"يحتفى العالم في 20 نوفمبر من كلِ عام باليوم العالمي للطفل"، الذي ، هو يومٌ للعمل "من أجلِ الأطفال.. ومن قِبل الأطفال". حيث تتواصل يونيسف إسماع أصوات الأطفال والدعوة بلا كللٍ الى احترامِ مبدأ حماية الطفل المقدس. وهي فرصة سنوية لإعادة التزام أنفسنا بالحماية العادلة لحقوق كل طفل وطفلة، ليتعلموا ويحققوا أمانيهم، ومن ضمن الأمور التي تهتم بها المدارس، هي إجازات الطلاب، التي يعيشها الطلاب، على مدار العام، حيث عملت على إستراتيجيات التعليم الإيجابي لقضاء عطلة خالية من التوتر.
وبمناسبة اليوم العالمي للطفل، تدرج كاترينا مانكاني، المديرة العامة لحضانات جميرا إنترناشونال ومديرة التعليم الإيجابي والابتكار في فورتيس للتعليم هذه الإستراتيجيات، التي تساعد الأطفال على أن يكونوا فاعلين في إجازاتهم.

كيف يمكن للآباء تحويل العطلات المدرسية إلى فرصة لتعزيز التواصل الإيجابي والتقارب مع أطفالهم؟
الأطفال يزدهرون عندما يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون ومقدَّرون. لذا فالعطلة توفر وقتاً مثالياً للاسترخاء و التنازل قليلاً عن رتم الحياة السريع، و التقرب من الأبناء أكثر وطرح أسئلة تعبر عن الاهتمام مثل "ما الشيء الذي أسعدك خلال اليوم؟ أو "ما الشيء الذي يمكننا فعله بشكل مختلف غداً؟" وأنا بوصفي أماً عاملة، أركز على جودة اللحظات بدلاً من عدد الأنشطة. فعندما يمنح الوالدان انتباههما الكامل ويهيئان مساحة للحوار الحقيقي مع الطفل، فإنهما يعززان روابط أقوى وثقة دائمة.
اتركي مساحة للعفوية

برأيك، ما الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء خلال العطلات والتي قد تؤثر سلباً على انسجام الأسرة؟
من الأخطاء الشائعة هي:
- الإفراط في جدولة الأنشطة خلال ايام العطلة . فبعض العائلات تُملأ كل يوم بالرحلات أو الدروس، مما يترك القليل من الوقت للراحة أو التفاعل فيما بينهم.
- عدم مراعاة أن الأطفال يلتقطون توتر والديهم بسرعة كبيرة، فعندما يهدأ الكبار، يهدأ الصغار أيضاً. لذا أنصح الآباء بتخصيص أيام مرنة تترك مساحة للعفوية وحتى للملل، فحينها فقط يزيد التواصل والتفاعل الإيجابي بين أفراد الأسرة.
لماذا من المهم السماح للأطفال باتخاذ قرارات بسيطة خلال العطلات، وكيف يؤثر ذلك على سلوكهم وتطورهم؟
عندما يتخذ الأطفال قرارات صغيرة – مثل اختيار الملابس التي يرتدونها أو التخطيط لوجبة خفيفة، أو اختيار لعبة عائلية – فإنهم يطورون حس الاستقلالية والمسؤولية والثقة بالنفس. كما يعلمنا التعليم الإيجابي أن التمكين يعزز الاستقرار النفسي عند الطفل. فعندما يحترم الآباء صوت الطفل، يتعلم الطفل أن رأيه مهم، ويصبح أكثر تعاوناً ومرونة.
اللعب هو لغة الطفل الأهم .. فلا تعقدوا الأمور
كوني حاضرة في يوميات طفلك

