رحلة النجاح تبدأ من مرحلة الشباب، فهي مرحلة شديدة الأهمية لأن خلالها نضع اللبنة الأساسية للحياة القادمة، لذلك يجب أن يعوا من أين يبدأ طريق النجاح؟ وما هي المهارات التي يجب أن يتسلحوا بها لمواجهة المستقبل وتحدياته؟.
ويشير الخبراء أن النجاح لا يعتمد على مجرد مسارات نظرية بينما يجب أن تتحول النصائح إلى خطة قابلة للتنفيذ، كما أن النجاح لا يعني عدم التعرض لأزمات وتغيرات وفشل في بعض الأحيان، إنما جميعها أمور طبيعية ومتوقعة يمكن للشاب الناجح أن يتخطاها بذكاء وبأقل خسائر.
إعداد: إيمان محمد
ما هي طرق تحقيق النجاح للشباب؟
تشير الدراسات إلى أن هناك مجموعة من المهارات والقدرات التي يمكن اكتسابها، تسهم في اتجاه مسار الشاب أو الفتاة في السبيل المناسب، ومن هنا يتحقق النجاح، أي عندما يكتشف كل شخص قدراته ومرتكزاته الشخصية الفريدة.
المهارات التنفيذية لتحقيق النجاح
توضح Harvard Health أن نجاح الشباب يبدأ من امتلاك ما يُعرف بالمهارات التنفيذية، ويعرفها الموقع بأنها القدرات الذهنية التي تساعد الفرد على تنظيم أفكاره وسلوكه لتحقيق أهدافه. وتشمل هذه المهارات:
التخطيط
عادةً ما يميل الشباب إلى الحرية بل إلى حد العشوائية، لكن ما أكده التقرير السابق هو أن وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس، وتقسيمها إلى خطوات عملية يمكن إنجازها تدريجياً، خطوة شديدة الأهمية.

التركيز
التركيز يعني القدرة على الانتباه للمهمة المطلوبة وسط عالم مليء بالمشتتات، كوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، و التي تعد من أهم العادات في حياة الشباب والتي تبتلع يومهم.
التحكم الذاتي
التحكم الذاتي يعني التريث وهو جوهر الانضباط، إذ يساعد الشاب على ضبط انفعالاته واتخاذ قرارات عقلانية بعيداً عن ردود الأفعال الهوجاء، وهذا أيضاً تحدٍ، لأن الشباب في أغلب الأوقات يميلون إلى التسرع و القرارات العاطفية.
المرونة
عادةً في مرحلة الشباب ما نلاحظ صفة التشبث بالأفكار والعناد، بينما النجاح يتطلب الاستعداد للتكيف مع المتغيرات، سواء كانت مرتبطة بالدراسة أو سوق العمل أو الظروف الشخصية.
الوعي الذاتي
أن يعرف الشاب نقاط قوته وضعفه، وأن يكون صادقاً مع نفسه في تقييم أدائه، لا سيما وأن الأمر ليس بهذه الدرجة من البساط بسبب مقارنات السوشيال ميديا.
تحديد الهدف
يؤكد البحث المنشور في PMC أن امتلاك الشباب لهدف واضح في الحياة يشكل عنصراً محورياً لتحقيق النجاح. الهدف ليس مجرد مهنة أو وظيفة، بل هو المعنى الذي يعطي للحياة قيمتها، ويدفع الشباب إلى الاستمرار حتى في أوقات الإخفاق. والهدف هنا قد لا يكون شخصياً بينما وجدت الدراسات أن الشباب الذين يحددون أهدافاً سامية مثل خدمة المجتمع، أو الإسهام في حل مشكلة بيئية أو اجتماعية، غالباً ما يتمتعون بقدرة أعلى على التحمل والمثابرة.
