mena-gmtdmp

تحديات يمر بها جسد المرأة.. ونصائح للتحكم بها

صورة مراحل تحديات المرأة
تحديات يمر بها جسد المرأة.. ونصائح للتحكم بها

انقطاع الطمث عملية طبيعية تحدث لكل امرأة مع اقتراب الدورة الشهرية من نهاية حدوثها، وتمثل نهاية سنين الإنجاب للمرأة؛ حيث إن النساء تولد بكل بويضاتهن عند الولادة، فعندما تتوقف المبايض عن التبويض، تنتهي الدورة الشهرية. عادة، يتم تشخيص انقطاع الطمث بعد مرور 12 شهراً دون حدوث دورة شهرية، ويحدث في العادة بين سن 48 إلى 51.

د. شهد محمود


لكن كيف يمكن للمرأة أن تعتني بصحتها الإنجابية بشكل وقائي، ومتى يجب أن تبدأ المتابعة الدورية مع الطبيب؟ د. شهد محمود، استشاري أمراض النساء والتوليد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي، تشرح للقارئات عن الفترات التي يمر بها جسد المرأة، وطرق الوقاية من الأمراض بالفحوصات الدورية؛ حيث تجيب عن أسئلة "سيدتي".

تحديات يمر بها جسد المرأة

ما أبرز التحديات الصحية التي تواجه النساء في مراحل مختلفة من حياتهن، بدءاً من سن الإنجاب، وحتى ما بعد انقطاع الطمث؟

تمرّ المرأة بعدة مراحل صحية مرتبطة بتغيرات هرمونية وجسدية، ولكل مرحلة تحدياتها الخاصة:

  • سن البلوغ: تبدأ التغيرات الجسدية والهرمونية، التي تهيئ الجسم للدورة الشهرية والخصوبة، وتصاحبها أحياناً اضطرابات مزاجية أو مشاكل في انتظام الدورة.
  • سنّ الإنجاب: تظهر فيها مشاكل شائعة مثل اضطرابات الدورة الشهرية، تكيس المبايض، تأخر الحمل، الحمل عالي الخطورة، أو الإصابة بالأمراض المنقولة، كما يُعتبر تجميد البويضات خياراً متاحاً ومفيداً للنساء الراغبات في تأجيل الحمل مع الحفاظ على خصوبتهن مستقبلاً.
  • ما قبل انقطاع الطمث: تتراجع وظيفة المبايض تدريجياً، ما يؤدي إلى أعراض مثل اضطراب الدورة الشهرية، الهبات الساخنة، تقلب المزاج، واضطرابات النوم، مع بداية فقدان كثافة العظام.
  • ما بعد انقطاع الطمث: تنخفض مستويات الهرمونات بشكل كبير، مما يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام، أمراض القلب، مشاكل في الذاكرة، الجفاف، وتغيرات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.

خطوات العناية بالصحة الإنجابية

للحفاظ على صحة إنجابية جيدة، من المهم البدء بالمتابعة الطبية مبكراً

كيف يمكن للمرأة أن تعتني بصحتها الإنجابية بشكل وقائي، ومتى يجب أن تبدأ المتابعة الدورية مع الطبيب؟

للحفاظ على صحة إنجابية جيدة، من المهم البدء بالمتابعة الطبية مبكراً، حتى في غياب الأعراض.
يُنصح بزيارة طبيب النساء بعد سن البلوغ، أو عند بدء النشاط الجسدي، مع إجراء الفحوصات الدورية للمرأة كل سنة أو حسب الحاجة.
تشمل خطوات العناية بالصحة الإنجابية:

  • تثقيف المرأة حول صحتها الإنجابية
  • النظافة الشخصية والمتابعة المنتظمة للدورة الشهرية
  • تبني نمط حياة صحي ومتوازن، يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني والنوم الجيد.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب لإجراء الفحوصات واللقاحات اللازمة مثل فحص عنق الرحم وفحص الثدي ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
  • الاستعداد المبكر للحمل من خلال زيارة الطبيب للتأكد من الجاهزية الصحية، مع الاستمرار في المتابعة الطبية للتأكد من الجاهزية الصحية، ومناقشة الوقت الأنسب للحمل بناءً على ظروف المرأة الصحية والنفسية، مع الاستمرار في المتابعة الطبية خلال الحمل وبعد الحمل.
  • تنظيم الأسرة واختيار الوسيلة المناسبة بناءً على أسلوب حياة المرأة واحتياجاتها، مع المتابعة المنتظمة للفحوصات الجسدية والنفسية.

