التوتر هو رد فعل نفسي وجسدي طبيعي تجاه متطلبات الحياة، والتوتر في العلاقة الزوجية يحدث بسبب ضغوط الحياة اليومية، كمشاكل التواصل، أو رتابة العلاقة، أو مشكلات أسرية، أو العنف الزوجي سواء كان لفظياً أم جسدياً، ويمكن أن يؤدي التوتر إلى نتائج سلبية مثل الانفصال بين الشريكين، كما يؤثر على استقرار المنزل والأطفال، ولتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، يجب التركيز على التواصل الفعّال والصريح، تخصيص وقت للأنشطة المشتركة، وتعزيز الاحترام والتقدير، ووضع حدود صحية، بالإضافة إلى تقدير جهود الطرف الآخر.
التوتر يسبب كثيراً من المشاكل بين الزوجين

تقول صفاء عبد الحميد خبيرة العلاقات الأسرية لسيدتي: لا توجد علاقة زوجية مكتملة السعادة وخالية من المشاكل، فبعد فترة من الزواج قد يشعر الزوجان بالملل والتوتر الناتج عن الروتين اليومي، حيث يتسبب التوتر في إثارة العديد من المشاكل في العلاقة الزوجية مثل انهيار التواصل، الشعور بالعزلة، والخلافات المستمرة، كما يؤثر سلباً على الجوانب العاطفية، حيث يؤدي إلى كتم المشاعر وعدم قدرة الشريك على فهم ما يمر به الآخر، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة سلبية، حيث يتأثر الزوجان بضغوط بعضهما البعض، وقد تؤثر هذه الضغوط على الوقت المخصص للشريكين وتسبب توتراً، مما يُضعف الثقة بين الزوجين، ولتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، ينبغي التركيز على التواصل المفتوح والصريح، وتخصيص وقت خاص للراحة، والاسترخاء المشترك، والتعاون على فهم وجهات نظر بعضكما البعض، وحل المشكلات معاً، وقد يكون من المفيد أيضاً طلب الاستشارة الأسرية من متخصص علاقات أسرية إذا لزم الأمر.
من أكثر توتراً؛ الزوج أم الزوجة؟
تقول عبد الحميد: من المعروف أن النساء قد يعانين من مستويات توتر أعلى، ويتأثرن به سلباً أكثر من الرجال، وخاصةً في العلاقات طويلة الأمد، خاصة إذا شعرت بتجاهل الشريك مشاعرها، أو بدا أنه لا يشاركها العبء فيزيد توترها، ولتوتر الزوجة العديد من الأسباب مثل "الضغط النفسي" الناتج عن إدارة شؤون المنزل ورعاية الأطفال والحرمان من النوم، والضغوط المجتمعية، والشعور بنقص الدعم من شريكها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم استجابات التوتر الفردية المختلفة، والحالات الكامنة المحتملة مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والشعور بعدم التصديق على مشاعرها، في زيادة مستويات التوتر لديها.
والسياق التالي يعرفك: كيفية التعامل مع الضغوط النفسية التي تؤثر على العلاقة الزوجية
استراتيجيات فعالة لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية
تقول صفاء عبد الحميد: في أي علاقة زوجية، تعد النزاعات والتوترات جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، لكن القدرة على تجنب التوتر في العلاقة الزوجية بفعالية يمكن أن تعزز العلاقة وتؤدي إلى حياة زواج أكثر سعادة ونجاحاً، ولتجنب التوترات في العلاقة الزوجية هناك خطوات تساعد على الحفاظ على علاقة زوجية هادئة وذلك من خلال:
التواصل الفعّال

لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية من الضروري أن يكون التواصل واضحاً وفعالاً، لذلك عليك تجنب الافتراضات السلبية والحرص أن تكوني صريحة بشأن مشاعرك واحتياجاتك، فاستخدام عبارات "أنا أشعر" لتجنب اللوم والعتاب بدلاً من "أنت دائماً" يمكن أن يساعد في تقليل التوترات والتمسك بالقضايا الحالية بدلاً من التطرق إلى قضايا قديمة، كما يجب تخصيص وقت يومي للحوار الهادئ دون مشتتات، والاستماع بإنصات للطرف الآخر، ومن الضروري أيضاً حل المشكلات فوراً بدلاً من تركها تتراكم، والتعبير عن الامتنان والتقدير بشكل مستمر لتعزيز الثقة والأمان.
