مرض باركنسون هو حالة تنكسية، وهو السبب الثاني الأكثر شيوعاً للإعاقة الحركية لدى البالغين بعد السكتات الدماغية، ويتميز بالاختفاء التدريجي لبعض الخلايا العصبية في الدماغ. العلاجات الحالية يمكن أن تحسِّن الأعراض، ولكنها لا تبطئ تقدُّم المرض، وفقاً لتعريف معهد باستور الفرنسي.
وفي دراسة علمية جديدة، تبين أن بعض الأغذية قد ترفع خطر الإصابة بمرض الباركنسون. فماذا جاء في نتائج الدراسة؟ إليك التفاصيل.
ما هي أسباب الإصابة بمرض باركنسون؟
يحدث مرض باركنسون في المقام الأول بسبب تدمير بعض الخلايا العصبية الدوبامينية في منطقة من الدماغ ضرورية للتحكم في الحركة (الدوبامين هو جزيء يتحكم في الاتصال بين الخلايا العصبية وهو ضروري للتحكم في الحركة).
لقد ثبت أن الشكل المرضي لبروتين الدماغ، ألفا سينيوكلين، قادر على إثارة ظاهرة التنكس العصبي. ومع ذلك، لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة لمرض باركنسون. يفترض المجتمع العلمي أن الأسباب مرتبطة بالعوامل الوراثية والبيئية.
الطعام يلعب دوراً في ظهور مرض باركنسون
وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في 7 مايو في مجلة علم الأعصاب؛ فإن النظام الغذائي قد يلعب دوراً في تطور المرض. لذا؛ فإن تناوُل اثنتي عشرة حصة من الأطعمة فائقة المعالجة يومياً، قد يَزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون بأكثر من الضعف.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، وبحسب "توب سانتيه"، قام الباحثون بتحليل سنوات من البيانات التي تم جمعها حول الصحة والتغذية من 43 ألف مشارك، في دراسة صحة الممرضات الأمريكيات ودراسة متابعة المهنيين الصحيين. وكان متوسط عمر الأفراد 48 عاماً، ولم يكن أيٌّ منهم مصاباً بمرض باركنسون في بداية الدراسة.
وقد أبلغ جميع المشاركين عما تناولوه من طعام كلّ بضع سنوات (وهو ما يشكل في حد ذاته قيداً كبيراً على جودة التحليلات).
تشمل الأطعمة فائقة المعالجة: المشروبات المحلاة صناعياً أو التي تحتوي على سكريات، التوابل والصلصات والدهون، الوجبات الخفيفة أو الحلويات المعبأة، الحلويات المصنوعة من الزبادي أو منتجات الألبان، الخبز والحبوب، والوجبات الخفيفة المالحة المعبأة.
أما بالنسبة لمرض باركنسون؛ فقد قام الباحثون بفحص مرحلته الأولية؛ أيْ الإشارات التي تظهر قبل سنوات، وحتى عقود، من ظهور الأعراض المميزة للمرض.
قد تهمك مطالعة باركنسون.. دراسة تؤكد أن القيام بهذا النشاط يحمي النساء منه
العلامات المبكرة لمرض باركنسون وصِلتها بالأغذية
تشمل العلامات المبكرة: آلام الجسم، والإمساك، وعلامات الاكتئاب، وتغيّرات في رؤية الألوان، وحركة العين السريعة أثناء النوم، وفقاً لمؤسسة باركنسون.
ربط الباحثون العلامات المبكرة لمرض باركنسون بالأطعمة المصنّعة، باستثناء الخبز والحبوب. وتفصيلاً، كان الأشخاص الذين تناولوا نحو 11 حصة يومية من الأطعمة فائقة التصنيع، أكثر عُرضة بنحو 2.5 مرة لتجربة ثلاث أو أكثر من العلامات المبكرة لمرض باركنسون؛ مقارنة بأولئك الذين تناولوا ثلاث حصص يومياً.
يمكن تفسير ذلك على وجه الخصوص بحقيقة أن الأطعمة فائقة المعالجة، تحتوي عموماً على كميات أقل من الألياف والبروتينات والعناصر الغذائية الدقيقة، ولكنها تحتوي أيضاً على كميات مضافة من السكر والملح والدهون المشبعة أو المتحولة.
يمكن للأطعمة شديدة المعالجة، أن تؤثر كذلك على توازن البكتيريا المعوية. وفي الوقت نفسه، يقول الباحثون إن المواد المضافة يمكن أن تَزيد الالتهاب والجذور الحرة وموت الخلايا العصبية.
الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية تبدأ من طعامك
قال الدكتور شيانغ جاو، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المتميز وعميد معهد التغذية بجامعة فودان في شنغهاي بالصين، في بيان: "أظهر بحثنا أن تناول الكثير من الأطعمة المصنّعة، مثل: المشروبات الغازية السكرية، والوجبات الخفيفة المعبأة، يمكن أن يؤدي إلى تسريع العلامات المبكرة لمرض باركنسون".
فمع حجم عينة يَزيد عن 42.800 مشارك وفترة متابعة طويلة تصل إلى 26 عاماً، تتميز هذه الدراسة ليس فقط بقوتها، ولكن أيضاً بدقتها المنهجية.
الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية تبدأ من مائدة الطعام. فالإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة، لا يُشكل عامل خطر للإصابة بالأمراض الأيضية فحسب؛ بل قد يُسرّع أيضاً من تفاقم الأمراض التنكسية العصبية وأعراضها.
الأطعمة فائقة المعالجة والمخاطر الصحية
يقوم العلماء بتحليل المخاطر المرتبطة بالإفراط في تناول الأطعمة المصنّعة بشكل منتظم. في الآونة الأخيرة، ربط تحليل تلوي لبيانات من 1.97 مليون بالغ من 20 دولة حول العالم، الاستهلاك اليومي لـ50 جراماً من اللحوم المصنّعة، بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15% على مدى العَقد التالي.
وقد ثبت أيضاً أن هذا النظام الغذائي يَزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء (IBD) وسرطان القولون والمستقيم.
ووفقاً للمعهد الوطني للصحة والطب الرياضي في فرنسا (Inserm)؛ فإن الذين يستهلكون الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة، هم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بأعراض الاكتئاب والقلق.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.