الشقيقتان جنى وغنى مكرم بو كامل لـ "سيدتي.نت": إعتدنا أن نكون قويتين

غنى وجنى بو كامل
غنى وجنى بو كامل
جنى بو كامل
جنى بو كامل
غنى بو كامل
غنى بو كامل
غنى وجنى بو كامل
جنى بو كامل
غنى بو كامل
3 صور

الحياة مستمرة ولكن بعزيمة وإرادة وثبات. فما أروعَ أن نغزل من خيوط الأمل شمسًا تُضيئ طريقنا ونرسم على جدران اليأس نافذة تنير قلوبنا، فالأسير من أسرَ نفسهُ بين أسوار الألم والحرّ مَنْ أطلق روحه في رحاب الأمل. هذا ما قالته الشقيقتان الكفيفتان جنى (17 عام) وغنى (15 عام) مكرم بو كامل في حوارهما مع "سيدتي.نت"، فالكبيرة تطمح أن تصبح مُترجمة، كما ترغب في نشر كتبها ورواياتها فتوصل رسالتها للناس، والصغيرة تطمح أن تدخل ميدان الإعلام الذي تحبه وهي متشوّقة للعمل به.

لا معنى للمستحيل

-بداية من هما جنى وغنى؟

نحنُ شقيقتان كفيفتان من بعقلين الشّوف نعيشُ حياة ًطبيعيّةً بغيرِ استسلام. اِعتدنا أن نكون قويّتين دونَ أن نسمح للصعوبات أن تعترض طريقنا. بالعكس تماماً فنحن نعتبر أنً هذه العقبات أساساً لاستمرارنا، ولا معنى للمستحيل في قاموسنا. نحن طالبتان تتعلّمان في مدرسة الشوف ناشيونال كولدج بعقلين (SNC ) مدمجتان مع التّلاميذ المبصرين ونمارس كافّة النّشاطات والأعمال التي يقومون بها...
-هل أنتما مقرّبتان من بعض أو لكل واحدة طباعها المختلف عن الأخرى؟ بالرّغم من أنّنا نمضي معظم أوقاتنا سويّاً إذ نتشارك النشاطات والأعمال، ونتبادل محبّةً كبيرة ً واحترامًا وتفاهمًا وانسجامًا فيما بيننا ،إلّا أنَّ لكلّ واحدة منّا طباعًا مختلفة ًوشخصيّةً خاصّةً بها تُميّزها في علاقاتها مع الآخرين. فجنى هادئة ، رزينة وعقلانية في تصرّفاتها ومواقفها، أمّا غنى فهي كثيرة الحركة والكلام ، فضوليّه، وعاطفيّة في تصرّفاتها. -ما الذي يجمع بينكما؟ تجمعنا المحبّة، الإرادة، الإصرار، التّواضع، الفضوليّة، الثّقة بالنفس، التّفاؤل والتّفكير بإيجابيّة دائماً وعدم فقدان الأمل. تابعوا المزيد: بعد عودة الحياة ..هل تستمر عاداتنا المكتسبة خلال كورونا

تحدّي الصعوبات

-ماذا تقولان عن الوضع الصحي الذي تعيشانه؟ كيف تحّديتما هذا الأمر؟ بالنّسبة لوضعنا الصّحي فنحن نرى بنسبة 10 بالمئة لكننا تقبّلنا الوضع لأنَّ التقبل هو الحجر الأساس للمُضيّ قُدُماً. وقد اعتدنا منذ صغرنا على التأقلمِ فبإستطاعتنا الإتكال على أنفسنا وممارسة كل الأعمال حتى ولو بطرق مختلفة مثل الكتابة والقراءة بطريقة البرايل معتمدتَين على حاسة اللمس. لم نعتبر يوماً أنَّ كفّنا البصري هوَ إعاقة بل حوّلناه إلى طاقة ساعدتنا على مواجهة كل التّحديّات.

