موسم الشتاء يقترب، ويزداد معه القلق من انتشار الفيروسات والعدوى، وإذا كنتِ تضطرين للخروج في أماكن مزدحمة كثيراً، يجب أن تعرفي سبل الوقاية من العدوى، لا سيّما أن الأمراض التنفسية باتت أقوى من السابق.
صحيح أن تجربة العالم مع فيروس كورونا كانت نقطة فاصلة، وغرست لدى كثيرين سلوكيات وقائية إيجابية، غير أن الغالبية عادت كما كانت الحياة في السابق قبل الكورونا، كما أن المرحلة الحالية لا تقتصر على الفيروسات المعروفة، بينما نشهد نشاطاً فيروسياً؛ بسبب السلوك الإنساني غير المتزن.
إعداد: إيمان محمد
طرق الوقاية من الفيروسات
يمكن الوقاية من الفيروسات بكل سهولة، شرط الالتزام بنصائح الوقاية التي حددها الأطباء، وجاء أبرزها كالتالي:
النظافة
تؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أن النظافة الشخصية هي الركيزة الأساسية للوقاية من الأمراض المعدية، فغسل اليدين بانتظام بالصابون والماء لمدة لا تقل عن 20 ثانية؛ يعد من أكثر الإجراءات فعالية في إزالة الجراثيم، أما في حال عدم توافر الماء والصابون؛ فيُنصح باستخدام مطهر جيد.

تغطية الفم والأنف
الالتزام بتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، باستخدام منديل ورقي أو ثني الكوع؛ يقلل من انتشار قطرات الرذاذ الحاملة للفيروسات. ويجب التخلص من المناديل المستخدمة فوراً في سلة مهملات مغطاة، ثم غسل اليدين مباشرة.
تنظيف الأسطح كثيرة اللمس
لا تقتصر النظافة على اليدين فقط، بل تشمل أيضاً الأسطح التي نتعامل معها يومياً، فمقابض الأبواب، الدرابزين، أزرار المصاعد، وأسطح المكاتب؛ تعتبر بؤراً محتملة لنقل العدوى، لذلك توصي الجهات الصحية سالفة الذكر بتنظيفها بانتظام؛ باستخدام منظفات منزلية تحتوي على الصابون أو مواد مطهرة، لكن لا داعي للمبالغة في استخدام المواد الكيميائية.
توزيع المعقمات في الأماكن العامة
في المؤسسات العامة، مثل المدارس والمستشفيات، ينصح بتوزيع معقمات اليدين بالقرب من مداخل المباني والمصاعد والمعدات المشتركة؛ حتى يتمكن الجميع من الحفاظ على نظافتهم في بيئات مزدحمة.
التباعد والتهوية الجيدة
منظمة الصحة العالمية شددت على أهمية التباعد الجسدي للحماية من الأمراض، موصيةً بترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص، وتجنّب التجمعات الكبيرة أو الأماكن المكتظة.
كذلك، في الأماكن المغلقة؛ يجب توفير تهوية مناسبة؛ لأنها محملة بفرص الإصابة بالعدوى، لذلك يُنصح بفتح النوافذ بشكل منتظم؛ لزيادة تدفق الهواء الطبيعي، وإن لم تكن هذه الفرصة متاحة؛ فلا مانع من الاعتماد على أجهزة التهوية، الأهم هو التأكد من أن الهواء داخل المساحة يتناسب مع مساحته وعدد الأشخاص المتواجدين. وتبقى اللقاءات في الهواء الطلق الخيار الأكثر أماناً؛ إذ تقل فرص انتقال الفيروسات، مقارنة بالتجمعات داخل القاعات أو المكاتب.
الكمامة
صحيح أن الالتزام بالكمامة أمر مزعج، لكنه شديد الأهمية، لكن الالتزام باستخدام الكمامات بعد انحسار جائحة كورونا بات أقل بكثير، وتشير CDC إلى أنها تظل أداة فعالة لحماية الأفراد في الأماكن العامة المزدحمة أو سيئة التهوية.
ويشدد خبراء الصحة على ضرورة ارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة، بحيث تغطي الأنف والفم والذقن بالكامل، كما يجب غسل اليدين قبل ارتدائها وبعد خلعها، والحرص على حملها داخل حقيبة نظيفة إذا كانت قماشية، أو التخلص منها فوراً إذا كانت طبية أحادية الاستخدام.
قد تودين الاطلاع على أعراض متلازمة التعب المزمن عند النساء.. ليست كما تتوقعين
أما الكمامات المزودة بصمام، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدامها؛ لأنها تسمح بخروج هواء الزفير غير المرشح، ما قد ينشر العدوى بدلاً من منعها.
تجنّب "الأماكن الثلاثة C’s"
لخصت منظمة الصحة العالمية أهم البيئات التي يجب الحذر منها، في قاعدة تُعرف باسم "3Cs"، وهي: الأماكن المغلقة (Closed)، والمزدحمة (Crowded)، والتي تشهد تواصلاً مباشراً (Close contact). هذه البيئات تُعد أرضاً خصبة لانتشار العدوى، خصوصاً في المطاعم، قاعات الرياضة، والحفلات. لذلك يُنصح بالابتعاد عنها قدر الإمكان، أو اتخاذ احتياطات إضافية؛ مثل ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، وفتح النوافذ.
اللقاحات
من أهم طرق الوقاية أو الحماية الاستباقية هي اللقاحات؛ إذ تمثل، وعلى رأسها لقاحات الإنفلونزا وكوفيد-19، حاجزاً يقلل من فرص الإصابة بالفيروسات. وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ يجب الالتزام بجدول التطعيمات الموصى به في بلدك، واتباع تعليمات السلطات الصحية فيما يتعلق بالجرعات التنشيطية.
دور المؤسسات في تعزيز الحماية من الفيروسات
جميع النصائح السابقة الذكر قد توقع المسؤولية أكثر على الأفراد، لكن المسؤولية مشتركة، وتشمل كذلك المؤسسات وأماكن العمل. إذ يمكن للإدارات أن تُسهم في تقليل العدوى؛ عبر توفير بيئة آمنة وصحية، وذلك من خلال تعليق ملصقات توعوية في أماكن بارزة؛ لتذكير الزوار والموظفين بأهمية غسل اليدين، وتغطية الفم عند السعال.
كما يجب على المؤسسات وأماكن العمل توفير أدوات النظافة، أقلها الماء والصابون؛ لأن هذه الطريقة تُسهم في تأصيل ثقافة النظافة والوقاية من الأمراض.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.