أثر التوعية الصحية

ما الدور الذي تلعبه التوعية الصحية في تمكين المرأة من اتخاذ قرارات أفضل بشأن صحتها؟

التوعية الصحية تمثل حجر الأساس في تعزيز صحة المرأة وتمكينها من فهم جسدها والتصرف بوعي تجاه التغيرات التي تمر بها:

  • الفهم المبكر للجهاز التناسلي، الدورة الشهرية، والهرمونات يساعد المرأة على التعرف إلى ما هو طبيعي، وما يستدعي المراجعة الطبية.
  • التوعية المبنية على مصادر علمية دقيقة، تساعد المرأة على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن صحتها، الحمل، تنظيم الأسرة، الوقاية من الأمراض، أو حتى الخيارات الحديثة مثل تجميد البويضات.
  • عندما تفهم المرأة جسدها ومراحله، تصبح أكثر شجاعة واطمئناناً في التعامل مع هذه التغيرات، وتكون قادرة على طلب المساعدة والرعاية المناسبة في الوقت المناسب.

فحوصات دورية

توجد فحوصات دورية أساسية تُنصح بها النساء في كل مرحلة عمرية

ما الفحوصات الدورية الأساسية التي تُنصح بها النساء في كل مرحلة عمرية؟

الفحوصات تختلف حسب المرحلة العمرية والاحتياجات الصحية، لكنها أساسية للكشف المبكر عن المشاكل وتفادي المضاعفات:
من سن البلوغ حتى بداية العشرينات:

من عمر 18 فما فوق:

  • الفحوصات المشتركة ضمن برنامج (افحص) مثل قياس الدهون، وسكر الدم، وضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، وصحة الفم والأسنان، والصحة النفسية.

من عمر 21 إلى 39 سنة:

  • مسحة عنق الرحم (Pap smear) كل 3 سنوات
  • فحص الثدي الذاتي شهرياً، والفحص السريري سنوياً.
  • فحص للأمراض المنقولة حسب الحاجة.
  • تقييم حالة الرحم والمبايض بالتصوير وحالة الهرمونات حسب الحاجة

من عمر 40 إلى 49 سنة:

  • تصوير الثدي (ماموغرام) كل سنة أو سنتين حسب التاريخ العائلي.
  • فحص سكر الدم، الكولسترول، وضغط الدم.

من عمر 50 وما فوق:

  • فحص هشاشة العظام (DEXA scan).
  • استمرار تصوير الثدي وفحص القولون.
  • فحص وظائف الغدة الدرقية والذاكرة عند الحاجة

تعرفي أيضاً إلى أهم فحوصات الشهر الثاني من الحمل وتفاصيل تهمك

أثر الهرمونات على الصحة النفسية

أثر الهرمونات على الصحة النفسية

كيف تؤثر الهرمونات على صحة المرأة النفسية والجسدية خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وبعده؟

التغيرات الهرمونية في هذه المرحلة تلعب دوراً كبيراً في الصحة العامة، وتؤثر على عدة جوانب:
نفسياً: قد تعاني المرأة من تقلب المزاج، العصبية، القلق، أو نوبات من الاكتئاب نتيجة انخفاض هرموني الأستروجين والبروجسترون
جسدياً: تظهر أعراض مثل الهبات الساخنة، اضطراب النوم، الإرهاق العام، زيادة الوزن، أو ضعف في التركيز، أو التحكم في البول
في العلاقة الزوجية: قد يحدث جفاف أو انخفاض في الرغبة، ما يؤثر على العلاقة الزوجية وجودة الحياة.
التعامل مع هذه الأعراض مبكراً عبر التوعية والعلاج المناسب، يُخفف من حدتها، ويمنح المرأة شعوراً أفضل بالسيطرة، ويساعد في تحديد أمراض قد لا تصاحبها أعراض وعلاجها أو الوقاية من مشاكلها.