-ماذا عن دعم الأهل والمجتمع؟طبعاً عندما تخطّينا الصّعاب لم نقم بذلك بأنفسنا، بل ساعدنا على ذلك عوامل عدّة. أوّلها دعم الأهل وبيت الجَدّ وتحديدًا عمتنا هبه والّذين استمرّوا بتشجيعنا ولم يظهروا لنا الشّفقة أبدًا أو يتذمّروا من وضعنا ولاحقًا المحيطين إن في المدرسة أو في المجتمع. كما كان لجمعيّة الشّبيبة للمكفوفين والتي يرأسها الأستاذ عامر مكارم دورًا بارزًا في الوقوف إلى جانبنا ومساندتنا من خلال عملها على مشروع الدّمج وكذلك المربّية المختصة جومانا غانم التي ترافقنا في مراحلنا التعليميّة بالإضافة إلى المربّي الأستاذ خالد العلي الذي آمنَ بقدراتنا واستقبلنا في مدرسة كفرنبرخ الرسمية منذ الصغر حتى الصف التاسع. وحاليًّا ، وجودنا في مدرستنا الدّامجة SNC والتي قدّمت لنا المنح التعليمية وتتعاون معنا كثيراً، يساعدنا على تحدّي الصعوبات أكثر فأكثر.


-هل لا يزال المجتمع ينظر الى الكفيف نظرة شفقة أو رحمة؟ إنَّ نظرة الشفقة نحو المكفوفين في المجتمع تختلف بين شخص وآخر حسب الوعي والبيئة الحاضنة. نستطيع أن نقول أنَّ هذه النّظرة قد خفّت حدّتها بين المجتمعات المثقفة وذلك بسبب وجود مشروع الدمج ولو بشكل خجول لكنّها تظهر بوضوح في أعين الناس الأمّيين. ولا نستطيع أن ننسى أنَّ هناك فئة من الناس لا تتقبل أشخاصًا مختلفين عنهم.

العقل والخيال

-ماذا تقولان عن تعلّقكما باللغة العربية؟ ومن كان الداعم في هذا الموضوع؟ نحن مولعتان باللغة العربيّة ونشعر بلذّة لا توصف كلّما تصفّحنا كتاباً وغذّينا عقلنا بالمعلومات التي يتضمّنها، أو نسافر بخيالنا مع شخصيّات القصص التي نقرأها، كما نتمتّع بالكتابة للتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا. بالطّبع عندما نريد أن نتحدّث عن الدّاعم في هذا الموضوع فلا بدَّ من ذكر عمتنا هبة التي لطالما قرأت وما زالت تتلو على مسامعنا الروايات والمقالات والقصائد العربيّة بصوتها الذّي يكتنفه الحنان. إنّها معلّمة لغة عربيّة تحب لغتنا هذه كل الحب فنحن تأثّرنا بها وأحببنا لغتنا.
-أين وصلت جنى اليوم وماذا حققت؟

جنى بو كامل

جنى اليوم تلميذة في الصّفّ الثّانوي الثّالث تتهيّأ للامتحانات الرسميّة. لقد شاركت وحققت نجاحًا في مسابقات ومنافسات عدة منها : مسابقة تحدّي القراءة العربي عندما كانت في الصف السادس أساسي إذ حصلت على المرتبة الأولى في جبل لبنان وتأهّلت للتصفيات النهائية في دبي، مسابقة الفلكلور، وكتابة مقال حول القضيّة الفلسطينيّة وغيرها من المسابقات والنشاطات المدرسية والاجتماعية. كما حصلت على درجة جيّد جدّاً في الامتحانات الرسميه لصف الشهادة المتوسطة (البريفيه) وهي تنتظر هكذا نتيجة هذه السنة. وموخّرًا شاركت في كتابه قصّه باللغة الإنكليزية مع (OPEN DIGEST) وتأهّلت للمرحلة النهائيّة.
-أين وصلت غنى اليوم وماذا حققت؟

غنى بو كامل


غنى اليوم في الصف الحادي عشر. لقد شاركت في عدة نشاطات ومسابقات كأختها جنى وكان أبرزها كتابة مقال لاتحاد آسيا للمكفوفين تحت عنوان "حلم أتمنى أن يتحقق" ونيلها المرتبة الثانية على صعيد آسيا. كما أنّها شاركت في نشاطات توعية للطلاب في عدد من المدارس حول أهمية دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية بداية من العائلة إلى المدرسة فالمجتمع. وكذلك المرتبة الثانية في مسابقة الفلكلور. نالت علامات مميّزة في الصف التاسع خوّلتها الحصول على المنحة المدرسية لإكمال الثانوية العامّة. وقد اختيرت لإلقاء كلمة في القصر الجمهوري بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصّة.

