في منظومة الاستثمار الجريء وريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية تتكامل الجهود والأدوار في كيان مترابط، لتسريع وتيرة النمو وتعظيم العائدات وتحقيق المستهدفات التي رسمتها رؤية 2030. وبلا شك فإن الإعلام التوعوي في مجالات المال والأعمال والقطاعات الرائدة هو من دعائم رحلة النجاح هذه لتأثيره على الإدراك المجتمعي لأبرز الفرص والتحديات وقيمة البيئة الحاضنة التي توفرها المملكة لأحلام وطموحات أبنائها.
في دائرة هذا الإعلام الهادف برز دور المستشارة في ريادة الأعمال والاستثمار الجريء أريج العُمري لتساهم من خلال عدة برامج في تسليط الضوء على قصص نجاح ريادية، وتعزيز الوعي حول جوانب الاستثمار المختلفة، ولا سيما الإدارة المالية للمشاريع والفرص المتاحة في قطاعات مثل التكنولوجيا والصناعة والتسويق وغير ذلك، واليوم بمناسبة اليوم الوطني السعودي 95 نفتح معها صفحات ريادة الأعمال السعودية ودور الشباب فيها وانعكاسات رؤية السعودية 2030 على تعزيز هذه البيئة وتعظيم الفرص وتذليل العقبات فيها.
ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية:
كيف تقيمين بيئة ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية؟
بيئة ريادة الأعمال في السعودية أصبحت سباقة في التمركز على كافة الأصعدة والمجالات.
قلت في أحد لقاءاتك أن رائد الأعمال الذي يقول اليوم إنه لا تزال هناك تحديات فهو لا يعرف كيف يمسك بالطريق، هل فعلاً لم تعد هناك عقبات أمام رواد الأعمال؟
هنالك عقبات لا محالة، وتوجد لها حلول متجددة من خلال الاستكشاف والممارسة، والعقبات في البيئات الريادية سريعة النمو هي فرص المستقبل ومشاريع اليوم.
كيف أثرت رؤية 2030 على قطاع ريادة الأعمال، وما أبرز المبادرات الحكومية التي ساهمت في دعم هذا القطاع؟
نحن اليوم في تحول رقمي وتقني واعد ودعم حكومي كبير من خلال توفير برامج الدعم، والحاضنات، والمسرعات، وتوفير سبل الشراكات الاستراتيجية على مستوى القطاعين الحكومي والخاص والتي تسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية.
من مواضيعنا أيضاً بمناسبة اليوم الوطني السعودي .. الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود: العطاء والأصالة والانتماء لمملكتنا.. سلْم وسلوك
صوت رواد الأعمال

حدثينا عن تجربتك بشكل خاص، وما الذي جذبك لتكوني صوت رواد الأعمال في المملكة؟
في البداية في 2018، كانت ريادة الأعمال أشبه بتحدٍ كبير وضبابي، حيث لا يوجد العديد من المراجع والمصادر أو حتى الأشخاص المختصين الذين يمكن الاستناد عليهم، لذا دائماً أستذكر قصيدة المتنبي (على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ).
ومنظومة ريادة الأعمال دائماً ما تجذبني للخوض فيها واستكشاف معالمها والإسهام والتأثير بها بشكل إيجابي كسائر أوائل السيدات السعوديات.
من خلال رصدك لمختلف مواضيع ريادة الأعمال، كيف يمكن للمملكة تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال أكثر في المجتمع، خاصة بين الشباب؟
الابتكار والريادة السعودية تُعزز من خلال قائد طموح، إذ قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله".

هل يمكن أن تشاركينا بعض النصائح التي على كل رائد أعمال ناشئ وضعها بالاعتبار؟
ابحث عن مشكلة قائمة بالسوق وحلها بطرق ذكية، وركز على المشروع الريادي، كيف تطوره وتحسنه سواء كان منتجاً أو خدمة بطرق مبتكرة وذكية.

