أناقة البساطة: ديكورات مستوحاة من الطابع الإسكندنافي

​التصميم الإسكندنافي هو اسم حركة فنية تضم مصممين وعلامات تجارية وشركات ومنتجات، ظهرت في بداية القرن العشرين، وتطورت في خمسينيات القرن الماضي في دول الشمال الأوروبي الخمس: فنلندا، والدنمارك، والسويد، وأيسلندا، والنرويج. ويُعدّ التصميم الداخلي الإسكندنافي أحد أسباب احتلال دول الشمال الأوروبي مراتب عالية في مؤشر السعادة؛ لأن المنزل أساسي في حياة الفرد وجودة حياته، والمنزل على الطراز الإسكندنافي عصري، وعملي، وأنيق، ومُبهر، في آنٍ واحد. يُستغل كل شبر من المساحة بعناية، مع إضاءة مدروسة، وغرف مجهزة بصورة تؤمن الدفء والراحة للساكنين، بعيداً عن المبالغة أو التكلّف.

لمحة تاريخية عن الطراز الإسكندنافي

اجتاح التصميم الإسكندنافي الحديث المساحات المنزلية في أماكن مختلفة من العالم؛ بتركيزه على الخامات الطبيعية، والخطوط الأنيقة، والحرفية، علماً بأن الطراز بصوره الحديثة ظهر في خمسينيات القرن الماضي، بالتزامن مع حركة الحداثة في أوروبا وأميركا. متأثراً بأيام الشتاء الباردة في منطقة الشمال الأوروبي، والرغبة في أن تكون التصميمات الداخلية مريحة ومشرقة في آنٍ واحد، يُولي الطراز الإسكندنافي الحديث الأولوية للخطوط النظيفة (الأشكال البسيطة)، والأثاث العملي، والألوان المحايدة (الفاتحة غالباً)، مع مساحات مفتوحة أركانها على بعضها وخالية من الفوضى، مع التركيز على الجودة وليس على الكمية. من الأثاث إلى الإضاءة، والقطع، والديكورات الداخلية، ومشاريع العمارة، تتمتع المنتجات الإبداعية الإسكندنافية بشعبية راسخة، ولا تزال تجذب أناساً كثيرين، بغضّ النظر عن سنة الإنتاج. لذلك، عند التصفح في صفحات هذا الطراز، لا يُغفل عن ذكر مصممين، ومنهم آرني جاكوبسن (الدنمارك)، وألفار آلتو (فنلندا)، وجوزيف فرانك (السويد)، ومايا إيزولا (فنلندا)، وغيرهم، الذين أسسوا العصر الذهبي للتصميم الإسكندنافي، مستوحين من مفاهيم البنائية، والوظيفية، والسريالية. كما تتماشى التصاميم الإسكندنافية بشكل رائع مع أنماط أخرى، بما في ذلك الديكورات الداخلية الانتقائية، من السجاد العجمي إلى القطع المميزة والفنون الزخرفية.

الطراز الإسكندنافي في 2026

جدير بالذكر أن الطراز الإسكندنافي سيتصدر قائمة أفضل أنماط التصميم الداخلي لعام 2026، وليس في الأمر مفاجأة؛ فالأسلوب المذكور خالد، وهادف إلى خلق بيئة مريحة ومنظمة وهادئة، حيث يخدم كل عنصر غرضاً ويُسهم في خلق جوّ موحد.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: التصميم الإسكندنافي.. قصة بدأت في القرن العشرين ولم تنته فصولها

خصائص الديكور الإسكندنافي

الألوان الأكثر شيوعاً في التصميمات الداخلية الإسكندنافية متمثلة في الأسود والأبيض والسكري والرمادي الفاتح كقاعدة، مطعمة بـالخشب البني الفاتح، والوردي الناعم، والأخضر الغامق، والأزرق البحري، والخردلي والرمادي الداكن.

غرفة المعيشة

تُختصر غرفة المعيشة المصممة حسب أسلوب الديكور الإسكندنافي بأنها بيئة بسيطة وأنيقة، لكنها في الوقت نفسه دافئة وجذابة للغاية، مؤثثة بأرائك ذات خطوط أنيقة وناعمة، مع حضور بطانية دافئة وسجادة وطاولة قهوة أنيقة ومكتبة وأرفف مزيّنة بالنباتات.

غرفة النوم

العملية هي الأساس في غرفة النوم، كما في كل غرف المنزل الإسكندنافي، مع سرير مريح، ومقاعد تخزين، وخزائن ملابس خشبية واسعة، حتى بدون أبواب، لمن يبحث عن تصميم بسيط للغاية. قد يحل مكتب بسيط وجميع الملحقات التي تجعل الجو أكثر راحة، مثل البطانيات، ومساند الأقدام، والوسائد المريحة، وحتى سجادة ناعمة موضوعة عند أسفل السرير.