الممارسات اليومية وبناء العادات للنجاح
لا يتحقق النجاح بالمعرفة النظرية فقط، بل بالممارسة المستمرة وتحويل النصائح السابقة إلى عادات مستدامة. تؤكد الدراسات أن تكرار السلوكيات الإيجابية يصنع الفارق على المدى الطويل. وتشمل الممارسات اليومية التالي:
التعامل مع التحديات
تجربة تحديات جديدة كالمشاركة في الأنشطة التطوعية أو الانخراط في تدريبات عملية تمنح الشباب خبرة واقعية.
التعلم من الخطأ
الأخطاء ليست عائقاً بل مصدر للتعلم. كل إخفاق يمثل فرصة لفهم جوانب القصور وتحسين الأداء.
طلب المساعدة
طلب الملاحظات من الزملاء أو المرشدين يساعد على تطوير الذات واكتساب منظور مختلف.
مهارات إدارة الوقت والطاقة
لا يمكن أن يتحقق النجاح بدون إدارة حكيمة للطاقة وللوقت، لا سيما وأن الشباب يتعرضون لكثير من المشتتات، وينصح الخبراء الشباب بممارسة التالي لتحقيق هذا الهدف.

- تحديد الأولويات اليومية والأسبوعية يساعد على تجنب ضياع الجهد في تفاصيل غير مهمة.
- تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يجعل إنجازها أكثر سهولة ويمنع التسويف.
- تقليل استخدام المشتتات الرقمية، ومنح مساحة للراحة والنوم والهوايات، يضمن التوازن ويجدد الطاقة.
مهارات التكيف والتعامل مع الأزمات
الحياة لا تسير دائماً وفقاً للخطط المرسومة، بينما هناك متغيرات قد تفاجئنا في الطريق، وهنا قد يرتبك الشباب ويفقد مساره، لذلك يجب الإلمام بمهارات التكيف والتحلي بالمرونة. وينصح الخبراء بالتالي:
- التكيف مع الظروف الطارئة، سواء كانت فشلاً في مشروع أو تغييراً غير متوقع في الدراسة أو العمل، يميز بين من يتوقف ومن يواصل.
- التفكير الإيجابي لا يعني إنكار الواقع، بل إدراك أن التحديات جزء من المسيرة، وأن اجتيازها هو ما يصنع القوة.
المهارات الاجتماعية والدعم
يحتاج الشباب إلى بيئة داعمة تساندهم في رحلتهم ويمكن أن تكون من خلال:
- الأصدقاء الطموحون لأنهم يشكلون مصدر إلهام ويحفزون على الإنجاز.
- وجود ملهم أو معلم يختصر الكثير من الوقت، لأنه يقدم خبرة عملية يصعب اكتسابها سريعاً، كما انك قد تتفادى بعض الأخطاء في حال وجود قدوة.
- المشاركة في فرق وأنشطة جماعية توسع دائرة العلاقات وتمنح فرصاً للتعلم والتأثير.
ما رأيك الاطلاع على ما هي أهم المشكلات التي تواجه الشباب؟
الصحة النفسية والجسدية
لا يمكن لشاب منهك جسدياً أو نفسياً أن يحقق نجاحاً مستداماً، لذلك على الشباب أن يهتموا بصحتهم النفسية والجسدية من خلال:
- النوم العميق لعدد ساعات كافية، والتغذية السليمة، والنشاط البدني المنتظم يجب أن تكون عادات أساسية.
- العناية بالصحة النفسية أمر شديد الأهمية للشباب، ويمكن في هذا الصدد ممارسة الهوايات والبحث عن الدعم عند الحاجة، تمنح التوازن والقدرة على الاستمرار.
النجاح لا يأتي فجأة، بينما هو مسار يتطلب نمط حياة يشمل الصحة والسلوك والعادات والبيئة المحيطة أيضاً، كما يجب أن نعرف أنه حين يتحقق النجاح قد نواجه أخطاء وأزمات ومتغيرات، لكن هذه اللحظات لا تعني فشلاً بينما محطات يجب تخطيها من خلال النصائح السابقة.