مع اقتراب انتهاء فصل الصيف الحارّ والتعرُّض لأشعة الشمس والحرارة على الشاطئ وفي الرحلات الخارجية المختلفة، سوف تحتاج الصحة الجلدية إلى تجديد وعناية خاصة؛ لاستعادة الرطوبة وإزالة التصبُّغات الجلدية وتحسين المظهر. لهذه الغاية توجّهت «سيّدتي» إلى الاختصاصية في الأمراض الجلدية، الدكتورة ميساء عريبي؛ فكان معها الحوار الآتي.

ما هي العلاجات المتاحة لاستعادة الصحة الجلدية والنضارة بعد موسم البحر؟
إن أبرز العلاجات التي تُساعد على استعادة الصحة الجلدية، هي كالآتي:
- جلسات ترطيب عميق (Hydrafacial / Skinboosters) لتعويض الجفاف وإعادة الإشراق
لقد تم تصميم أجهزة الترطيب الحديثة لتلائم جميع أنواع الجلد؛ فمهما كان نوع بشرتكِ أو لونها، سوف تعمل هذه الأجهزة على تنظيف الجلد، واستخراج الزيوت منه والترطيب؛ للحصول على بشرة أكثر إشراقاً.
إنها مثالية لمجموعة واسعة من الأشخاص، وتُظهر نتائج فورية تقريباً؛ إذ بعد الخضوع لجلسة الترطيب العميق أو الهيدرافيشال، سيشعر الشخص ببشرته ندية، ممتلئة، ومشرقة. لكن قوة علاجات الترطيب الحقيقية تكمن في تطوُّرها مع مرور الوقت. وكلّ جلسة تُبنى على سابقتها. ولأنها قابلة للتخصيص، يمكنكِ تحديث روتين العناية ببشرتكِ مع تغيّر احتياجاتكِ.
أما معززات البشرة Skinboosters؛ فهو علاجٌ يُحقن في الجلد من حمض الهيالورونيك لترطيب الجلد بعمق، وتحسين ملمسه، وتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وتقليل الخطوط الدقيقة والبَهتان.
وتُحقن معززات البشرة في الطبقات السطحية من الجلد لتحسين جودتها العامة. وتتضمن العملية حقناً دقيقة لمنتجٍ يحتوي على حمض الهيالورونيك للترطيب واستعادة المرونة؛ مما يؤدي إلى بشرة أكثر إشراقاً وامتلاءً ونعومة.
- الميزوثيرابي أو بلازما الدم (PRP) لتنشيط الخلايا وتحسين ملمس الجلد
الميزوثيرابي هي تقنية تجميلية وطبية بديلة، تتضمن حقناً مجهرية لمواد مختلفة، مثل الفيتامينات والهرمونات والإنزيمات ومستخلصات النباتات، في الطبقة الوسطى من الجلد؛ لتجديد شباب الجلد؛ حيث يُصار إلى تقليل التجاعيد، وشد الجلد المترهّل، وعلاج فرط التصبُّغ.
أما الـ مصطلح "PRP" فهو يشير إلى البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وهو عبارة عن علاج طبي يَستخدم دم المريض نفسه لتحفيز الشفاء وتجديد الأنسجة.
- الليزر للبقع والتصبُّغات: يعالج آثار الشمس ويوحّد لون البشرة
يُعَدّ الليزر حلاً رائعاً للكَلَف الجلدي؛ إذ يُدمّر الخلايا الصبغية؛ أيْ الخلايا التي تحتوي على الميلانين، عن طريق التحليل الضوئي الحراري؛ مما يُخفّف البقع تدريجياً من دون الإضرار بالبشرة؛ مثل *البيكو ليزر*، يُستخدم لعلاج التصبغات والبقع الناتجة عن التعرض للشمس، ويساعد في التخلص من التصبغات.
- المقشّرات الطبية (Chemical Peels) تجدد طبقات الجلد وتعمل على تفتيح اللون
التقشير الكيميائي هو إجراء تجميلي يتم خلاله تطبيق محلول كيميائي على الجلد لإزالة الطبقات الخارجية التالفة؛ فتظهر طبقة جلدية جديدة أكثر نعومةً وشباباً.
يُستخدم التقشير لعلاج مشاكل جلدية متنوّعة، مثل: الخطوط الدقيقة والتجاعيد وأضرار أشعة الشمس وحَب الشباب وندبات حَب الشباب وفرط التصبُّغ.
يمكن اللجوء إلى التقشير الخفيف أو المتوسط أو العميق بحسب الحالة. علماً بأن النتائج سوف تبدو أكثر وضوحاً في التقشير الأعمق، ولكنه يتطلب فترة نقاهة أطول.