الإرادة والعزيمة

-كيف تمكّنتما من إيصال رسالتكما الى خارج لبنان؟ تمكّنا من إيصال رسالتنا إلى خارج لبنان من خلال المسابقات غير المحصورة في لبنان التي شاركنا بها مثل مبادرة تحدّي القراءة العربي التي كانت على مستوى العالم العربي ككل وكتابة المقال الذي كان على مستوى آسيا وكذلك من خلال العالم الإلكتروني الذي يقوم بدور التعريف عنّا في كل مكان. وما زلنا نطمح للمشاركة في أي مسابقة نستطيع من خلالها أن نطلّ على العالم العربي والعالم أجمع لنثبت أنّه بالإرادة والعزيمة والتصميم نستطيع أن نواجه كل معوقات الحياة.
-ما هو طموحكما؟ طموح جنى أن تصبح مُترجمة، كما ترغب في نشر كتبها ورواياتها فتوصل رسالتها للناس. تطمح أيضاً إلى أن تملك مكتبة تعرض فيها مؤلفاتها المتواضعة ومؤلّفات الكُتاب والأدباء ولا سيّما نشرها بلغة البرايل أو مسموعة كي يتمكّن المكفوفون من قراءتها أو سماعها والاستفادة منها. طموح غنى هو أن تدخل ميدان الإعلام الذي تحبه وهي متشوّقة للعمل به. تتمنى أن تصبح كل المدارس دامجة لا أن ينحصر العمل على هذا المشروع في جمعية الشبيبة للمكفوفين التي تقوم بجهود جبّارة، بل تعمل وزارة التربية عليه وتهتم بتأمين الكتب والمعدّات التي يحتاجها الكفيف.
-ما هي العقبات والصعوبات التي قد تقف في طريق تحقيق هذه الطموحات؟ العقبات التي يمكن أن تقف في وجه طموحاتنا هي عدم توفر الآلات والمعدات التي نحتاجها. عدم الوعي الكافي لتقبّل حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة مدمجة في المجتمع بشكل طبيعي. عدم الاهتمام الرسمي بهذا الموضوع ولا سيما لجهة تأمين البيئة الملائمة والاهتمام بالبنى التحتية لتتناسب مع وضعنا كما في البلدان المتحضّرة. تابعوا المزيد: أجمل عبارات للصديقات

الثقة بالنفس والقدرات

-هل من هوايات تمارسانها الى جانب الدراسة؟ ما هي؟ الهوايات التي نمارسها هي المطالعة، كتابة القصص والمسرحيّات وتمثيل ما نكتبه.
-هل من قانون يحمي ويتصف الشخص الكفيف في لبنان؟ للأسف في لبنان ليس هناك أي قانون يحمي ويُنصف الشخص الكفيف أو يعامله أسوةً بغيرهِ. -كلمة أخيرة منكما لكل صاحب إعاقة وإرادة في الوقت نفسه؟ لكل صاحب إعاقة وإرادة في الوقت نفسه نقول : كن قويّاً واثقاً بنفسك وبقدراتك. لا تفكر حتى لمجرد التفكير بالاستسلام ولو اعترضت طريقك صعوبات عدّة بل دعها مصدراً لقوّتك واستمرارك. حتى لو فشلت بعمل ما حاول ثمَّ حاول ثمَّ حاول بالتأكيد ستنجح في النهاية. تقبّل نفسك كما أنت وامضِ قًدماً لأن الحياة مستمرة ولكن بعزيمة وإرادة وثبات. فما أروعَ أن نغزل من خيوط الأمل شمسًا تُضيئ طريقنا ونرسم على جدران اليأس نافذة تنير قلوبنا، فالأسير من أسرَ نفسهُ بين أسوار الألم والحرّ مَنْ أطلق روحه في رحاب الأمل. تابعوا المزيد: كيف تكون المرأة قوية؟