الاستماع بإنصات
ركّزي على الاستماع لشريكك دون مقاطعة أو إصدار أحكام سريعة، لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، وحاولي فهم وجهة نظره ومشاعره، كما يُمكن تخصيص وقت يومي لطرح أسئلة مثل "كيف كان يومك؟ أعطِي شريكك اهتماماً كاملاً واستمعي جيداً لما يقوله، كما يمكنك إعادة صياغة ما تسمعينه للتأكد من فهمك، واستخدام لغة الجسد الإيجابية مثل التواصل البصري، وأومئي برأسك لإظهار اهتمامك، والتعاطف مع مشاعر الشريك، فهذا يخلق شعوراً بالأمان والثقة.
استخدام عبارات إيجابية
استعملي لغة داعمة بدلاً من الانتقاد أو التبرير المفرط، وعبّري عن مشاعرك واحتياجاتك بطريقة بناءة باستخدام جمل مثل: "أنا أشعر بالقلق عندما"، أو "أنا أحتاج إلى المساعدة"، بدلاً من اتهام الشريك، حيث يساعد ذلك في تهدئة الأجواء وتعزيز التفاهم، وأيضاً لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، كما يمكنك إظهار امتنانك لجهود شريكك والإشارة إلى صفاته الإيجابية بشكل منتظم، سواء شفهياً أو بكتابة رسالة تقدير، وكلمات الشكر البسيطة تعزز المشاعر الإيجابية، كما يمكنك وضع نوايا إيجابية للمحادثات مثل الرغبة في إيجاد حل مشترك أو تعزيز التفاهم، فهذا يساعد على توجيه الحوار بشكل بنّاء حتى لو تصاعد التوتر.
قد ترغبين في التعرف إلى: خطوات لتقوية العلاقة بين الزوجين
تجنب الصمت العقابي
بدلاً من تجاهل المشكلة، أعطي مساحة ووقتاً، ففي بعض الأحيان، يحتاج الشريك وقتاً ليهدأ ويستجمع أفكاره، فإعطاؤه هذه المساحة يسمح لكل منكما بالتفكير بهدوء، ولا تتركي الصمت يتفاقم، وحاولي أن تفهمي ما وراء سلوك شريكك، كما يمكنك استخدام لغة تعاونية مثل "ألاحظ أنك لا تتحدث معي" لخلق جو من التفاعل الفعّال، مع إخبار شريكك بأن الصمت يؤلمك ويشعرك بالوحدة والإحباط، وأنك لا تريدين هذا في علاقتكما، لذا فتحدثي عن مشاعرك مباشرة، وابتعدي عن أسلوب الصمت والعقاب بدلاً من ذلك، وحاولي حل المشكلات بهدوء، وذلك لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، والحفاظ على الهدوء.
خصصا وقتاً مشتركاً
ينبغي جدولة مواعيد منتظمة للحوار والاستماع النشط، وحاولي تخصيص أربع ساعات أسبوعياً على الأقل لقضاء وقت ممتع مع شريكك، وركزي على التعبير عن احتياجاتك ومشاعرك بوضوح باستخدام عبارات مثل "أنا أشعر بـ" بدلاً من توجيه العتاب، مع التخطيط لأنشطة جديدة ومثيرة، وممتعة معاً، مثل المشي، أو ممارسة الرياضة، أو أي هواية تستمتعان بها، فهذا يعزز التواصل العاطفي ويساعد على التخلص من التوتر في العلاقة الزوجية، والتوتر البدني والذهني، كما يمكنكما الاحتفال بالإنجازات الصغيرة والنجاحات اليومية لتعزيز الروابط وتقوية الشعور بالتقدير المتبادل، ويمكن أن يشمل ذلك الاحتفال بذكرى الزواج أو أول لقاء.
إظهار التقدير

يجب أن تركّزي على التعبير الصريح عن الامتنان للأعمال الصغيرة والكبيرة يومياً، وأظهري له أنك تقدرينه وتشعرينه بالامتنان لوجوده في حياتك، واهتمي بالتواصل اللفظي وغير اللفظي كالعناق والمديح، واستمعي لشريكك بانتباه، وعبّري عن تقديرك لجهوده في المنزل وفي العمل، فالكلمات الطيبة والاحتفال بإنجازاتكما المشتركة لها أثر كبير في توتر العلاقة الزوجية.
