إذا أردنا أن نحلل شخصية الطفل، علينا وضع كمية من الألعاب الخشبية البسيطة على طاولة صغيرة, قد تكون دمى تمثل نساء ورجالاً, عربات, سيارات, قطارات, حيوانات, مكعبات وبيوت, بالإضافة إلى الورق وأقلام الرصاص والمقصات..
هذه الألعاب سوف تغري الطفل لإلقاء نظرة خاطفة عليها. ومن خلال طريقته في استعمالها وإبعادها, أو من خلال موقفه منها، سوف يعطي للمحلل لمحة أولية عن شخصيته. يمكنكم التعرف عليها من خلال المعلومات الآتية، الدكتور محمد بن جرش، محلل وكاتب وباحث إماراتي، يكشف جوانب من شخصية الطفل من خلال طريقة لعبه، من عمر 3 - 5 سنوات.

1- تكشف أحلامه الصغيرة

الأحلام لصغيرة

عندما يختار الطفل لعبة تعجبه ليلعب بها، فهو يعبر عن رغباته وتجاربه التي يعيشها، ينبغي هنا قبل أن نحكم عليه أن نراعي أن هناك جانباً من الحلم يجعله يختارها، من دون أن نغفل العلاقة بين اختياراته والبيئة التي يعيشها. فقد يجعل لعبة من دب الباندا ترقص وتمشي أمامه، لاعتقاده أنها يمكن أن تشترى وتعيش معه في البيت.

2- تكشف شعوره بالذنب

الشعور بالذنب

إن تصرفاً معيناً، مثل بكاء اللعبة، أو قص شعرها، يمكن أن تحمل معاني مختلفة، لكن لامجال لتحليلها إلا من خلال علاقة الطفل بمن حوله وما يحصل, قد يكون شعوراً بالذنب، لذلك لا بد من استيضاح الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها، فهو إن قد يرجع الخلافات بين الأبوين إليه، ويفترض بأنه سببها، أو أنه السبب في الضائقة المالية التي يمر بها والده.

3- يكشف عن مدى خوفه

تبادل الأدوار

إن الأدوار، التي يعطيها الطفل تارة لنفسه وتارة لألعابه، هو يجد من خلال تبادلها المبررات لنفسه، ويفصح بذلك عن أحلامه، فإذا تحدث مع لعبة على أنه طبيب، فهذا يدل على جزء من أحلامه الصغيرة، بأن يصبح طبيباً في المستقبل، أو مدى إعجابه بهذه الشخصية، أو ربما خوفه منها، حسب القصة التي يبتكرها في لعبه.

4- يعتبر لعبه عملاً

يعتبر لعبه عملاً

في هذه السن يبدأ الطفل باستيعاب أن والده يذهب إلى العمل، إلى أن يصل لمرحلة يستوعب فيه أن الغرض من عمل والده هو جني المال، كي يتمكن من توفير طلباته، فيقوم بتقليد ذلك من خلال اللعب، قد يقوم بتنسيق سياراته، وكأنها في صالة للبيع، أو بتنسيق كمية الخصراوات والفاكهة البلاستيكية، كأنه في سوبرماركت، ويوهم نفسه أنه يتناول النقود من المشتري، ويعطيه ما تبقى، فهو يلعب دور ربّ الأسرة من دون أن يتكلم.

5- يُعبّر عن عواطفه

يعبر عن عواطفه

يختلف الطفل عن البالغ، فهو يعبر مباشرة في اللاوعي عن عواطفه، التي يشعر بها، من خلال اللعب، فيشفق على لعبة، ويعتبر غيرها شريرة، فيما يقوم بضرب أخرى .. لماذا يفعل ذلك؟، هو يمر بحالة نمو عاطفي على الأهل مراقبتها وتوجيهها بشكل صحيح، فإذا أساء مثلاً للعبة طيبة، يجب سؤاله عن السبب، وتغيير موقفه منها.

6 – الطفل يعبّر عن قلقه

يعبّر عن عواطفه

عندما يشعر الطفل بالقلق قد يتطور ذلك إلى الشعور بالذنب، ويظهر ذلك من خلال لعبه، مثل أن يفتعل حادثاً من خلال سياراته، وينقل أحدهم إلى المستشفى، وينتظر موته، أو ربما يخبئ بعض الألعاب، ويفترض أنها هي التي اختبأت، هو هنا يعبر عن حذره من خلال التعبيرات الرمزية وغير المباشرة التي يفتعلها، هنا يجب مراقبته، لمعرفة مصدر قلقه.

7 – يكشف عن عقده

يكشف عن عُقده


أكثر ما يمكن أن يكشف المحلل عن عقد الطفل، هو من خلال رسوماته، التي تظهر تماماً في سلوكه اليومي، فهو إذا كان يفتقد قدراً كبيراً من الحنان، قد يرسم الأم ذاهبة إلى العمل، أو تضمه في حضنها، وإذا كان متضايقاً منها، قد يرسمها دائماً بطريقة غير جميلة، وإذا كان خجولاً قد يرسم الشمس وهي تغيب، فهو يخرج عقده الكامنة من خلال تعبيره بالرسم, وهذا قد يلهم المحلل كثيراً لمياعدة الطفل.