يبحث العديد من المسافرين في الصيف عن وجهاتٍ باردة أو معتدلة للهروب من الحر الشديد؛ إذ يختلف طقس نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشمالي اختلافاً كبيراً؛ فبينما يعني يونيو ويوليو شهري الصيف والشمس في العديد من الوجهات، يعني الشتاء في أماكن أخرى مثل أستراليا. لذا؛ اختر وجهتك بعناية، وتأكد من دراسة متوسط درجات الحرارة في المواقع التي تخطط لزيارتها جيداً قبل الحجز.
من الأسباب التي تدفع البعض إلى تجنب الأماكن الصيفية الحارة المعتادة هو الزحام. تميل الوجهات الأكثر دفئاً إلى جذب عدد أكبر بكثير من السياح؛ نظراً لأن الكثير من الناس ما زالوا يرغبون في الحصول على جرعتهم من فيتامين د. في السطور الآتية، مجموعة من الوجهات السياحية الأكثر برودة التي يمكن الاستمتاع بها هذا الصيف.
الدنمارك

تبدو العاصمة الدنماركية كوبنهاغن رائعة في أي وقت من السنة، لكن الصيف يُضفي عليها حيويةً لا تُضاهى. درجات الحرارة اليومية التي تتراوح بين 12 و14 درجة مئوية تجعل التجوال في الهواء الطلق أجمل بكثير من فصول الشتاء القارسة، وخاصةً قرب ميناء نيهافن القديم، حيث تعج المدينة بالحركة والنشاط. بمجرد وصولك إلى كوبنهاغن، ستُتاح لك فرصة الاستمتاع بالمدينة من دون الحاجة للبقاء في الداخل باستمرار للتبريد تحت مكيف الهواء. اختلط مع بعض الدنماركيين الودودين في حدائق تيفولي الشهيرة وتفقد قصر أمالينبورغ لإلقاء نظرة على حياة العائلة المالكة الدنماركية.
أيرلندا
لمن يبحث عن عطلة باردة، لا يوجد مكان أفضل من أيرلندا. لا بُدَّ أن تبدأ زيارتك لأيرلندا من دبلن؛ فإنها بوابة بقية البلاد، لكنها تستحق قضاء بضعة أيام فيها. تُقدم دبلن مجموعةً واسعةً من المعالم السياحية، بما في ذلك المواقع التاريخية والمعالم الثقافية ومناطق الترفيه النابضة بالحياة. تشمل المعالم الرئيسية قلعة دبلن، وكاتدرائية القديس باتريك، ومستودع غينيس. كما يُمكن للزوار استكشاف متحف الهجرة الأيرلندية الشهير، وسجن كيلمانهام، والاستمتاع بالأجواء النابضة بالحياة في شارع غرافتون.
نيوزيلندا

في الصيف، تستعد نيوزيلندا لاستقبال فصل الشتاء، وخاصةً في كوينزتاون، التي تُعَدُّ وجهةً مثاليةً للتزلج، حيث يتوافد إليها النيوزيلنديون والأستراليون، للاستمتاع بالتزلج على المنحدرات. ولكن حتى لو لم تكن من هواة التزلج فإن هذه البقعة الصغيرة من الجزيرة الجنوبية تزخر بالكثير لتقدمه. ارتدِ قبعةً وقفازات، ثم اركب التلفريك حتى قمة بوب لتستمتع بإطلالات خلابة على كوينزتاون من الأعلى. بعد العودة، لن تتمكن من مقاومة رحلة بالقارب النفاث عبر البحيرات المحلية. فقط تأكد من ارتداء ملابس دافئة لأن المياه تصبح شديدة البرودة مع حلول شهر يونيو. لا شك أن ميلفورد ساوند هي وجهة مثالية للرحلات اليومية من كوينزتاون. إنه المضيق البحري الوحيد في نيوزيلندا الذي يمكنك الوصول إليه براً، لكن سحره الحقيقي يكمن في ركوب القارب والانطلاق نحو الماء. تخيل جبالاً شاهقة وشلالات في كل مكان، وربما حتى رؤية بعض طيور البطريق النادرة ذات التاج في فيوردلاند. يُعَدُّ الشتاء وقتاً رائعاً لرحلة بحرية في ميلفورد ساوند نظراً لقلة الزوار؛ ما يعني إمكانية الحصول على عرض مميز.
أسكتلندا

تُعَدُّ أسكتلندا واحدة من أفضل الوجهات الصيفية الباردة في أوروبا إذا كنت تبحث عن مزيج من الثقافة والطبيعة والطقس المعتدل. حتى في شهري يوليو وأغسطس، تبقى درجات الحرارة عادةً أقل من 20 درجة مئوية، ونادراً ما تشعر بحرارة شديدة تمنعك من الاستكشاف. يمكنك توقع مزيج من الشمس والغيوم، مع زخات مطر عابرة، لكن الطقس البارد يجعلها مثالية للرحلات البرية والمشي لمسافات طويلة ومشاهدة المعالم السياحية بعيداً عن الزحام والحرارة. هناك الكثير مما يمكن رؤيته في جميع أنحاء البلاد. مدن مثل إدنبرة وغلاسكو تزخر بالتاريخ والثقافة والفعاليات الصيفية، بما في ذلك مهرجان إدنبرة العالمي الشهير. إذا كنت متجهاً إلى المرتفعات؛ فإن جزيرة سكاي هي وجهة مثالية للاستمتاع بالشلالات والمشي على الساحل. يمكنك أيضاً زيارة القلاع، واستكشاف القرى الصغيرة.
جزر الأزور
إنها الأكثر برودة من لشبونة، وإحدى أقل الجزر ازدحاماً في أوروبا، أصبحت بديلاً شائعاً للبر الرئيسي للبرتغال. مع درجات حرارة صيفية معتدلة تبلغ حوالي 21 درجة مئوية ومساحات مفتوحة واسعة للاستكشاف، يُعَدُّ هذا الأرخبيل النائي المكون من تسع جزر مثالياً للمسافرين الباحثين عن عطلة صيفية هادئة. في ساو ميغيل، تلتقي بحيرات الفوهات البركانية والينابيع الساخنة وشواطئ الرمال السوداء بحقول الشاي ومسارات الغابات. وفي الجوار، توفر جزيرة بيكو، المدرجة في قائمة اليونسكو، مسارات عدة بينما تقود جماعات الحفاظ على البيئة رحلات لمشاهدة الحيتان. كما تم اختيار جزر الأزور بوصفها موقع تراث للحيتان في عام 2023، وهي الآن تحمي 30% من مياهها، وهي أكبر محمية بحرية في شمال المحيط الأطلسي.