mena-gmtdmp

هل هناك علاقة بين الشخير المتكرر والمشاكل السلوكية للطفل والمراهق؟

صورة لطفلة نائمة
انتبهي: الشخير المتكرر يؤثر في سلوكيات الطفل
نعم! كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند الأمريكية، أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الشخير المتكرر "ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع" أكثر عُرضة للإصابة بمشاكل سلوكية مثل: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وخرق القواعد والعدوانية، والفشل الاجتماعي، على الرغم من أنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية، وسلوكياتهم ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ.
للتعرف إلى الأسباب بالتفصيل كان اللقاء والدكتور سعيدالألفي أستاذ الأمراض النفسية والعصبية؛ لتوضيح العلاقة بين الشخير المتكرر ومشاكل الطفل والمراهق السلوكية، مع شرح لأسباب الشخير وطرق العلاج.

الشخير وتأثيره في النوم

طفلة تُعاني من شخير أختها

الشخير هو صوت يصدر عن اهتزاز الأنسجة الرخوة في مجرى الهواء بالجزء العلوي أثناء النوم عندما يرتاح الجسم؛ حيث ترتخي عضلات الحلق واللسان واللهاة؛ ما قد يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء جزئياً أو كلياً، وبالتالي حدوث الشخير.
الشخير المستمر قد يؤدي إلى قلة النوم أو توقف التنفس أثناء النوم، ما يؤثر في وظائف الدماغ -الانتباه والتركيز والذاكرة والسلوكيات.

أسباب شخير الأطفال وتأثيراته السلبية هل تودين التعرف إلى طرق للتعامل معه؟

ما أسباب الشخير؟

طفلة تُعالج انسداد المجرى الهوائي بالأنف

انسداد المجرى الهوائي
يمكن أن يحدث الشخير بسبب انسداد في الأنف أو الحلق، نتيجة للزكام، الحساسية، أو التهاب اللوزتين، والذين يعانون من انسداد مزمن قد يكونون أكثر عُرضة للشخير.
تشوهات هيكلية
بعض الأطفال والمراهقين قد يعانون من تشوهات في الأنف أو الحلق؛ مثل انحراف الحاجز الأنفي؛ ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس أثناء النوم، هذه التشوهات يمكن أن تعوق تدفق الهواء وتسبب الشخير.
السمنة
زيادة الوزن يمكن أن تزيد من كمية الأنسجة في منطقة الحلق؛ ما يعوق مجرى الهواء، والأطفال والمراهقون الذين يعانون من السمنة، أكثر عُرضة لمشاكل النوم مثل الشخير.
التهاب الجيوب الأنفية
يُعَدُّ التهاب الجيوب الأنفية سبباً شائعاً آخر للشخير؛ حيث يمكن أن يسبب انسداداً في مجرى الهواء؛ ما يجعل التنفس صعباً أثناء النوم.
النوم على الظهر
قد يتسبب النوم على الظهر في انسداد مجرى الهواء بشكل أكبر؛ ما يزيد من فرص الشخير، في هذه الهيئة، يمكن أن يتراجع اللسان والأنسجة الرخوة في الحلق إلى الوراء؛ ما يسد مجرى الهواء.
عوامل وراثية
وقد تلعب الوراثة دوراً في زيادة احتمالية الشخير؛ إذا كان أحد الوالدين يعاني من الشخير، فقد يكون أطفاله أكثر عُرضة لهذا العرض.
غالباً ما تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط، وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

نصائح للآباء:

مراهق نائم
  • إذا كان طفلك يشخر بانتظام؛ فمن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم حالته واستبعاد أي مشاكل صحية كامنة.
  • تشجيع المراهق على الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام، مع تجنب التدخين أو الوجود بأماكن المدخنين.
  • يمكن تغيير هيئة النوم، وإذا كانت هناك أي مشكلة صحية أساسية مثل تضخم اللوزتين، تجب معالجتها.

5 آثار للشخير على السلوك

تكرار الشخير يسبب اضطراب النوم

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن الأطفال أو المراهقين الذي يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عُرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين.
وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.
ولكن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، ولم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، ولم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير.

اضطراب النوم

طفل نائم

وبالتالي عندما يعاني المراهق من الشخير المتكرر وانقطاع التنفس أثناء النوم، فإنه لا يحصل على قسط كافٍ من النوم العميق، والمريح، وهذا النقص في النوم يؤثر في وظائف الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف، والسلوك، والانتباه للطفل والمراهق معاً.

فرط النشاط والتهيج

نقص النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات هرمونات التوتر؛ ما يجعل المراهق أكثر عُرضة للتهيج، والاندفاع، وفرط النشاط، وبالتالي قد يجد المراهق صعوبة في التحكم في سلوكه، ويكون أكثر عُرضة للانفعالات الغاضبة.

صعوبة التركيز والأداء الدراسي

قلة النوم تؤثر أيضاً في القدرات المعرفية؛ ما يجعل الطفل أو المراهق يعاني من صعوبة في التركيز، والانتباه، والاحتفاظ بالمعلومات، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً في أدائه الدراسي وقدرته على التعلم.

المشاكل العاطفية والاجتماعية

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المراهقون الذين يعانون من الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم من مشاكل عاطفية واجتماعية، مثل تدني احترام الذات، والقلق، والاكتئاب.

علاج الشخير

  • ضرورة متابعة عَرَض الشخير باهتمام، وفي حالة ارتباط العَرَض بمشاكل سلوكية، يجب عرض الطفل والمراهق على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.
  • إزالة اللوزتين واللحمية، أو استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر أو فقدان الوزن، أو تعديل هيئة النوم.
  • استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد السبب ووضع العلاج المناسب، إذا كانت المعاناة من الشخير أمراً يتكرر، خاصة إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى مثل النعاس أثناء النهار، وصعوبة التنفس أثناء النوم.
  • يحتاج الطفل أو المراهق إلى دعم نفسي لمساعدته على التأقلم مع المشاكل السلوكية والعاطفية الناتجة عن اضطراب النوم.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.