mena-gmtdmp

ريم صالح لـ"سيدتي": أجمل تصاميم الأزياء تولد من وحي الطبيعة

تصميم من ريم صالح –الصورة من العلامة
تصميم من ريم صالح –الصورة من العلامة

في أولى خطواتها نحو عالم الموضة، خطَّت المصممة ريم صالح اسمها بأناقة على خارطة التصميم اللبناني والعربي، من خلال عرضها الأول الذي حمل عنوان "أسرار السماء". عرضٌ شاعري، حالم، وقوي في آنٍ معاً، مزج بين الخيال والدقة، وبين الجمال والحرفية. في هذا اللقاء، تأخذنا ريم إلى عالمها الخاص، وتحدثنا عن بداياتها، رؤيتها، والتحديات التي واجهتها.

مصممة الأزياء اللبنانية ريم صالح –الصورة من العلامة

- متى بدأت رحلتك مع عالم الموضة؟


رحلتي مع الأزياء بدأت منذ الطفولة، كنت دائماً أعبر عن مشاعري بالرسم والتصميم، وأرى في القماش مساحة للبوح. مع الوقت، لم يعُد الأمر مجرد شغف، بل رسالة شعرت بضرورة إيصالها. قررت أن أحول هذا الإحساس إلى مهنة عندما أدركت أن التصميم ليس فقط فناً، بل لغة قادرة على لمس القلوب.
قد يهمك أيضاً: الأناقة الإيطالية.. كيف وصلت إلينا؟

- مجموعتك الأولى حملت شعار "أسرار السماء"، لِم اخترت هذا الاسم؟

السماء كانت دائماً ملجئي ومصدر تأمل. في لحظات الصمت وتحت سماء قريتي، شعرت بأن هناك لغة صامتة في الأفق؛ كل نجمة، كل غيمة، كل تغيير في الضوء كان يهمس لي بفكرة. انجذبت للسماء لأنها غامضة، واسعة، وحرة، وهي تماماً الصفات التي أبحث عنها في المرأة التي أصمم لها.

تصميم ريم صالح –الصورة من العلامة


- كيف تعاملتِ مع عملية التصميم لتعكس هذه الرؤية الحالمة والقوية للمرأة؟


بدأت كل قطعة من شعور، من لحظة تخيلت فيها المرأة نجمة في عالمها الخاص. حاولت أن أوازن بين الحلم والدقة، بين الخيال والحرفية. كل فستان كان رحلة من الرسم إلى التنفيذ، حيث انطلقت من الفكرة، ثم انتقلت لاختيار الأقمشة، ثم طورت الشك والتطريز بطريقة تعبر عن الحالة وليس فقط الشكل.

- من الكورسيهات المصمّمة على شكل نجوم إلى التطريز اليدوي، ما دور الحرفية في هُوِيَّتك؟

الحرفية بالنسبة لي ليست تفصيلاً ثانوياً، بل هي جوهر التصميم. أؤمن أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق وتروي القصة. أحب أن يشعر من يقترب من الفستان بأنه يرى طبقات من المعاني، وليس فقط شكلاً جميلاً. التطريزات اليدوية، اختيار الخرز، قصات القماش؛ كلها خطوات مقدسة في نظري.

 

تصميم ريم صالح –الصورة من العلامة


- من هي امرأة ريم صالح؟


امرأة ريم صالح هي تلك التي لا تشبه أحداً؛ لأنها اختارت أن تشبه نفسها فقط. هي رومانسية، حرة، جريئة، وحالمة، لكنها واقعية بما يكفي لتعرف قوتها. أراها كل يوم في أمي، في صديقاتي، وأراها أيضاً في خيالي. أصمم لها بفكر يشبه روحها: ناعم لكنه حازم، حالِم لكنه دقيق.

- كان عرض الأزياء على الشاطئ تجربة ساحرة. ما أهمية البيئة في تصاميمك؟

المكان جزء لا يتجزأ من القصة. اخترت الشاطئ لأنني أردت أن تعيش المرأة التجربة بكل عناصرها: صوت الموج، نسيم الريح، السماء المفتوحة. كل ذلك كان امتداداً لموضوع المجموعة. لا أرى العرض مجرد عرض أزياء، بل تجربة حسية متكاملة يجب أن تلمس الروح قبل العين.

تصميم ريم صالح –الصورة من العلامة

 

- كيف توازنين بين الانسيابية والجرأة في تصاميمك؟


هذا التوازن هو ما يشكل بصمتي. أحب أن يكون هناك تضاد متناغم، وأن يشعر من يرى التصميم بأنه ناعم، لكنه لا يمر مرور الكرام. أستخدم الأقمشة الانسيابية مع قصات قوية، وأمزج بين التطريزات الحالمة والبنية الهيكلية للفستان. المرأة في نظري لا تحمل تناقضات، بل انسجاماً داخلياً يُترجم إلى ثقة، وعندما تثق بنفسها، تثبت جرأتها من خلال نعومتها. الأنوثة لا تحتاج إلى إثبات صاخب، بل إلى حضور هادئ لكنه لا يُنسى.

- ما التحديات التي واجهتك في إطلاق مجموعتك الأولى؟

أكبر تحدٍّ كان أن أطلق شيئاً من قلبي في عالم مزدحم بالمواهب والأسماء الكبيرة، لكنني قررت أن أبدأ بصوتي الخاص، من دون محاولة التشبه بأحد. التحديات شملت الوقت، الإنتاج، وحتى لحظات الشك، لكن الدرس الأهم الذي تعلمته هو أن الصدق في التعبير يصنع الفرق.

تعلمت أيضاً أن التحديات تُصقِل الرؤية وتُشكِّل الشخصية. اللحظات الصعبة كانت بمنزلة مرايا واجهتني بنقاط قوتي وضعفي، ودفعتني إلى الإيمان بأن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تُحدث أثراً كبيراً إذا كانت نابعة من إحساس حقيقي.

تصميم ريم صالح –الصورة من العلامة

 

- ما الرسالة التي تأملين إيصالها إلى عالم الموضة اللبناني وعلى الساحة العالمية؟


رسالتي أن الموضة يمكن أن تكون شعراً، وأن الأزياء قادرة على سرد القصص. أريد أن أُعيد للرقي مكانته من دون تكلف، وأن أُظهر أن الأنوثة لا تُختصر بالمظهر فقط، بل بالحالة، بالتفاصيل، بالشعور. أحلم أن أكون امتداداً لصوت لبناني فني جميل، لكنه مختلف، صادق، ومرهف.

- ما الخطوة التالية لريم صالح؟

دائماً هناك حلم جديد، الحلم لا يتوقف، لكنه لا يُختصر فقط في مجموعة جديدة. بالنسبة لي، كل لحظة أعيشها، كل امرأة ألتقيها، وكل مشهد من الطبيعة من حولي قد يكون بداية لحكاية جديدة. أعيش هذه المرحلة بكل تفاصيلها، أراقب، أستمع، وأسمح لنفسي بالتأمل؛ لأنني أؤمن أن الإبداع لا يُستعجل، بل يُصاغ بصمت، تماماً كأسرار السماء.
تابعي أيضاً: 5 طرق لتنسيق ملابسك من موضة الثمانينيات لصيف 2025