mena-gmtdmp

أسرار التوازن بين الدراسة والعمل والحياة

التوزان  بين العمل و الحياة
التوزان بين العمل و الحياة

نعيش حياة سريعة، أكبر طموحاتنا فيها أن نُنهي مهامنا اليومية، لا سيما الشباب الذين يتعرضون لمصادر متعددة للإلهاء، ومن هنا تصبح الموازنة بين الدراسة والعمل والحياة مهمة صعبة تحتاج لمزيد من التركيز والتنظيم.
السوشيال ميديا توهمنا بأن هناك توازناً مثالياً في الحياة، لكن الخبراء يحذرون من أن هذا المفهوم قد يكون مضللاً في بعض الأحيان. في هذا التقرير، نستعرض رؤى حديثة من خبراء عالميين؛ لنكتشف كيف يمكن للتوازن أن يتحول من هدف ضاغط إلى أسلوب حياة مستدام.

إعداد: إيمان محمد

ما هو التوازن الحقيقي؟

قبل أن نتحدث عن كيفية التوازن بين الدراسة والعمل والحياة لدى الشباب، يجب أولاً أن نتفهم المعنى الحقيقي لمفهوم التوازن، بحسب ما ورد في مقال مجلة Time، فإن القلق الزائد حول فكرة تحقيق التوازن المثالي بين العمل والحياة والدراسة، قد يتحول إلى فخ نفسي. فبدلاً من أن نُشعر أنفسنا بالرضا، يصبح الأمر وكأننا نحاكم أنفسنا يومياً؛ لأننا لم نتمكن من تقسيم الوقت بالمفهوم الرياضي بين المهام المختلفة.
ويشير التقرير السابق وفقاً لخبراء إلى أن المشكلة ليست في العمل أو في الحياة نفسها، بل في فكرة أن هناك توازناً معيناً يجب أن نصل إليه. هذا المعيار المجهول، الذي يختلف من شخص لآخر، يضغط على الأفراد؛ ليتصرفوا وكأنهم روبوتات تسير وفق جدول مثالي دائم، وهو أمر غير واقعي في ظل التغيرات المستمرة التي تفرضها الحياة.

التكامل أفضل من التوازن

واستكمالاً لما نصح به التقرير السابق، فإن الأفضل أن نسعى نحو التكامل وليس التوازن، ما يعني أن تتكامل مهام الحياة معاً وفقاً لأولويات كل مرحلة عمرية.
على سبيل المثال، يمكن لطالبة جامعية أن تستغل وقت تنقلها في الحافلة للاستماع إلى محاضرة مسجلة، أو أن ينجز موظف شاب مهامه الدراسية بعد ساعات العمل باستخدام تطبيقات ذكية. المفتاح هو البحث عن طرق تُمكننا من دمج المهام بطريقة تتماشى مع أولوياتنا.

يجب عليك تحقيق التوازن في كل شيء في الحياة لتحقيق النجاح-المصدرfreepik


التوازن هدف متغير

في مقال مجلة Harvard Business Review يشير الباحثون إلى أن التوازن لا يتحقق مرة واحدة إلى الأبد، بل هو دورة مستمرة ومتغيرة، تبدأ بمرحلة مراجعة الذات، تليها إعادة ترتيب الأولويات، ثم اتخاذ خطوات تصحيحية قبل العودة من جديد إلى التقييم.
هذه الدورة تتغير بحسب أولويات الحياة؛ لأن الشباب لا يسعون نحو هدف ثابت؛ حتى يتمثل التوازن في مسار واحد، فظروف الحياة تختلف بين فترة وأخرى، وبالتالي لا يمكن اعتماد جدول ثابت للتوازن، بل يجب إعادة تكييفه باستمرار.

خطوات عملية لبناء توازن بين الدراسة والعمل والحياة

وفقاً لما ورد في المقال السابق، هناك عدة خطوات يمكن أن يتبعها الشاب أو الفتاة لتحقيق توازن على نحو أكثر واقعية ومرونة:


ابدأ بالملاحظة الذاتية

راقب سلوكك اليومي دون أحكام/ متى تشعر بالإرهاق؟ ما الأوقات التي تكون فيها أكثر إنتاجية؟ هذا سيساعدك على تحديد مناطق الضغط، وأوقات الفراغ ثم يتم توزيع المهام والأهداف بشكل صحيح.

أعِدْ ترتيب أولوياتك

هل تحتاج فعلاً إلى أن تكون ممتازاً في كل شيء دفعة واحدة؟ أم أن النجاح في مجال واحد الآن قد يكون له أثر إيجابي على المجالات الأخرى لاحقاً؟. وهنا تكمن أهمية ترتيب الأولويات؛ لأن الوقت يجب أن يتم توزيعه بترتيب الخطة الشخصية والأهداف، كما أنه ليست جميع الأولويات تستهلك نفس الوقت، بينما هو أمر نسبي.
تدرب على 7 مهارات ناعمة يجب أن تطورها لتترقى في وظيفتك

اطلبْ المساعدة عند الحاجة

في أوقات ستشعر بالضغط، لا سيما في مرحلة الشباب؛ حيث يشعر الشخص أنه يريد كل شيء والوقت لا يسمح بذلك، لذا، اطلب المساعدة سواء من زملاء العمل، أو من العائلة، لا تخجل من الاعتراف بأنك لا تستطيع فعل كل شيء وحدك.

حددْ وقتاً للانفصال

خصص وقتاً يومياً للراحة بعيداً عن المهام الذهنية أو الأجهزة الإلكترونية. حتى 20 دقيقة من التأمل أو المشي، قد تُحدث فرقاً كبيراً في استقرارك النفسي.

الانفصال عن الحياة
خصص وقتاً يومياً للراحة بعيداً عن المهام الذهنية أو الأجهزة الإلكترونية

التوازن لا يعني المثالية

من المهم أن نتذكر أن التوازن لا يعني المثالية. فهناك أيام ستكون فيها الدراسة هي الأولوية المطلقة، وأخرى تنشغل فيها العائلة بكل التفاصيل، وربما أيام تضطر فيها لتأجيل المهام الشخصية بسبب ضغط العمل. وهذا طبيعي.
بل إن الأبحاث تؤكد أن الذين يقبلون بعدم الكمال في تنظيم حياتهم هم الأكثر قدرة على التكيف والنجاح على المدى الطويل؛ لأنهم لا ينهارون حين يختل الجدول، بل يعيدون التعديل ويواصلون.