ما هي الأخطاء الشائعة التي يرتكبها رواد الأعمال وتودي بهم للفشل؟
للأسف، يتوقع البعض أن الدخول في عالم ريادة الأعمال كالتجارة التقليدية، حيث إنه ينشئ ويطلق "الستارت أب" ويتوقع أن يكسب منها في أول سنة. بينما الصحيح أن المشاريع التقنية الريادية لها رحلة نموها الطويلة، من التأسيس للإطلاق والتحسين المستمر، ثم بعد ذلك تستثمر صناديق الاستثمار الجريء والمستثمرين الملائكيين بجوهر الفكرة وقوة الفريق ورصيد المنجزات والشراكات التي تعكس القيمة السوقية للمشروع.
من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد متنوع يعتمد بشكل رئيسي على التقنية:

كونك متابعة لقطاع التقنية بشكل خاص، ما أبرز القطاعات التقنية الواعدة التي تركز عليها المملكة اليوم لتحقيق التنوع الاقتصادي؟
من الظلم التركيز على قطاع معين، لكن هنالك توجهات محلية ودولية تستهدف قطاعات مهمة بأوقات محددة وفقاً للأحداث الحالية والمستقبلية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام حول العالم مثل مشاريع الفنتك، البروبتك، الـ Ai ،Telemedicine وغيرها الكثير.
كيف يتم تأهيل وتطوير مهارات الكوادر الوطنية لمواكبة القطاعات التقنية المتقدمة (مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والحوسبة السحابية)؟
لله الحمد والمنة، جهود جبارة قائمة عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين في تذليل العقبات والتحديات وتكوين البرامج النخبوية التي تستهدف الكوادر الوطنية الشابة، وعلى رأس القائمة جهود وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بقيادة معالي الوزير م. عبدالله السواحة بالتزامن مع مبادرات الهيئة السعودية للذكاء الاصطناعي (سدايا) والعديد من الجهات بالقطاعين الحكومي والخاص.
ما هي الأهمية الاستراتيجية لاستضافة المملكة لأكبر المؤتمرات التقنية العالمية، "ليب" على سبيل المثال، وتأثيره على مكانتها كمركز إقليمي للتقنية والابتكار؟
هذا أمر ذو أهمية كبرى بالنسبة لنا لتفعيل الاستراتيجية الرائدة، وذلك من خلال التبادل المعرفي والثقافي والتقني والاقتصادي بين الدول المتقدمة والاستفادة منها بشكل كبير في مختلف المجالات.
المرأة مشارِكة فعالة في مسيرة النمو

كيف تقيّمين تطور دور المرأة في ريادة الأعمال في السعودية خلال السنوات الأخيرة؟
كل يوم عن يوم نلحظ تحديثات وتطورات في دور المرأة، وهي أشبه برحلة يتخللها تحسين مستمر محفوف بالكثير من الفرص والدعم اللامتناهي الذي تقدمه دولتنا السعودية لنا كسعوديات.
في قطاع التقنية تحديداً، ما أبرز التحديات التي لا تزال تواجهها، وما المهارات التي عليها صقلها للوصول إلى مناصب قيادية؟
من المهم أن تمكن بالأدوات المختصة بشكل أكبر وتُدرّب على تحقيقها لضمان الحصول والوصول لأفضل النتائج من الشابات السعوديات وحصولهن على المناصب القيادية الفعالة.
عدّدي لنا نماذج ريادية نسائية ناجحة تأثرت بها في مسيرتكِ؟
الأميرة ريما بنت بندر سفيرتنا في دولة أمريكا، فهي تمتلك المهارات الناعمة والذكاء والحنكة التي نفتخر بها.
حدثينا عن مساهماتك في تمكين المرأة؟
شاركت بالعديد من البرامج والمشاريع الحكومية وكنت دائماً أحرص على استقطاب من يغيّر معادلة العمل ويعزّز دور السيدات بإشراكهن في بناء الخبرات والمهارات لتحقيق علو الكيان بكل كفاءة.
استقطاب الاستثمارات العالمية
ما أهم العوامل التي تجذب المستثمرين العالميين للاستثمار في المملكة؟
نحن في السعودية في أوج المشهد الحضري والتحول النوعي وأيضاً الحراك الاقتصادي المهمين في المنطقة، وذلك من خلال التشجيع على فتح أفق الاستثمار الأجنبي بالسعودية وتسهيل إجراءاته وتحفيزهم.
هل هناك قطاعات معينة ترين أنها واعدة للاستثمار في المستقبل القريب في المملكة؟
نعم، بالمجمل هناك قطاعات عدة، لكن أرى أن أفضل وأعظم استثمار قائم بالسعودية هو استثمارنا في شبابنا السعودي الذين بدورهم سوف يقودون المشهد في دفع عجلة التنمية البشرية والاقتصادية..
وفي هذا السياق إليكم أيضاً حوارنا مع رائدة الأعمال لجين أبو الفرج: اللغة والثقافة من أسس الهوية