى بيد الوالدين. وفي ظلّ القواعد والتوقعات، يميل الأطفال إلى الشعور بالعجز.
9 طرق لتنمية الثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين
ماذا أفعل عملياً؟
اعلمي أن الرد العنيف، وغيره من أشكال عدم الاحترام البسيطة، ما هي إلا طرق تجعل طفلك المراهق يشعر وكأنه يستعيد بعضاً من تلك القوة. إنها عملية طبيعية؛ يتعلم طفلك المراهق من خلالها كيفية التعبير عن نفسه والحصول على أفكاره الخاصة.
ويعد تطوير الاستقلالية جانباً حيوياً من النمو.
5. تجاهلي أشكال عدم الاحترام البسيطة

من الأفضل عادةً تجاهل السلوكيات غير المهذبة إلى حد ما؛ مثل هز الكتفين، أو رفع الحواجب، أو التظاهر بالملل، أو التذمر عند المراهق، يعد السلوك غير المحترم لدى المراهقين أمراً شائعاً ويشكّل جزءاً من عملية النمو.
ما هي علامات المراهقة الصعبة؟ وكيف تساعدين ابنك؟
ماذا أفعل عملياً؟
الوقاحة الصارخة لا ينبغي التسامح معها أبداً. تجاهلها سيؤدي ببساطة إلى تفاقم هذا السلوك.
6. ارسمي حدوداً واضحة ومتسقة
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لعدم الاحترام لدى المراهقين هو غياب الحدود. فالأطفال الذين تم تدليلهم أو السماح لهم بالتصرف بطريقتهم الخاصة، غالباً ما يصبحون مراهقين غير محترمين.
إن العائلات التي يضع فيها الآباء قواعد لأبنائهم المراهقين، ولكنهم يطبقونها بشكل غير متسق، من المرجح أيضاً أن تنتج مراهقين غير مهذبين. يمكن أن يحدث التناقض عندما يطبق أحد الوالدين قواعد مختلفة بشكل تعسفي في أيام مختلفة، من دون سبب واضح.
على سبيل المثال، السماح للطفل بالبقاء مستيقظاً حتى الساعة 10:30 مساءً في أحد أيام الأسبوع، ولكن الإصرار على إطفاء الأضواء بحلول الساعة 8:30 مساءً في يوم العمل التالي.
قد ينشأ التناقض أيضاً، عندما يطبق الوالدان قواعد مختلفة. على سبيل المثال، قد يُصرّ أحد الوالدين على ألا يتجاوز وقت استخدام الشاشة ساعةً واحدةً في المساء، بينما لا يفرض الآخر أي حدٍّ زمنيٍّ على الإطلاق. وفيما يلي سببان لكون القواعد غير المتسقة تساهم في مشكلة المراهقين غير المحترمين:
عندما يكون أحد الوالدين متساهلاً والآخر صارماً، يتعلم المراهقون استغلال التناقض ولعب أحد الوالدين ضد الآخر.
عندما يكون أحد الوالدين متساهلاً في بعض الأيام ومتشدداً في أيام أخرى، يمكن للمراهقين استخدام هذا التناقض للتساؤل عن القواعد.
ماذا أفعل عملياً؟
لذا فمن المهم أن يضع الآباء قواعد وحدوداً واضحة ويطبقونها باستمرار، فهذه مهارة أبوية تتطلب الممارسة لإتقانها.
عندما يكون ذلك ممكناً، ناقشي هذه الحدود مع طفلك المراهق قبل أن يتم تحديدها.
7. حددي العواقب والتزمي بها

في حين أن الاعتراف بسلوك طفلك المراهق الجيد يعد فكرة جيدة، إلا أنه قد يتعين عليك في بعض الأحيان تحديد عواقب لسلوكه السيئ. إذا قمتِ بذلك، فمن المهم أن تتابعي هذه العواقب.
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء هو التهديد بالعواقب في لحظة الغضب، ثم الفشل في التصرف بناءً عليها. لا تهددي، واعلمي أن المراهقين يبحثون عن حدود. يريدون معرفة أين هي هذه الحدود، ولذلك يختبرونك!
ماذا أفعل عملياً؟
عندما تلتزمين بالعواقب، تشعر ابنتكِ المراهقة بأمان أكبر؛ لأنها تعرف حدودها. تتعلم أن تثق بكِ لأنكِ تلتزمين بكلمتك.
ولكن الأهم من ذلك أنها تعلمت أن السلوك المذكور غير مقبول. وفيما يلي بعض النصائح حول تحديد العواقب للسلوك السيئ:
اجعلي العواقب قصيرة المدى، لا طويلة المدى. عندما تكون العواقب قصيرة المدى، تُتاح للمراهق فرصة التعلم بسرعة والمضي قدماً.
لا تجعلي العواقب وخيمة للغاية.
لا تُضِيفي عباراتٍ عقابيةً (مثل "أخبرتكَ أنَّ هذا سيحدث") إلى العواقب. دعي العواقب تتحدث عن نفسها. ستُثير العبارات العقابية مشاعر الغضب والاستياء لدى المراهق بدلاً من أن تُتيح له التركيز على السلوك السيئ وعواقبه.
8. لا تجعلي الأمر شخصياً
عند التعامل مع مراهق عنيد وغير مهذب، من السهل أن تغرقي في مشاعرك. عندها، من المرجح أن تجعلي الأمر شخصياً.
لكن هذا خطأ، لأن ما تحتاجين إلى التركيز عليه هو السلوك، وليس الشخص.
ماذا أفعل عملياً؟
عندما تُركزين على السلوك لا على الشخص، يُسهّل ذلك على الجميع الحفاظ على هدوئهم. وهذا يُتيح لك ولطفلك المراهق تجنّب الانفعال العاطفي.
9. تجنبي الجدال غير الضروري

الجدال مع مراهق غير مهذب لن يُسفر عن نتيجة إيجابية. فالجدالات عادةً ما تتفاقم وتخرج عن السيطرة.
عندما نغضب نقول أشياء نندم عليها لاحقاً. بدلاً من ذلك، تذكري أنك كشخص بالغ أكثر قدرة على التحكم بمشاعرك من مراهقك. هذه ميزة عليك استغلالها جيداً.
ماذا أفعل عملياً؟
حافظي على هدوئك، وتذكري أنك تريدين التركيز على السلوك وليس الدخول في صراع على السلطة. ولكن هذا ليس سهلاً دائماً، لأن المراهقين يمرون بعاصفة من المشاعر.
10. تجنبي استخدام عبارات "أنت" و"يجب عليك"
عند تهدئة ابنك المراهق بشأن سلوك غير مقبول، تجنبي الإدلاء بعبارات مثل: " أنت شخص أناني/كسول/غير متعاون/وقح".
ماذا أفعل عملياً؟
تجنبي أيضاً قول عبارات مثل: "يجب عليك التوقف عن استخدام هاتفك كثيراً / العمل بجهد أكبر / الاهتمام بالفصل/ أن تكون أكثر مسؤولية." وتذكري أنكِ تريدين التركيز على السلوك، بدلاً من إصدار الأحكام على طفلك المراهق.
استخدمي عبارات تركز بشكل خاص على السلوك، مثل: "عندما تتجاهل طلباتي/تصرخ في وجهي، أشعر بعدم الاحترام".
كيف تتعاملين مع المراهق المُستفز؟ ومتى يصبح الأمر مشكلة تستحق العلاج؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.