المطبخ

يتميز المطبخ الإسكندنافي عادةً بوجود طاولة طويلة أو شبه جزيرة يجتمع حولها الجميع، مع سيادة الخشب على ديكور المكان. كما قد يُمزج الخشب بعناصر حديد أو تفاصيل حجرية، لخلق تباين في الملمس. الأبيض والرمادي هما من الألوان المفضلة لخزائن المطبخ الإسكندنافية، كما أن الباكسبلاش (المساحة خلف حوض الجلي) مبلطة ببلاطات مربّعة.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: ألوان خزائن المطبخ الرائجة في 2026

الحمّام

في الحمّامات ذات الطراز الإسكندنافي، البساطة هي الأساس، وتتجلى في العناصر الخشبية والتصميم البسيط. ولإضفاء إشراقة على المكان، يمكن استخدام المرايا الكبيرة وحتى الشموع لخلق جو لطيف ومريح. تكون الحمامات مبلطة بالبلاط مربّع الشكل، يجمع بين الجمال والمتانة. وتُستخدم فيها بلاطات من الخزف الحجري المقاوم للبكتيريا؛ لتوفير حماية فائقة وأمان وجودة عالية تدوم طويلاً.

الأعمال الفنية

الأعمال الفنّية في التصميم الداخلي الإسكندنافي عبارة عن لوحات تجريدية أو زيتية كلاسيكية أو صور للطبيعية. وغالباً ما تكون إطارات الأعمال الفنية نظيفة وبسيطة ورفيعة، ومصنوعة من الخشب الأسود أو الأبيض أو الأشقر. من جهة ثانية، قد تُستخدم إطارات ذهبية عتيقة مزخرفة من وقت إلى آخر، لكن بشكل محدود. وعادةً ما يتم إقران الإطارات الأثقل بخلفيات بسيطة للغاية.

6 أفكار للاستلهام من الطراز الإسكندنافي لمنزلك

1. التخلص من الفوضى: يمكن الاكتفاء بقطع الأثاث التي تستخدمينها بالفعل والتخلص من زحمة أكسسوارات التزيين.
2. استخدام الأنماط والألوان باعتدال.
3. شراء قطع ذات جودة لمنزلك: تماشياً مع التقاليد الإسكندنافية في الحرفية، استثمري في قطع عالية الجودة، متعددة الاستخدامات، أو عملية، إذا لم تكن لديك بالفعل. لكن، لا يعني ما تقدم التضحية بالأناقة. في الواقع، عندما تُصنع القطع العادية بإتقان (ومن مواد عالية الجودة)، يمكن أن تصبح عناصر زخرفية بحد ذاتها.
4. التزيين بالنباتات: يتمتع الإسكندنافيون بتقدير فريد للطبيعة؛ نظراً لندرة الموارد الطبيعية في بلدانهم تاريخياً، كان على الناس تعلم كيفية التفاعل مع الطبيعة، وفهمها، واحترامها، لتحقيق أقصى استفادة مما تقدمه. يتجلى هذا التقدير للطبيعة في طريقة قضاء الإسكندنافيين لوقتهم في الهواء الطلق، وفي طريقة تصميمهم وتزيين منازلهم. يمكنك تكريم الطبيعة كمبدأ تصميمي إسكندنافي؛ من خلال دمج العناصر الطبيعية، مثل الخشب الفاتح والزاهي، والقطع النحتية المستوحاة من الطبيعة، والنباتات المنزلية، والمنسوجات والمفروشات الطبيعية، مثل الصوف، والموهير، وجلد الغنم، والكتان، والجوت، والخيش، وغيرها. 
5. استخدام التباين: يمكن تطبيق مبدأ التباين على مجموعة واسعة من عناصر التصميم؛ مثل: الشكل، الحجم، الملمس، إضافة إلى الألوان من خلال استخدام الألوان المحايدة الفاتحة والداكنة، والقطع القديمة والجديدة، والتجريدية والطبيعية، والمستقيمة والمموجة، والمحايدة وذات اللمعة، والصلبة والناعمة، والعملية والراحة.
6. إضفاء لمسة دفء بغرف المنزل: يمنح أسلوب الـ"هيج" Hygge الدنماركي المنزل إحساساً بالسكينة والراحة، حيث تتحوّل الزوايا البسيطة إلى مساحات من الدفء والتواصل. ولأن التصميم الإسكندنافي مستوحى من ظلمة وقسوة شتاءات الدول الإسكندنافية، فإن الحفاظ على الدفء والراحة أمر أساسي. لذلك، لا تترددي في توزيع البطانيات والأغطية، وتوفير كراسي مريحة للقراءة وشرب الشاي.

​