الذكاء الاصطناعي في التعليم.. بين مؤيد ومعارض

الذكاء الاصطناعي في التعليم.. بين مؤيد ومعارض
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. بين مؤيد ومعارض

يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يلاحظ كيف يتقدم الطالب في مهمة معينة، ومقدار الوقت الذي يستغرقه وما إذا كان ناجحًا أم لا، ويقدم له المساعدة، وإذا كان الطالب ناجحًا يقدم له مهمات أكثر صعوبة للحفاظ على التحدي في النشاط. لقد ثبت أن أدوات التعلم التكيفي للذكاء الاصطناعي قادرة على إجراء تغييرات سريعة وديناميكية على بيئة التعلم والمحتوى والمهمات لمساعدة الطلاب على تعلم المزيد والتحسين بسرعة، فقد أظهرت الأبحاث أنه يمكن لروبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي الرد على سؤال الطالب في غضون 2.7 ثانية فقط. ومن المتوقع أن تنمو القيمة السوقية العالمية للذكاء الاصطناعي في التعليم بأكثر من 45 % من معدل النمو السنوي المركب بين عامي 2022 و2030.


أعدت الملف وشاركت فيه | دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani

تصوير - غيث طنجور Ghaith Tanjour

الشرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunayn

بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine - تصوير | محمد رحمة Mohamad Rahme

تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach - القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab



هل يمكن وصف الذكاء الاصطناعي بأنه أفكار عملية لجعل الدراسة ممتعة (أو حتى أقل مللًا) وأسهل، وأسرع؟ وما المواقع والقنوات المجانية المساعدة لعمر الطالب في تعلم أفضل؟ يسعى طلابنا إلى تحقيق نجاح دراسي أكبر، بضغط أقل، لكن كل على طريقته الخاصة؛ حيث بات أغلبهم يعتمد على الذكاءات الاصطناعية والأمور التطبيقية التي تدفع إلى التميز، لإيجاد وظيفة في السوق العملية، كما كشف لنا مشاركونا في هذا التحقيق، كل حسب طريقته.

مواعيد تسليم التكليفات

آمنة المرزوقي

آمنة المرزوقي: my study life يخطرني بمواعيد المحاضرات والاختبارات، حتى واجباتي غير المنتهية، وكافة مهماتي المؤجلة

في إحدى الجامعات بإسبانيا، أجاب روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي على 91 % من أسئلة الطلاب بشكل صحيح، لذلك تجد آمنة المرزوقي (19عاماً)، طالبة إعلام إماراتية، أن الذكاء الاصطناعي هو ما دفعها إلى التميز في العمل الذي تمارسه إلى جانب الدراسة؛ حيث تتوافر لديها تطبيقات الأجهزة، مثل my study life، الذي يحتوي على برامج تنظيم الوقت، وترتيب المهمات اليومية، وهذا مكّنها من وضع جدول تنسيقي بين عملها وأوقات دراستها، تتابع قائلة: «النظام يخطرني بمواعيد المحاضرات والاختبارات، حتى واجباتي غير المنتهية وكافة مهماتي المؤجلة، ويخبرني أيضاً بمواعيد تسليم التكليفات، ومدى تداخل المهمات الدراسية مع بعضها، وكيف يمكن ترتيبها من المهم إلى الأهم». حصل طلاب إماراتيون في التصفيات الوطنية، على ثلاث فضيات وثلاث برونزيات إلى جانب الترتيبات المتقدمة عالمياً في نهائيات أولمبياد الروبوت العالمي 2022، التي أقيمت في دورتموند بألمانيا تحت شعار «روبوتي صديقي». لذلك، تتمنى آمنة الاستفادة أكثر من التقنية الحديثة في المجال الأدبي، فما زالت تعتمد في تطوير دراستها على المطالعة، ومخالطة الناس خارج نطاق العمل، والتطوع، والحلقات الشبابية، والتواصل الاجتماعي، لتطلع على دراسات أخرى من خلال الكتب أو التقارير، وتجارب البعض.

يمكنك الاطلاع على الذكاء الاصطناعي عالم جديد للمرأة العربية

 

أوقات الانتظار الطويلة

أمل حبّال

أمل حبال: تطبيق study blue منصة دراسية تساعدني على مراجعة أكثر من 400 مليون بطاقة تعليمية

 

Pomodoro Technique هي طريقة لإدارة الوقت، يتم فيها تقسيم وقت الدراسة إلى فترات زمنية مدة الواحدة منها 25 دقيقة، ويفصل فيما بينها فترات راحة قصيرة، وهي ما تلجأ إليه أمل حبّال (20 عاماً)، طالبة غرافيك ديزاين في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، تشرح قائلة: «أعتمد أيضاً على تطبيق study blue، وهو منصة دراسية كبرى تحتوي على أكثر من 400 مليون بطاقة تعليمية وملاحظات أنشأها أكثر من 150 مليون طالب. يمكنني المطالعة بمتعة الاطلاع على تلك البطاقات في المواصلات وأثناء أوقات الانتظار الطويلة».

