تظل مدينة فينيسيا (البندقية) مدينة السحر والخيال، يغلفها الغموض والأسرار والجمال الخفي؛ فوراء قنواتها الشهيرة وقصورها التاريخية العريقة، وبحيراتها الطبيعية المدهشة، حكايات سرية آسرة، تحكيها جنادلها السوداء التي تتهادى بصمت متأرجحة في تأني ورزانة، تحركها مجاديف سائقي الجندول، والتي تسمح للقارب بالتحرك برشاقة في قنوات المدينة الضيقة؛ مما يمثل مغامرة مدهشة؛ حيث التاريخ والأصالة والطبيعة الساحرة والغموض المثير.
وفي ظل الحُلة البهية التي تتزين بها مدينة فينيسيا (البندقية) احتفاءً بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، أحد أكثر مهرجانات العالم تألُّقاً، والذي يقام على ضفاف جزيرة ليدو دي البندقية خلال الفترة من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025، وفي ظل التغطية المميزة التي تقدّمها لك «سيدتي» لفعاليات المهرجان. نعرّفكِ إلى عدد من الحقائق المدهشة التي لا تعرفينها عن ممرات فينيسيا المائية وجنادلها السحرية. تعرّفي إليها بالسياق الآتي وأخبرينا رأيك. وهل قمتِ بزيارة هذه المدينة الساحرة بأحد الأيام؟ وهل قمتِ بمغامرة بأحد جنادلها العتيقة لاجتياز قنواتها المائية السحرية؛ لتكتشفي إحدى جُزرها أو جواهرها المخفية. حدثينا عن ذلك!
فينيسيا "المدينة العائمة" الرومانسية!
تُعرف فينيسيا "البندقية" باسم "المدينة العائمة" لأنها مبنية على جُزر وتتقاطع فيها أكثر من 150 قناة. تتميز المدينة بكونها خالية تماماً من السيارات؛ حيث يعتمد النقل بشكل أساسي على القوارب والمشي على الأقدام؛ وتُعَد رحلة جندول البندقية الأكثر رومانسية لكلّ المحبين؛ فإذا كنتِ ترغبين في تجرِبة هذه المدينة الساحرة من منظور رومانسي على متن جندول؛ فإن رحلة جندول البندقية للأزواج هي التجرِبة الفينيسية الأروع. ولرحلة أكثر رومانسية، يمكنكِ المرور على الممرات المائية واختراق سكونها العجيب وسحرها الغامض.
بدأ استخدام الجندول منذ ما يقرب من ألف عام تقريباً
قد يُستخدم الجندول الآن بشكل حصري تقريباً لنقل السياح الرومانسيين في جولات على الممرات المائية في البندقية، ولكنه ليس اختراعاً حديثاً؛ فقد صُمم خصيصاً للمياه الضحلة لبحيرة البندقية، وكان يُستخدم منذ القرن الحادي عشر- ربما قبل ذلك، ولكن أول دليل موثّق عليه يعود إلى عام 1090- وظل لقرون، الوسيلة الرئيسية للتنقُّل.
في أوج ازدهارها كان هناك 10,000 جندول في البندقية
بلغت الجنادل ذروة شعبيتها في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويُقدّر أن المدينة كانت تضم 10,000 جندول في ذلك الوقت. على النقيض من ذلك، لا يوجد الآن سوى 400 جندول.
لم تكن الجنادل سوداء اللون دائماً
من المعروف أن الجنادل لونها أسود، ومن الصعب تخيُّل أن الجنادل كانت في الماضي أكثر تنوُّعاً وألواناً مما هي عليه اليوم. في القرن السادس عشر، حاول مالكو الجندول التنافس مع بعضهم البعض بجنادلهم المزخرفة؛ حتى صدر قانون يُلزم جميع الجنادل بطلاء أسود موحّد.
مئات الجسور والقنوات تربط جُزر فينيسيا
تتألف بحيرة البندقية من أكثر من مئة جزيرة، لكن القليل منها فقط معروف للسياح. أما البقية، المهجورة أو المنسية أو المنعزلة عمداً؛ فلا تزال تتمتع بسحرها العريق. على أننا يمكننا القول إن هناك بالضبط 391 جسراً في فينيسيا، و403 إذا أضفنا جوديكا، التي تعبر 177 قناة، هذه الجسور الـ391 في فينيسيا تربط مع بعضها البعض الجزر الـ117- 118 التي بُنيت عليها المدينة.
قد ترغبين في متابعة الرابط التالي: بينالي البندقية 2025: الجناح المصري المستوحى من الواحات يقدّم درساً تفاعلياً في العمارة
لا تُصنع الجنادل من نوع واحد فقط من الأخشاب
تُصنع الجنادل من ثمانية أو تسعة أنواع من الخشب، إذا أضفنا نوع الخشب الذي يُستخدم في صناعة المجداف، والذي يُصنع من خشب الزان. أما أنواع الأخشاب التي تُستخدم بصناعة الجنادل؛ فهي: الزيزفون، والصنوبر، والبلوط، والتنوب، والكرز، والجوز، والدردار، والماهوجني.
الجندول لا يسير بشكل متوازن
هل لاحظت يوماً أن الجندول يميل إلى أحد جانبيه؟ هذا مقصود؛ فهو يُساعد على موازنة وزن قائد الجندول؛ نظراً لرشاقة الجندول وامتداده الضيق للأمام.
لم تكن جسور البندقية دائماً بالشكل الذي نراه اليوم
في البداية، كانت جسور البندقية مسطحة ومصنوعة من الخشب؛ مما سهّل عبورها، وخاصةً للخيول التي تجرّ العربات. ولم يبدأ بناء الجسور ذات الأقواس في البندقية إلا حوالي القرن السادس عشر. وكانت معظمها مصنوعة من الحجر. في حين كانت الجسور المسطحة خياراً أفضل للخيول والعربات؛ فإن الجسور المقوّسة سمحت لعدد متزايد من القوارب بالمرور بسهولة تحتها. وبما أن التجارة البحرية كانت أكثر أهمية من الناحية المالية في البندقية عن الخيول والعربات؛ فقد ساد التصميم المقوّس على الجسور المسطحة.
تصميم الجندول غنيٌّ بالدلالات
لا يقتصر دَور مقدمة الجندول الحديدية المميزة على إضفاء شكلٍ جماليٍ على القارب فحسب؛ بل يُمثل هذا التصميم منحنيات القناة الكبرى. بينما تُمثل "الأسنان" الست للجندول أحياء البندقية، كذلك فالجزء العلوي المنحني من الجندول يُمثل قبعة الدوق، بينما تُمثل "السن" البارزة من مؤخرة المقدمة جزيرة جوديكا.
ليس من السهل أن تصبح سائق جندول
يتعيّن على سائقي الجندول المحتملين:
- إكمال 400 ساعة تدريب قبل اجتياز اختبار لإثبات معرفتهم بكيفية تشغيل الجندول.
- اختبار ليثبتوا معرفتهم بمعالم البندقية وتاريخها.
- بالإضافة لاختبار آخر ليحقق مدى مهاراتهم اللغوية.
ولذلك فلا عجب أن تُصدر الجهات المختصة ثلاث أو أربع رخص قيادة جندول فقط سنوياً.
ويمكنك التعرُّف إلى المزيد عن فينيسيا إذا تابعت الرابط: فينيسا عاصمة الزجاج الأوروبية بامتياز
