مرضى السمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد، وخصوصاً مرض الكبد الدهني NAFLD. هذا النوع يُعتبر الأكثر شيوعاً لدى المصابين بالسمنة ويحدث بسبب تراكم الدهون في الكبد.
وفي خبر سارٍّ ظهر في نتائج دراسة علمية حديثة أن الجمع بين جراحة السمنة وجراحة زراعة الكبد، يُعتبر آمناً ويحسِّن صحة المصابين بالسمنة.
إليك التفاصيل في الآتي:
السمنة ترفع مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض
الكبد الدهني NAFLD يتميز بتراكم الدهون في الكبد؛ ما قد يؤدي إلى التهاب ثم تليف الكبد، بحسب معهد Inserm الفرنسي.
علماً أن زيادة نسبة الدهون في الجسم تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، اضطرابات في دهون الدم، التهاب مزمن منخفض الدرجة وخلل في وظائف الكبد.
ولأول مرة، أشارت دراسة تعود لعام 2022 أجراها باحثون من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية "Inserm"، وجامعة بواتييه، وكلية كينغز لندن، وجامعة لوزان؛ إلى أن المصابين بهذا المرض، الناتج عن الإفراط في استهلاك السكر والدهون، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عصبية خطيرة مثل الخرف.
دراسة حديثة تتوصل إلى نتائج مهمة لمرضى السمنة
توصلت دراسة أجرتها "مايو كلينك" أخيراً، ونُشرت في مجلة طب الكبد "Journal of Hepatology"؛ إلى أن الجمع بين جراحة علاج السُّمنة وجراحة زراعة الكبد في إجراء واحد للمرضى المصابين بالسُّمنة المفرطة يُعَدُّ آمناً ويحسِّن النتائج الصحية طويلة المدى. ويوفر هذا النهج المدمج حلاً ضرورياً، لا بل ملحاً للمرضى الذين يُحرمون في كثير من الأحيان من فرصة زراعة الكبد المنقذة للحياة بسبب أوزانهم الزائدة.
قارنت الدراسة التي استغرقت 10 سنوات بين المرضى الذين خضعوا لجراحة زراعة الكبد فقط وأولئك الذين أجروا كلاً من زراعة الكبد وجراحة علاج السمنة.
نتج عن هذا النهج المدمج إنقاص الوزن بشكل مستدام وانخفاض خطر التعرض للسكري من النوع الثاني وانخفاض خطر تكرار التعرض لمرض الكبد الدهني. والأهم، أن هذا الإجراء الذي يجمع بين الاثنين، لم يشكل خطورة إضافية مقارنة بجراحة زراعة الكبد وحدها.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، تقول الدكتورة جولي هايمباخ، مديرة مركز زراعة الأعضاء في مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "لقد ذُهلنا بالتحول الذي طرأ على تجربة مرضانا؛ فهذا النهج المزدوج يقي من المضاعفات المزمنة للسمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، كما يقي أيضاً من عودة مرض الكبد الدهني".
لماذا جراحة السمنة وزراعة الكبد معاً؟

إن نسبة المرشحين لزراعة الكبد المصابين بالسمنة آخذة في التزايد، حيث كان لدى أكثر من 41% من المرشحين مؤشر كتلة جسم أعلى من 30 في عام 2022 في الولايات المتحدة.
تُعرِّض السمنة الأفراد المصابين بها لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، المعروف في السابق باسم مرض الكبد الدهني NAFLD. وهي حالة مرضية تتراكم فيها الدهون الزائدة في الكبد؛ ما يؤدي إلى الالتهاب والتندُّب وتفاقم أمراض الكبد، فالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من 40 أكثر عُرضة للحرمان من فرص الزراعة بسبب أوزانهم.
و"نظراً إلى الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي هو السبب الرئيسي للإصابة بفشل الكبد؛ فمن المنطقي حماية الكبد الجديد الثمين المانح للحياة من الضرر نفسه الذي أدى إلى احتياج المريض للزراعة.
ويحمي دمج الإجرائين معاً بصورة آمنة الكبد المزروع ويمنح فوائد صحية جمَّة لهؤلاء المرضى"، وذلك وفقاً لما قاله الدكتور تود كيلوغ، جراح السمنة في مايو كلينك والمؤلف المشارك في الدراسة.
هل أدوية إنقاص الوزن الحديثة آمنة؟
تُوصف أدوية إنقاص الوزن الجديدة، مثل أدوية GLP-1، من قبل الطبيب المعالج، لمساعدة بعض المرضى قبل عملية الزراعة وبعدها، على إدارة أوزانهم. ولكن لا يزال خبراء مايو كلينك يؤكدون أن جراحة علاج السمنة تُعتبر خياراً مهماً للمرضى المصابين السمنة مفرطة بسبب أمانها وفاعليتها المثبتة ونتائجها المستدامة.
في هذا السياق تقول الدكتورة هيمباخ: "إن المرضى الذين نقصدهم يعانون بالفعل من قدر كبير من الوزن الزائد. وتكمن المشكلة في أدوية GLP-1 في أنها فعَّالة في ما يتعلق بإنقاص الوزن بصورة عامة، بالإضافة إلى فوائد أخرى يجري معرفتها، ولكنها مع مرضى السمنة المفرطة فقد لا توصلهم إلى هدفهم المتمثل في الوزن الصحي المستدام".
* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.