اليوتيوب أيضاً من خلال Study With Me هو وسيلة أمل للحصول على فيديوهات مدتها ساعة أو ساعتين من جميع الطلاب حول العالم، تعلّق: «إذا لم أجد في هاتين الطريقتين نفعاً ألجأ إلى الكافيه شوب لأعيش الأجواء الدراسية مع عدد من الطلاب المتواجدين. كما أنني قد ألجأ إلى لصق هذا البرنامج على الحائط حتى يقع نظري عليه دائماً. ومع مرور الوقت، أصبحت أعتمد مبدأ تقسيم الدرس، وتنفيذ المشاريع الجامعية المطلوبة مني بشكل مريح وسلس من دون الشعور بالتعب أو بالضغط النفسي.

تعتمد أمل أكثر على الموقع الالكترونية التي تدعم الغرافيك ديزاين، وتساعدها على إنجاز التصميمات المبدعة، وتقديم الأفكار المنوّعة، كما تجد أن احتكاكها بطلاب في السنة النهائية، يكسبها معلومات أكثر، ويزرع فيها حب المثابرة.

 

الخادمات السحابية

مصطفى آل شيف

مصطفى آل شيف: تطبيق Smart» iTalk2Learn» يعلمني الرياضيات ومبادئها، عبر التسلسل التكيفي (الذي يوصي بالدروس بناءً على قدرة الطالب)

يبدو أن أغلب الطلاب يلجؤون إلى طريقة، (Pomodoro) في الدراسة، فهي أيضاً تساعد مصطفى زهير آل شيف (17 عاماً)، طالب سعودي لم يتعد المرحلة الثانوية، لجعل دراسته أكثر متعة، يتابع قائلاً: «البرنامج يمكنني من الدراسة لمدة خمس وعشرين دقيقة، ثم ينبهني لآخذ راحة مدة خمس دقائق، شريطة الابتعاد عن المشتتات في وقت الاستراحة منها الهاتف المحمول وغيره».

تعود مصطفى على الاستعانة، بالقنوات المساعدة المناسبة لعمره في التعليم، مثل قناة أ. منال التويجري المتخصصة في مادة الرياضيات، وقناة أ. فرح إبراهيم في الكيمياء والفيزياء، فتحديد الأهداف التي يمكن تحقيقها، وجعلها قابله للقياس، وإدارة الوقت، إضافة إلى ضرورة التركيز مع الأساتذة في الحصص، والتدوين في دفتر ملاحظات والرجوع إليه؛ كل ذلك يجعلني مؤهلاً للمشاركة في أنشطة الفصول الدراسية الصفية واللاصفية.

في العام 2020، تم توفير الفرصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعلُّم في المدارس السعودية، باللغة العربية، فهو مصمم خصيصاً لهم، وتتميز المنصة بقدرتها الاستيعابية العالية والسلسة لتوفير الخدمة على نطاق واسع عبر الخادمات السحابية، يعلّق مصطفى: «أعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتوفرة لتلخيص محتوى الكتاب المدرسي والمواد التعليمية الأخرى بسهولة، مثل SmartEd الذي يوفر منصة للتعاون بين المعلمين والطلاب، أما iTalk2Learn فهو تطبيق يعلمني الرياضيات ومبادئها، من مصادر مختلفة، ويحتوي على ابتكارات ثورية، مثل التسلسل التكيفي (الذي يوصي بالدروس بناءً على قدرة الطالب)، والتعرف إلى الصوت، إضافـة إلى تطبيق Content Technologies، الذي أقوم من خلاله بإنشاء ملخصات موجزة للكتاب الدراسي أو جزء منه، أو الكورس المراد دراسته».

يبحث مصطفى عن الأشياء التي يمكن أن تطوره في الدراسة، وتساعده بعد التخرج على إيجاد وظيفته المناسبة وممارستها، وذلك عبر المتصفح والتواصل الدائم مع الزملاء والأصدقاء حول العالم، لأخد المعلومات من مصادرها، فهو يعي تماماً التخصصات التي يطلبها المستقبل، مثل الطاقة البديلة والمتجدّدة Alternative and Renewable Energy، والروبوتات Robotics، والذكاء الاصطناعي «Artificial Intelligence «AI.... وغيرها، يعلّق قائلاً: «الاحتكاك المباشر بالمهتمين والمختصين بهذه المجالات والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، يجعلني أكثر جاهزية لسوق العمل، كما أنني أحضر الاجتماعات والنقاشات الافتراضية المفتوحة، لأتبادل الأفكار مع الأصدقاء والزملاء الطلبة الذين على وشك التخرج».

