يتمنى كل أب أن يكون طفله ناجحاً، سواءً في التعلم أو في التعامل مع البيئة المحيطة به، فبالإضافة إلى توفير بيئة آمنة للطفل للتعلم منذ الصغر، عليك أيضاً توفير التحفيز لطفلك لينمو بشكل صحي فإن تنمية التحفيز الذاتي لدى الأطفال، وخاصةً فيما يتعلق بالتعلم، أشبه برحلة مليئة بالتحديات.
وفي المقابل، خلال هذه الفترة، تُعد عملية نمو الطفل وتطوره أمراً لا يجب أغفاله، مع ضرورة الاهتمام بتدريب طفلك على الثقة بنفسه حتى يكون أكثر اعتماداً على نفسه، وأقل اعتماداً على الآخرين وذلك مع تحفيز وتوجيه طفلك باستمرار وذلك لأن دور الوالدين يعد ضرورياً في زيادة التحفيز الذاتي للأطفال، وهناك وفقاً لموقع "aisingchildren" العديد من النصائح التي يمكنك تجربتها للمساعدة في تعزيز التحفيز الذاتي لدى الأطفال منذ سن مبكرة، فما هي؟
ما هو التحفيز الذاتي؟

يعد تحفيز الطفل عملية تشجيعية تهدف إلى تطوير مهارات الطفل وقدراته واكتساب سلوكيات إيجابية، من خلال توفير بيئة داعمة ومشجعة للطفل، وتقديم الدعم والتشجيع المستمر له، وربط الأهداف والقيم الداخلية لديه، وللوالدين دورٌ رئيسي في تربية أبنائهم، سواءً في بناء شخصيتهم أو في تحصيلهم الأكاديمي من خلال حثهم على التعلم أو في تطوير أنفسهم باستمرار.
ربما تودين التعرف إلى كيف تحفزين طفلك على التعلم الذاتي؟
أهمية التحفيز الذاتي للأطفال
يُعدّ التحفيز أمراً بالغ الأهمية، ليس للكبار فحسب، بل للأطفال أيضاً فإن توفير التحفيز للأطفال في سن مبكرة يُساعدهم على تحمل المزيد من المسؤولية والاستمتاع بالتعلم الإبداعي طوال حياتهم.
من ناحية أخرى، عندما يفتقر طفلك الصغير إلى التحفيز أو حتى يتراجع، فقد يجعله ذلك أكثر انطوائيةً ويؤثر على سلوكه ونفسيته.
طرق لتحفيز الأطفال ذاتياً
يمكن للآباء تعزيز دافعية أطفالهم للتعلم وتطوير ذاتهم بطرق عديدة، إليك بعض الطرق الفعالة لتعزيز دافعية الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
تشجيع طفلك على تحقيق أهدافه
عادةً ما يكون الأطفال متحمسين للعمل نحو تحقيق أهدافهم، وفي المقابل قد يتضاءل حماسهم عندما تكون المهام الموكلة إليهم سهلة أو صعبة جداً، ومن الأفضل محاولة تكييف التحديات مع قدراتهم، ثم تقديم ملاحظات حول أدائهم.
تخلق هذه التحديات شعوراً بالإنجاز عندما يتغلب الأطفال بنجاح على صعوبات التعلم، مما يزيد بدوره من دافعيتهم لمواصلة الدراسة بجد، فإن المساعدة في تهيئة بيئة تعليمية محفزة وداعمة ستشجع الأطفال على الدراسة بجد لأنهم يشعرون بالحماس لتحقيق نتائج أفضل.
رسم صورة واضحة للهدف
ثاني نصيحة لتنمية دافعية طفلك الذاتية هي مساعدته على تحديد أهدافه التي يرغب في تحقيقها ورسم صورة واضحة لها، وهي الطريقة الأكثر فعالية لتشجيعه.
لذا حاولي تبادل الأفكار مع طفلك لمعرفة اهتماماته ونقاط قوته وضعفه، وما هي تطلعاته المستقبلية، ويمكنك كتابة قائمة بالأهداف على سبورة بيضاء لتذكيره بأن لديه أهدافاً كبيرة، وسيزيد هذا من حماسه تدريجياً.
تعزيز الثقة بالنفس والاستكشاف
تعد من الطرق الأخرى لزيادة دافعية طفلك وتنمية ثقته بنفسه هي توفير فرص الاستكشاف المختلفة والتي تساعد على نموه وتطوره، ولأن الأطفال يحبون اللعب، لذا فإن أسهل طريقة هي تعزيز مهارات الاستكشاف من خلال اللعب، فعندما يشعر الأطفال بالثقة والشجاعة لاستكشاف أشياء جديدة، يزداد لديهم الدافع للدراسة بجد وذلك دون أن يدركوا، ويمكن للعب أن يمنحهم تجارب جديدة، ويقوي الروابط الاجتماعية لديهم.
تقبل الفشل

يصعب على الأطفال تقبل الفشل بسبب اجتهادهم، فقد يبدو الطفل كئيباً أو صامتاً لأنه من الصعب عليه التعبير عن مشاعر خيبة الأمل، ويمكنكِ طمأنته بأنه لا بأس إن أراد التعبير عن مشاعره، فهناك أنواع مختلفة من المشاعر تتراوح بين السعادة والحزن والغضب وخيبة الأمل، بمجرد أن يتمكن الطفل من التعبير عن مشاعره، اشرحي له أنه لا داعي للخوف من الفشل، فالأهم هو مدى نجاحه في بذل الجهد من البداية إلى النهاية.
لذا، عندما يفشل طفلك، لا تقولي له فوراً أشياءَ تُحبطه أو تشعره بالحزن، أو حتى تُقارنيه بأطفال آخرين، ولكن يجب عليك الاستمرار في دعم طفلك خلال عملية التعلم حتى ينجح.
تقديم مكافآت تُعزز دافعية الأطفال
يُعدّ تقديم المكافآت أو الهدايا إحدى طرق تنمية تحفيزهم الداخلي، ومن خلال تقدير كل تعلم يُنجزونه سيزداد حماس الأطفال لتحقيق المزيد من الأهداف، لذا يجب التركيز على الجهد وليس النتيجة فإن تقدير رحلة طفلك وجهوده في تحقيق أهدافه التعليمية يُحفّزه بشكل كبير على مواصلة المحاولة، ويحفزه في النهاية على الدراسة والاعتراف به وبمجهوده.
تذكري أن المكافأة لا تقتصر دائماً على الماديات، فهناك بعض الأمور البسيطة التي يمكنك القيام بها كنوع من التقدير، مثل العناق أو القبلة أو الإطراء على ما فعله طفلك.
كما لا تنسَي أن تخبريه عن سبب استحقاقه للمكافأة، بهذه الطريقة، سيعرف طفلك أنه قام بعمل جيد وأنك معجبة به.
دعيهم يختارون أهدافهم
يميل الأطفال إلى أن يكونوا أكثر تحفيزاً عندما يختارون السعي وراء أهدافهم، فعندما يتحكم الأطفال بأهدافهم، يشعرون بحماس أكبر وانخراط أكبر في عملية التعلم؛ لذا يجب منح الأطفال حرية التحكم وبيئة تعليمية آمنة، من خلال منح الأطفال الفرصة لوضع الأهداف وكيفية تحقيقها.
ربما تودين التعرف إلى أساليب كثيرة لدعم الطفل نفسياً... كم تمتلكين منها؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.