والرابط التالي يعرفك: أسرار لتحسين العلاقات الزوجية بطريقة فعالة
دعم طموحات الشريك
شجعي شريكك على تحقيق أحلامه، وادعميه في تحقيق طموحاته وأهدافه، وأظهري له أنك تؤمنين بقدراته، واحتفلي بنجاحاته معك، فهذا يبني الثقة ويعزز الأمان العاطفي، ويجنبك التوتر في العلاقة الزوجية.
حدود واضحة في التعامل
لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية نضع حدوداً واضحة، حددا الأمور التي يجب أن تبقى خاصة بكما كزوجين، واتفقا على سياسة موحدة للرد على تدخلات الآخرين، وتحدثا بصراحة عن احتياجاتكما، وحدودكما الشخصية، مثل عدد مرات التواصل مع الأصدقاء أو الشركاء السابقين، كما لابد أن تقوما بتوضيح الأدوار والمسؤوليات في العلاقة لتقليل الاحتكاك والتوتر بينكما والناتج عن سوء الفهم، ووضع الحدود يتضمن مناقشة المساحة الشخصية، والوقت المخصص لكل منكما، والأمور التي تريح كل طرف، كما يمكنكما وضع حدود حول السلوكيات، ووضّحا أنكما لن تقبلا سلوكيات غير مقبولة، كالإهانة أو الصراخ، وكونا حازمين في تطبيق ذلك، كما يمكنك الانسحاب من النقاش إذا استمر السلوك غير المقبول.
توقعات واقعية بين الشريكين
يجب وضع توقعات واقعية من خلال التواصل الصريح والمستمر، وتجنبي المقارنة مع العلاقات الأخرى بل ركزي على الإيجابيات في علاقتكما وقدري رحلتكما المشتركة، فلا تتوقعي أن يكون كل شيء مثالياً، ولا تعتقدي أن شريكك يجب أن يتغير فوراً، فالعلاقة الصحية هي رحلة نمو وتطور مستمر وليست شيئاً يمكن إصلاحه بسرعة، فهذا يجعلك أكثر رضا عن علاقتك ويقلل الضغط، والتوتر في العلاقة الزوجية.
تجنب تضخيم الأمر
لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، تجنبي تضخيم المشاكل الصغيرة، وذلك من خلال التركيز على الحلول والتقدير المتبادل، مع التأكيد على الاحترام المتبادل لكي يحل الشعور بالأمان مكان القلق، وإذا شعر أحدكما بالغضب، فامنحيه بعض المساحة ليهدأ قبل استئناف النقاش، وذلك لتجنب استنزاف الطاقة في الجدال غير المُجدي.
الرابط التالي يعرفك المزيد عن: خطوات إبعاد الملل عن حياتك الزوجية
عدم إطالة النقاش
لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية دون إطالة النقاش، ركّزي على التواصل الواضح والمباشر، وحدّدي المشكلة الأساسية بدلاً من النقاشات الجانبية، واجعلي النقاشات حول الخلافات قصيرة، ويمكنك ذلك قبل البدء بالحديث، وحددا بوضوح ما هو الهدف من النقاش، فيجب أن يكون الهدف هو الوصول إلى حل مشترك وليس مجرد إثبات وجهة نظر.
التركيّز على الحلول المشتركة
لتجنب التوتر في العلاقة الزوجية، لابد أن تتعاوني مع شريكك لإيجاد حلول للتحديات بدلاً من مواجهة المشكلات بمفردك، كما يمكنكما أن تناقشا قضية واحدة في كل مرة لتجنب الشعور بالإرهاق وضمان إحراز تقدم ملموس، مع التركيز على إيجاد حلول بناءة للمشكلة بدلاً من تكرار إلقاء اللوم على بعضكما البعض، مع تجنب عدم إدخال خلافات أو مشاعر قديمة في النقاش الحالي، وإذا اشتدت حدة النقاش بينكما فلابد من أخذ قسط من الراحة، وذلك لاستعادة الهدوء قبل استئناف الحديث.
طلب المساعدة المتخصصة
اللجوء إلى استشاري علاقات أسرية، للحصول على المشورة والدعم، تعتبر خطوة فعالة لتجاوز التوتر في العلاقة الزوجية، فذلك يساعد في تحسين التواصل وحل المشكلات، كما يساعد على فهم وجهات نظر بعضكما البعض، وتطوير استراتيجيات جديدة للتواصل، وحل النزاعات بشكل بناء لتقوية العلاقة، حيث يمكن للمعالج المساعدة في فهم المشكلات، وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.
ما رأيك في الاطّلاع على أهم 10 نصائح لتحسين الصحة النفسية للمرأة لا تفوّتي قراءتها