نجحت المرأة الإماراتية في تسطير إنجازات واضحة متصدرة المشهد في مسيرة التنمية، لتواصل كتابة قصص جديدة من التميز، تؤكد خلالها حضورها القيادي في المشهد الاقتصادي المحلي والعالمي، بعد أن أصبحت من أبرز صناع التغيير في مختلف القطاعات الحيوية، بداية من ريادة الأعمال التقليدية وصولا إلى الصناعات المستقبلية والتقنيات المتقدمة.
ومع زيادة عدد المشاريع التي تقودها رائدات أعمال إماراتيات في قطاعات مثل الاستدامة، والتكنولوجيا، والضيافة، والأزياء، والصناعات الغذائية، أصبحت قصص النجاح النسائية الإماراتية مصدر إلهام محلي ودولي، تعكس رؤية دولة الإمارات في تمكين المرأة كعنصر محوري في التنمية المستدامة للـ50 عامًا المقبلة.
ومن ضمن المبادرات الوطنية الطموحة التي كان لها أثرًا إيجابيًا في إيجاد بيئة ممكنة لرائدات الأعمال، برامج التوازن بين الجنسين، وخطط التمكين الاقتصادي، والمشاريع الاتحادية والمحلية الداعمة لريادة الأعمال النسائية، ومبادرات الامتياز التجاري "الفرانشايز"، والتي ساهمت بالفعل في دخولهن مجالات جديدة وتوسيع نطاق حضورهن ليشمل الأسواق الإقليمية والعالمية.
المرأة الإماراتية رائدة اقتصادية
حسب ما ذكر في وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أوضحت بدرية الميدور، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الاقتصاد والسياحة، حرص الوزارة في خلق بيئة أعمال تنافسية محفزة لسيدات ورائدات الأعمال الإماراتيات، وذلك من خلال تطوير المبادرات والمشاريع الداعمة لتمكين المرأة اقتصادياً، ومن ضمنها برنامج "الاستعداد للاستثمار"، الذي يسعى إلى نمو أعمال الشركات الناشئة المملوكة للسيدات، و"مجلس ريادة" الهادف إلى توفير مساحة حوارية فعّالة لتعزيز مساهمة المرأة في مجالات ريادة الأعمال.
بدورها سلطت "الميدور" الضوء على الدور الإيجابي للبرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي ساهم منذ انطلاقه خلال عام 2022، والذي تمثل في دعم وتمكين مشاريع رائدات الإعمال، كاشفة عدد الإماراتيات المستفيدات من المشاريع والذي بلغ عددهن حتى الآن 2432 رائدة أعمال إماراتية.
وتواصل المرأة الإماراتية الحضور في عدة مجالات منها السياحة والضيافة والنقل والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والعقارات والصحة والرياضة وتجارة التجزئة والخدمات المالية والتعليمية، وبدورها تتولى وزارة الاقتصاد والسياحة مهمة تشجيع المرأة على تأسيس مشاريع جديدة ومتنوعة لا سيما تلك التي تقوم على التكنولوجيا والابتكار والإبداع والتقنيات الحديثة، لتعزيز بناء اقتصاد معرفي تنافسي يرتكز على الكفاءات والمشاريع الريادية الوطنية ذات القيمة المضافة.
كما أثبتت المرأة الإماراتية حضورها القوي اقتصاديًا وإسهامها في تحقيق إنجازات نوعية شاهد عليها اقتصاد إمارة أبوظبي، بفضل رؤية القيادة الرشيدة وجهودها المتواصلة في تمكين المرأة وتوفير الظروف كافة لتفعيل دورها في بناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام وقائم على المعرفة، وهو ما أكدت عليه نور التميمي، رئيس رابطة الإمارات للفرانشايز، عضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، وعضو مجلس سيدات أعمال أبوظبي.
وقالت التميمي: "إن رابطة الإمارات للفرانشايز، تؤكد التزامها الراسخ بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في اقتصاد الصقر، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة في عام المجتمع 2025، إذ تعمل حالياً على تطوير مبادرات وبرامج نوعية سيتم الإعلان عنها قريبا لتمكين المرأة الإماراتية وتعزيز حضورها في قطاع الفرانشايز، بما يتيح لها فرصاً أكبر للمساهمة في الاقتصاد الوطني مستقبلاً".
تدريب رائدات الأعمال الإماراتيات
أكدت بهية الحوسني، مدير عام مركز الاستدامة الخضراء للتدريب ورائدة أعمال إماراتية في القطاع الزراعي، على أن تمكين المرأة الإماراتية في القطاعات الحيوية بات واقعا ملموسا، مشيرة إلى دورها في تأسيس المركز والهادف إلى تطوير المهارات البيئية والتكنولوجية، بما يتماشى مع الأجندة الوطنية للاستدامة.
وركزت خلال حديثها على ما قدمه المركز والذي ساهم في استقطاب أكثر من 1000 متدرب من مختلف الجنسيات عبر البرامج الافتراضية منذ تأسيسه، فيما استقبلت البرامج الحضورية نحو 500 متدرب، مشيرة إلى عدد من البرامج يعمل عليها المركز، منها برنامج ريادة الأعمال الخضراء، وبرنامج التميز البيئي، والتثقيف والإرشاد البيئي.
ووجهت شكرها وتقديرها للدعم المقدم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الاستشارات المستمرة وبرامج التدريب المتاحة للملتحقين، لافتة إلى دورها كرائدة أعمال في قطاع الزراعة وسعيها لإطلاق مشروع "جرين" الذي لا يزال طور الدراسة وأخذ الموافقات اللازمة من الجهات المعنية، واستعرضت في نقاط أهداف المشروع التي تمثلت في تحويل المناطق الصحراوية إلى مسطحات خضراء، استنادًا على 3 محاور رئيسية وهي التخضير، وحماية البيئة من الانبعاثات الكربونية، وتغيير درجات الحرارة والرطوبة.
تجارب إماراتية ناجحة
بدورها شاركت استعرضت ميرة النقبي، رائدة أعمال إماراتية في قطاع الضيافة، تجربتها كشيف إماراتية والتي أثمرت عن افتتاح عدة مطاعم وأعمال تختص بتطوير النكهة الإماراتية وإيصالها إلى العالمية، وتحدثت عن حضورها في المحافل الدولية والعالمية داخل وخارج الإمارات.
من جانبها سلطت سامية بوعزة، الرئيس التنفيذي والمديرة العامة لمجموعة ملتيبلاي، الضوء على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات لدعم وتمكين المرأة من تولي أدوار قيادية والمساهمة في تنوّع بيئات العمل، مشيرة إلى أن “مجموعة ملتيبلاي"، تعد أحد أبرز النماذج لمساهمة النساء بدور محوري في رسم ملامح النمو والتحوّل في قطاعات الأعمال.
من جهتها قالت فاطمة أشكناني، رئيسة الشؤون المؤسسية لدى "خزنة داتا سنتر"، إماراتية تعمل في مجال التكنولوجيا، أنها شهدت كيف تدعم دولة الإمارات كوادرها النسائية من المواطنات، في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وعن يوم المرأة الإماراتية، أشارت آمنة الزعابي، محلل أول، إدارة التصميم في مدينة مصدر، إلى أن يوم المرأة الإماراتية مناسبة للاحتفاء بالإنجازات الاستثنائية للمرأة الإماراتية التي تسهم برؤيتها ومرونتها وابتكارها في رسم ملامح مستقبل الوطن.
تابعي أيضا إبداعات المرأة الإماراتية في الأدب والفنون
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس