كيف أعرف أن طفلي مصاب بالتوحد؟

8 صور

التوحد أو الذاتويةهو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية متكررة. مع ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات، الدكتور وائل عبدالعال، مستشار طب الأطفال من مستشفى إن إم سي رويال، يسلط الضوء على بعض المعلومات التي تفيد الأمهات في الكشف عن مرض التوحد، وإذا كان الطفل في البيت يعاني منه.
 

يصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 1000 طفل في جميع أنحاء العالم، بينما بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك.ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات.

ويميز العالم الأميريكي ليو كانز أول من اكتشف التوحد عام 1943 المرضى بثلاثةأعراض محددة: ضعف التفاعل الاجتماعي وضعف المهارات اللغوية والتواصل، وأنماط سلوكية متكررة، ومنذ اكتشاف المرض لم يجد العلماء حتى الآن أي سبب موضوعي أو جين أو نشاط كهربائي في دماغ المصاب، لتحديد أسباب هذاالاضطراب. ولكن تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن عوامل عديدة وراثية وبيئية تُسهم في ظهور اضطرابات طيف التوحد،ويحاول الباحثون جادين الوصول إلى تشخيص مبكر للمرض؛ حتى يتسنى لهم اكتشاف علاج لهذا المرض.

أثر اللقاحات

تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أنه لا تتوافر أي أدلة علمية تثبت وجود صلة بين لقاح(الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، والإصابة باضطرابات طيف التوحد، كما تبيّن أن عيوباً جسيمة تشوب الدراسات التى أثبتت ذلك مسبقاً ولا توجد أيضاً أدلة علمية تدلّ على أن اللقاحات الأخرى التي تُعطَى في مرحلة الطفولة قد تزيد من خطورة الإصابة بالتوحد.

تظهر اضطرابات طيف التوحد في مرحلة الطفولة، ولكنها تستمر في فترة المراهقة وسن البلوغ. من الصعب تشخيص اضطرابات طيف التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهراً، ولكنه يمكن تشخيصه بسهولة عند عمر عامين، وتندرج هذه الاضطرابات حاليّاً في فئة اضطرابات النمو النفسيه والسلوكية في تصنيف الأمراض.

علامات طيف التوحد

من أهم علامات طيف التوحد التي تظهر على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة:

1 - قلة التواصل عن طريق العين، أو عدم الاستجابة للمناداة بالاسم ولا ينتبهون لأخذ دورهم أثناء الكلام للتفاعل مع الآخرين.

2 - ليست لديهم القدرة على استخدام الحركات البسيطة للتعبير، وعدم الاكتراث لمقدمي الرعاية والتأخر في تعلم الكلام وعدم القدرة على الفهم الاجتماعي، أو الاقتراب من الآخرين من تلقاء أنفسهم.

3 - يعاني الأطفال المصابون بالتوحد بشعور قوي ومتكرر بالوحدة، وربما يصبحون فجأةً انطوائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل. كما أن ثلث هؤلاء الأطفال ربما يكونون عدوانيين في بعض الأوقات وتمر عليهم نوبات من الغضب الشديد.

4 - تكرار الأشياء بطريقة نمطية دائماً من أهم مميزات التوحد منها الحركة المتكررة، مثل ترفرف اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم والالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف ومقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه، ووجود نمط يومي غير متغير مثل وجود أحد الطقوس الثابتة في خلع الملابس، أو ارتدائها ووجود سلوك محدود في الاهتمام مثل الانشغال ببرنامج تليفزيوني واحد، وإيقاف أي نشاط من أجل مشاهدته أو الانشغال بلعبة واحدة فقط، وربما تشتمل على تكرار حركات يمكن أن تؤذي الشخص، مثل وخز العين، أو قطف الجلد أو العض.

5 - يعاني الأطفال المصابون باضطرابات طيف التوحد في الغالب من أمراض نفسية أو عصبية أخرى مصاحبة، تشمل الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

6 - صعوبة التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد؛ إذ إنه من الممكن أن يتعلموا بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية، والتكيف مع المواقف الاجتماعية. وبالتالي فإن مستوى الأداء الذهني لدى المصابين باضطرابات طيف التوحد متغيّر جدّاً، وهو يتراوح بين قصور شديد وآخر بسيط في مهارات المريض المعرفية واللفظية.

7 - لا يتوافر علاج دوائي لاضطرابات طيف التوحد، إلا أن التدخلات النفسية والاجتماعية مثل معالجة السلوكيات وخدمات إعادة التأهيل يمكن أن تحد من مصاعب التواصل والسلوك الاجتماعي، وتعزز نمو الأطفال المصابين بالتوحد على أمثل وجه، كما أن التنسيق بين المراكز الصحية المتخصصة والأسرة والمدرسة والرعاية الاجتماعية وتوفير المعلومات والتوجيهات تؤثر تأثيراً إيجابيّاً في عافية الأشخاص ونوعية حياتهم وقدرتهم على التحصيل والتركيز والتواصل.