- روتين منزلي منتظم: واقي شمس ومضادّ أكسدة (فيتامين C) وكريم مرطّب
استعمال كريم الوقاية من الشمس ضروري جداً حين الخروج في الهواء الطلق؛ لحماية الصحة الجلدية من الأضرار. كما أن فيتامين "سي C" يُفيد البشرة كمضاد أكسدة قوي، يُحفّز إنتاج الكولاجين لشدّ البشرة ومرونتها، ويُقلل من البقع الداكنة، ويُساهم في تفتيح لونها. كما يُساعد على إصلاح تلف الجلد الناتج عن الشمس والتلوُّث. والفيتامين "سي" مُكوِّن أساسي في مستحضرات التجميل؛ لمكافحة شيخوخة البشرة، وتحسين ملمسها وإشراقها.
أما كريم الترطيب فهو في غاية الأهمية؛ للحفاظ على الجلد رطباً ومرناً والحؤول دون ظهور المزيد من التجاعيد.
قد تهمكِ قراءة حمية غذائية تحميك من التجاعيد
نسمع كثيراً في الفترة الأخيرة عن "إبرة النضارة"؛ فما هي هذه الحقنة؟

صحيح، لقد أصبح في الفترة الأخيرة مصطلح "إبرة النضارة" متداوَلاً جداً، وكثيرٌ من الناس يستخدمونه من دون معرفة دقيقة لماهيته.
ببساطة، "إبرة النضارة" هي إجراء يُحقن في الوجه يهدف إلى تجديد البشرة وتحسين مظهرها. هذه الحقن قد تحتوي على: الميزوثيرابي أيْ: خليط من الفيتامينات والمعادن، معززات البشرة Skin boosters مثل حمض الهيالورونيك الذي يرطّب البشرة بعمق، والبلازما PRP المستخلصة من دم الشخص نفسه.
الهدف الأساسي من هذه الإبرة هو الترطيب العميق، تحسين ملمس الجلد، وإضفاء إشراقة صحية على الوجه.
لماذا تختلف نتائج حقن النضارة من طبيب إلى آخر؟
لأن هناك عدة عوامل تدخل في الموضوع، منها:
- المادة المستخدَمة: فيتامينات، بلازما الدم PRP، هيالورونيك أسيد HA، بولي- نيوكليوتيد Polynucleotide، وغيرها.
- التقنية والعمق الذي تُحقن فيه المادة داخل الجلد.
- عدد الجلسات وطريقة تطبيق البروتوكول، وهذا يختلف حسب خبرة الطبيب وتقييمه للحالة.
هنا أود أن أوجّه نصيحة هامّة، وهي أن مصطلح "إبرة النضارة" أصبح عاماً جداً. لذلك من الضروري أن تسأل المرأة أو الرجل، الطبيب عن نوع المادة المستخدَمة، وهل هي مناسبة لبشرتها/ه، وما هي النتائج الواقعية المتوقَّعة.
وبما أن المعلومات التي يتم ضخها يومياً على السوشيال ميديا حول ما يُعرف بـ"إبرة النضارة" كثيرة، قد يكون من المهم أن نُفرّق بين ما هو دقيق وما هو غير موثوق.
كيف يتم التأكُّد من أن "إبرة النضارة" آمنة، لاسيّما وأننا سمعنا عن حالات تعرّضت لأذًى بالغٍ بعد تلقّي هذه الإبرة بأسبوعين؟
في الآتي سأوضح لأيّ مريض يودّ معرفة كيف يمكن التأكّد من أن "إبرة النظارة" آمنة ولا تؤثر سلباً على صحته:
- المواد المستعملة: من الضروري أن يسأل المريض طبيبه عن نوع المادة التي سيتم حقنها، هل هي: البلازما، معززات البشرة، ميزوثيرابي أو بولي- نيوكليوتيد. ويجب التأكّد من أن هذه المواد أصلية، مسجّلة ومعتمَدة من جهات رسمية مثل CE أو FDA.
- التعقيم والمكان: السلامة تبدأ من التعقيم؛ حيث يجب أن تكون أدوات الحقن معقَّمة وتُستخدم لمرة واحدة فقط. يُفضّل أن يتم الإجراء في عيادة أو مركز طبي مرخّص ونظيف، وليس في بيت أو مكتب.
- التاريخ الطبي للمريض: على المريض إبلاغ الطبيب بأيّة: أمراض مزمنة، حساسية، أو أدوية يتناولها. والطبيب هو مَن يُقرّر إذا كانت الإبرة مناسبة له أم لا.
- الطبيب المختص: الحُقن يجب أن تتم حصراً على يد طبيب مختص في الجلد أو التجميل، مرخّص كما في عيادة neovie، وعلى دراية بالمادة المستخدَمة وتأثيرها.
قد تهمكِ مطالعة نصائح طبيب لحماية الصحة الجلدية والوقاية من سرطان الجلد
في ختام الحوار مع «سيّدتي» قدّمت الدكتورة ميساء عريبي رسالة توعية حول الموضوع؛ قائلة: "إبرة النضارة ليست شيئاً واحداً؛ بل هي اسمٌ عام يشمل عدة أنواع مختلفة من العلاجات. ولكي تكون آمنة وفعالة، يجب أن نعرف: ما هي المادة المستخدَمة، مصدرها. ونقوم بإجرائها فقط عند طبيب مختص ومعتمد".
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.