إقرئي المزيد عن سوق العمل المستقبلي هل ستواكبه التخصصات الجامعية؟

 

لا أثق تماماً بهذه التطبيقات

ريّان بوعجاجة

ريّان بوعجاجة: يتابع صفحتي الإعلامية أكثر من مليون ونصف المليون مشارك

 

شغف ريّان بوعجاجة (23 عاماً)، طالب في القانون التونسي، بطلب العلم، في دراسة اختارها، تحقق طموحاته وآفاقه المهنيّة لدخول سوق العمل، أمر يبعد الملل عنه، كما يقول، وقد تعود على الدراسة الجماعية مع أصدقائه، بصحبة قهوته التي لا يستغني عنها.

يتابع: «مصادر الإنترنت ودروس «الواب ليثري» زادتني معرفة.. أستمع أيضاً لمقاطع فيديو على «اليوتيوب» التي يتحدّث فيها أصحابها عن تجاربهم وقصص نجاحهم وعن مهاراتهم، تعلّمت منهم عدداً من المهارات والتقنيات حسب ما يتيحه لي حاسوبي، وأصبحت أتقن مهارات التّواصل والتّسويق والتصميم انطلاقاً من متابعتي المستمرّة لصنّاع المحتوى من كلّ أنحاء العالم؛ حيث يسمح الذكاء الاصطناعي التسويقي AI Marketing للمسوقين بتجميع وتحليل كميات هائلة من البيانات من شبكات التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني وشبكة الويب في وقتٍ سريع، إضافة إلى الدروس التي اكتسبتها في الذّكاء الاجتماعي».

على الرغم من كل ذلك لا يثق ريان تماماً بهذه التطبيقات التي تفتقر إلى الدقة برأيه، ويتعامل معها بحذر، فهو يعتمدها بوصفها فرصاً تكميليّة تصلح لتعزيز المهارات والقدرات، ومن منطلق إيمانه بالرابط الوثيق بين الدراسة والأنشطة، فقد تعود على مشاركة المجتمع المدني بندواته واجتماعاته؛ لأنّه يؤمن بفائدتها لتهيئته للحياة المهنية، يعلّق قائلاً: «مخالطة الآخرين تطلعني على تجارب ناجحة يتحدّث فيها أصحابها عبر فيديوهات تطبيق «التيك التوك». تعوّد ريان مشاركة من يملكون المهارات العلمية والأدبية، ليتبادل معهم الأحاديث، ويستفيد من الإيضاحات وينقلها عنهم، وقد نحج في تصميم صفحة إعلامية يتابعها أكثر من مليون ونصف المليون من المعجبين.


الترفيه وحده!

نوران طارق

نوران طارق: البرامج التعليمية والتفاعلية عبر الإذاعة والتلفاز والهواتف الذكية تحقق تفاعلاً أكبر

مواد الويب ليست كفيلة وحدها بتلبية أهداف المُقررات، كما تجد نوران طارق (22 عاماً)، طالبة بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة، بل قد لا تتلاءم معها في بعض الأحيان، لذلك يُصبح من الضروري بذل الجهد من قبل الطالب، وهذا يتطلب إلماماً كاملاً بالمادة التعليمية، وبما يتضمَّنه كل درس من صور وبيانات توضيحية وأوجه نشاط تعليمية تفاعلية ونحو ذلك، فهي ترى أن البرامج التعليمية والتفاعلية عبر الإذاعة والتلفاز والهواتف الذكية تحقق تفاعلاً أكبر، وتساعد على تكوين نُظم تعليمية متكاملة تتسم بالجودة.

تتابع نوران: «عادة ما أناقش مقرراتي مع من حولي، لأنقلها إلى أرض الواقع، وأنا استخدم Google Assistant، الذي يساعدني على العثور على المعلومات عبر الإنترنت، من خلال خدمة البحث الصوتي، وتحديد المواعيد والتذكير بها، إضافة إلى التَّرجمة اللَّحظيَّة للكلمات من لُغات مختلفة، وما إلى ذلك، وأعتمد على Siri المُساعِدة الافتراضيَة الشهيرة من Apple، فهي تتَّكيُّف مع عمليّات البحث الخاصَّة بنا عبر الإنترنت بهدف توفير المعلومات، كما أعتمد أيضاً تطبيق Cortana الذي يقوم بالبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وتحديث جدولنا الزمنيّ». الترفيه وحده، هو ما يبعد نوران عن الملل أثناء الدراسة، من خلال تكوين صداقات عبر الإنترنت من متخصصين في الإعلام لاكتساب مهارة انتقاء المعلومات والبيانات، تعلّق قائلة: «أنا دائماً في حوار افتراضي مع أصدقائي، ننقل إلى بعضنا البعض كل هو جديد في مجال تخصصنا، وهذا أمر بالغ الأهمية للتواصل الجيد».

يمكنك الاطلاع على طلابٌ وطالبات: نتمنّى أن تُضاف هذه المادة إلى المناهج