ممارسة الرياضة بشكل منتظم هي عادة لا جدال حول تأثيرها على الصحة العامة، وإن كانت التمارين روتيناً ثقيلاً لدى البعض، فإن المشي الخفيف هو مهم أيضاً بنصيحة كثير من الأطباء.
بحسب الخبراء، فإن فعالية المشي الخفيف تبرز حال ممارسته بعد الوجبات، فيمكن لهذه العادة أن تساعد في تحسين الهضم، ضبط مستويات السكر في الدم، والتقليل من مخاطر أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
إعداد: إيمان محمد
فوائد المشي بعد الوجبات
إن المشي الخفيف بعد تناول الطعام لا يحتاج إلى مجهود كبير ولا إلى وقت طويل، لكنه يقدم فوائد مذهلة للصحة الجسدية والنفسية، لعل أبرزها:
تحسين الهضم وتخفيف الانتفاخ
من أكثر المشكلات شيوعاً بعد تناول الطعام شعور بعض الأشخاص بالانتفاخ والغازات. هنا يأتي دور المشي الخفيف كحل سهل للتخلص من الانتفاخ، بحسب موقع Verywell Health. فقد أظهرت أبحاث أن المشي بعد الأكل يساعد على تحفيز حركة الأمعاء وتسريع عملية الهضم، مما يقلل من تراكم الغازات ويخفف من حدة الانتفاخ.
تخفيف أعراض القولون العصبي

مرضى القولون العصبي يشعرون بآلام شديدة بعد الأكل بسبب الانتفاخ وتشنج البطن، المشي الخفيف يعزز من مرور الطعام في الأمعاء، ويقلل من الأعراض المزعجة، مثل تقلصات البطن وعدم الراحة.
ضبط مستويات السكر في الدم
أحد أهم الجوانب الصحية التي تناولها التقرير السابق ذكره هو دور المشي بعد الأكل في السيطرة على مستوى السكر في الدم. بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، قد يكون ارتفاع السكر بعد الوجبات مشكلة حقيقية. وهنا تشير الأبحاث إلى أن المشي الخفيف بعد كل وجبة لمدة 10 إلى 15 دقيقة كان أكثر فعالية من المشي نصف ساعة مرة واحدة يومياً.
ويؤكد تقرير News-Medical أن ممارسة المشي بعد الطعام يساعد في امتصاص الجلوكوز في العضلات، وفي الوقت نفسه يقلل من إفراز الجلوكوز من الكبد إلى الدم. النتيجة هي خفض مستويات السكر بشكل ملحوظ بعد الوجبات، وهو ما يُعتبر خط دفاع مهماً ضد مضاعفات السكري.
الوقاية من الأمراض
يؤكد الخبراء أن المشي بعد الطعام ليس مجرد عادة لتحسين الهضم، بل استراتيجية وقائية مهمة على المدى الطويل. فالتحرك بعد الوجبات يساهم في تحسين عملية التمثيل الغذائي (الميتابوليزم) للجسم، مما يقلل من تراكم الدهون الضارة. هذا التأثير له انعكاسات مباشرة على الوقاية من أمراض القلب والسمنة. فالمشي بعد الوجبة يقلل من الدهون الثلاثية في الدم، ويمنع ارتفاع مستويات السكر الحاد، وكلاهما من العوامل الخطيرة التي تُضعف صحة القلب والأوعية الدموية.
قد يعجبكِ أيضاً فوائد البكتيريا النافعة للنساء غير متوقعة.. منها محاربة القلق والاكتئاب
فوائد نفسية ومزاجية للمشي
فوائد المشي بعد الوجبات لا تقف عند حدود الجسد، بينما تمتد إلى الحالة النفسية والمزاجية، حيث ثبت علمياً أن الحركة الخفيفة تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من مشاعر سلبية مثل الكسل والنعاس التي قد تصيب الكثيرين بعد تناول الوجبات الدسمة. كما أن المشي في الهواء الطلق بعد الغداء أو العشاء يساعد على الاسترخاء الذهني، ويمنح الجسم دفعة من النشاط، مما ينعكس إيجاباً على جودة النوم لاحقاً.
هل هناك احتياطات يجب اتخاذها قبل المشي؟
رغم الفوائد العديدة، ينصح الخبراء بعدم ممارسة تمارين عنيفة مباشرة بعد الأكل، إذ قد تسبب اضطرابات في المعدة. المطلوب هو المشي الخفيف أو المتوسط فقط، وبخطوات هادئة لا ترهق الجسم.
كما يُفضل أن يبدأ الشخص بمدة قصيرة (10 دقائق) ويزيدها تدريجياً حسب قدرته. بالنسبة لكبار السن أو مرضى القلب، يمكن أن يكون المشي بعد الوجبات وسيلة آمنة لتحريك الجسم من دون إجهاد، بشرط استشارة الطبيب عند وجود مشاكل صحية خاصة.
الوقت المثالي للمشي بعد الطعام
يشير الباحثون إلى أن التوقيت له أهمية كبيرة في تحقيق فوائد المشي بعد الوجبات. و أفضل وقت للمشي هو خلال 30 دقيقة بعد تناول الطعام. في هذه الفترة يكون الجسم في ذروة عملية امتصاص الجلوكوز، وبالتالي فإن النشاط البدني يساعد على توجيه السكر مباشرة إلى العضلات بدلاً من تراكمه في مجرى الدم.
حتى المشي الخفيف أو المتوسط، مثل التحرك في أرجاء المنزل أو القيام بجولة قصيرة حول الحي، يكفي لتحقيق هذه الفوائد. لا يحتاج الأمر إلى تمارين مكثفة أو ساعات في صالة الألعاب الرياضية، بل مجرد خطوات متواصلة بعد الوجبة.
من المعلومات السالفة الذكر، نستخلص أن الحركة بعد الوجبات روتين مفيد لصحة الجسم وكذلك للصحة النفسية، ويمكنك في هذا الصدد ممارسة المشي الخفيف مع الالتزام بالإرشادات السابقة. مارسي المشي الخفيف بضع دقائق بعد الوجبات الرئيسية لإحداث فارق حقيقي في صحة الجهاز الهضمي لديك.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.