طرق العلاج في مرحلة انقطاع الطمث

الدعم النفسي والسلوكي

ما أحدث طرق العلاج والرعاية المقدمة للنساء خلال مرحلة انقطاع الطمث؟

الرعاية أصبحت شاملة ومتكاملة وتشمل:
العلاج الهرموني التعويضي:(HRT) يُستخدم لتخفيف الأعراض المزعجة مثل الهبات الساخنة، ويُقرّر استخدامه بناءً على حالة كل امرأة.
العلاجات البديلة: مثل المكملات الغذائية، والأعشاب الطبيعية تحت إشراف طبي، وخاصة للنساء اللواتي لا يناسبهن العلاج الهرموني.
الدعم النفسي والسلوكي: جلسات استشارة فردية أو جماعية تساعد المرأة على التكيّف مع التغيرات الجسدية والنفسية. وعلاجات مساعدة حسب الحاجة. الاهتمام بالتغذية الصحية والرياضة وتغيير نمط الحياة للأفضل
برامج متخصصة: بعض العيادات تقدّم برامج خاصة لصحة المرأة بعد الأربعين، تشمل التثقيف، الرياضة، والغذاء العلاجي، وأنشطة مختلفة تساعد المرأة على مواصلة العطاء

النظام الغذائي في سن اليأس

كيف يساهم النظام الغذائي والنشاط البدني في التخفيف من أعراض سن اليأس؟

النظام الغذائي السليم والرياضة لهما تأثير مباشر في تحسين جودة الحياة خلال هذه المرحلة:

  • التغذية: التركيز على الكالسيوم، وفيتامين D، والبروتين، والألياف، والخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، والتقليل من الكافيين، والسكر، والدهون المشبعة.
  • شرب الماء بكميات كافية.
  • النشاط البدني: يساعد على تقوية العظام والعضلات، والمفاصل وتحسين المزاج، والنوم.
  • يُنصح بالمشي، اليوغا، أو التمارين الرياضية المناسبة للمرأة بانتظام.
  • الاهتمام بهذه العوامل يُقلل بشكل كبير من الأعراض، ويُحسن الصحة النفسية والجسدية.

نصائح لنمط حياة متوازن

تناول غذاء متوازن غني بالخضروات

ما النصائح التي تقدمونها للنساء؛ للحفاظ على نمط حياة صحي متوازن؟

الحفاظ على نمط حياة صحي لا يحتاج إلى تغييرات كبيرة، بل إلى التزام مستمر بالعادات اليومية الجيدة، منها:
تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والبروتين والكالسيوم.
ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت مشياً لمدة 30 دقيقة يومياً.
الحصول على قسط كافٍ من النوم (6-8 ساعات).
تجنب التدخين، تقليل الكافيين، ومراقبة الوزن.
المتابعة الدورية مع الطبيب؛ حتى في حال عدم وجود أعراض، الاهتمام والمتابعة وتلقي المعلومات للتوعية الصحية من مصادر موثوقة.

دعم المرأة

كيف يمكن دعم المرأة نفسياً خلال الفترات الحساسة كالحمل، ما بعد الولادة، أو انقطاع الطمث؟

الدعم النفسي للحامل مهم جداً في هذه الفترات الانتقالية، ويُشكّل فرقاً كبيراً في تجنّب الاضطرابات، الدعم يجب أن يكون من جانب شريك الحياة الزوج والأسرة أيضاً، وننصح بشمول التوعية الصحية لكل الأسرة؛ حتى يتفهموا الحالات المتعددة التي تمر بحياة المرأة ومساندتها ودعمها؛ حتى تعم الفائدة على الأسرة بأكملها.
الحمل وما بعد الولادة:

  • توفير بيئة داعمة من الأسرة والشريك.
  • الاهتمام بالنوم، التغذية، وتوزيع الأدوار في رعاية المولود.
  • طلب المساعدة الطبية عند الشعور بالحزن أو القلق الشديد.

مرحلة انقطاع الطمث:

  • تشجيع المرأة على التعبير عن مشاعرها.
  • الاشتراك في نشاطات تساعد على عكس الاهتمام في جوانب مفيدة من الحياة. الدعم من الأصدقاء والمجتمع يخفف الشعور بالعزلة.
  • الاستفادة من مجموعات الدعم أو الاستشارات المتخصصة


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.