ما النصيحة الأساسية التي تقدمينها لمساعدتهم على إدارة التوتر خلال هذه الفترة؟
من المفترض أن تكون العطلات أوقاتاً مريحة ومجددة للطاقة، لكنها قد تكون مرهقة لكثير من الآباء العاملين. وبوصفي أماً عاملة لطفل صغير مفعم بالحيوية، أذكّر نفسي وغيري من الآباء في الموقف ذاته بأن التواصل هو الأهم عبر الشروط الآتية:
- كوني حاضرة في يوميات طفلك، واعلمي أن الأطفال لا يتذكرون مدى تنظيم المنزل أو مدى دقة الخطط التي نضعها لهم، بل يتذكرون حضورنا معهم، حتى ولو لفترة قصيرة.
- تنازلي عن توقعاتك غير الواقعية والمبالغ فيها ولا تنتظري من طفلك ما لا طاقة له به.
- ضعي روتيناً بسيطاً، وخصصي لحظات صغيرة، مع طفلك ولكن ذات معنى معاً – مثل تناول الإفطار المشترك، أو القيام بنزهة مسائية، أو قراءة قصة قبل النوم. من شأن تلك الأنشطة أن تقلل من التوتر لدى الوالدين والأطفال على حد سواء، وتخلق إيقاعاً من الهدوء والتواصل كل يوم..
بالنسبة للعائلات التي قد لا تمتلك الإمكانيات المالية للسفر، كيف يمكنها تخطيط أنشطة ممتعة وذات معنى لأطفالها في المنزل؟
أكثر التجارب جاذبية لا تتطلب السفر. يمكن إنشاء "جواز سفر العطلة" يضم مغامرات بسيطة ومنخفضة التكلفة – مثل النزهات في الحديقة، أو الطبخ معاً، أو التطوع كعائلة، أو أيام ذات طابع خاص في المنزل مثل "اليوم الثقافي" أو "العلم في البيت". فما يهم حقاً هو الوقت المشترك والفرح، وليس المكان. الأطفال يشعرون بالمحبة من خلال الوقت الذي يُقضى معهم، وليس من خلال المال الذي يتم إنفاقه.
ضرر الشاشات

مع ازدياد اعتماد الأطفال على الشاشات، ما الأضرار المحتملة لذلك، وكيف يمكن للعائلات خلق لحظات ذات معنى خالية من الشاشات خلال العطلات؟
قد تتسبب الشاشات في انقطاع التواصل حتى عندما نجلس بجانب بعضنا. فالإفراط في استخدامها قد يضعف الإبداع ويقلل من التعاطف بين افراد الأسرة. وهنا يمكن للعائلات تطبيق ما يسمى بـ"غروب رقمي" – أي تحديد أوقات تُغلق فيها الأجهزة ليكون هناك فرصة للتواصل الحقيقي, مثل استبدال الشاشات بالقصص، أو الألعاب اللوحية، أو الموسيقى، أو استكشاف الطبيعة بالنسبة للطفل. والمسألة هنا ليست في إلغاء التكنولوجيا تماماً، بل في استعادة التوازن في حياتنا اليومية مع اطفالنا.
كيف يمكن للآباء تشجيع أطفالهم، خصوصاً الأصغر سناً في الحضانة أو السنوات الدراسية الأولى، على المشاركة في مهام العطلة؟
الأطفال يحبون المساعدة و يتحمسون لها، فقط يحتاجون إلى أن تتم دعوتهم، لذا علينا منحهم أدواراً بسيطة ومناسبة لأعمارهم: مثل سقي النباتات، أو ترتيب المائدة، أو فرز الغسيل حسب الألوان، أو تغليف الهدايا الصغيرة. و الخطوة التالية هي مدح ما فعلوه بعبارات مثل: "لقد عملت بجد على ذلك!" ومع مرور الوقت، تنمو هذه الأفعال الصغيرة لتصبح مهارات حياتية حقيقية من المسؤولية والعمل الجماعي والثقة بالنفس عند الطفل – وتلك هي الهدايا الحقيقية التي يقدمها الآباء لأبنائهم في الطفولة.
اللعب المشترك

ما الأنشطة التي توصين بها لإبقاء الأطفال – بما في ذلك من هم في سن الحضانة – مستمتعين خلال فترات الإجازة الطويلة؟
اللعب هو لغة الطفل الأهم، والموضوع لا يحتاج إلى أن يكون معقداً. فبالنسبة للأطفال في سن الحضانة، تُعد الأنشطة الحسية مثل اللعب بالماء، خبز الكوكيز أو زراعة نبتة صغيرة أو بناء الحصون طرقاً رائعة للتعلم من خلال المتعة. أما للأطفال الأكبر سناً، فيمكن تشجيعهم على اللعب القائم على المشاريع مثل تصميم لعبة لوحية عائلية، أو تصوير فيلم وثائقي صغير عن الطبيعة، أو إطلاق تحدٍ لطيف مع أبناء الحي، فاللعب المشترك يخلق ذكريات مشتركة.
كيف يدعم التعليم الإيجابي العائلات والأطفال على مدار العام، وليس فقط خلال العطلات والمواسم الاحتفالية؟
التعليم الإيجابي هو أسلوب حياة، وليس برنامجاً لوقت محدد، فهو يدمج الرفاهية والمرونة ونقاط القوة الشخصية في الحياة اليومية – سواء في المدرسة أو في المنزل. و عندما تتوحد الأسر والمدارس حول تلك القيم مثل لغة الامتنان واللطف وعقلية النمو، هنا يشعر الأطفال بالطمأنينة وبالاستقرار والأمان العاطفي طوال العام.
أفكار يومية لأنشطة تعليمية للطفل في المنزل: تصنع فارقاً كبيراً
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص






