mena-gmtdmp

مناعة طفلكِ تبدأ من طبق الطعام الملوّن: دفاعه الطبيعي ضد الأمراض!

صورة لأم تُطعم طفلها بمرح
أم تُطعم طفلها أطعمة صحية تقوّي مناعته

الحديث عن مناعة الأطفال من سن 6 أشهر وحتى 12 عاماً، أصبح يحتل الصدارة في كلّ بيت؛ فالأمهات لديهن وعي كبير بخطورة الفيروسات والأمراض الموسمية. ولذا أصبح الهدف الأكبر لهن، هو: كيف أجعل مناعة طفلي قوية من دون الاعتماد على الأدوية؟ والإجابة بسيطة: المناعة تبدأ من طبق الطعام اليومي لطفلكِ.
اللقاء وأستاذة الصحة العلاجية الدكتورة وفاء بيومي؛ للتعرُّف إلى: أسرار تقوية مناعة الطفل، وكيف تكون المناعة أسلوب حياة، وما هي الأطعمة أو الأطباق الملوّنة، ونوعية الأطعمة التي تُضعف المناعة. وتفاصيل أخرى كثيرة ومفيدة.

مناعة طفلكِ لا تُبنى بالغذاء وحده

حاجة الطفل للخضروات والفاكهة الملوّنة

الغذاء وحده لا يكفي:

فهناك عوامل أخرى لا تقل أهمية، كالنوم الكافي من عشر إلى اثنتي عشرة ساعة يومياً للأطفال الصغار، واللعب في الهواء الطلق الذي يُمدّ الطفل بفيتامين D ويُحسّن حالته النفسية.
والرياضة المنتظمة التي تنشّط الدورة الدموية وتقوّي العضلات، والحالة النفسية المتوازنة؛ حيث إن التوتر والخوف الزائد، يُضعفان الجهاز المناعي بشكل واضح. المناعة توازُن كاملٌ بين الجسد والنفس والعقل.

المناعة أسلوب حياة:

علمياً، جهاز المناعة عند الطفل مثل الحصن، يحميه من البكتيريا والفيروسات، وهذا الحصن لا يُبنى في يوم أو بأعشاب سحرية؛ بل يتكوّن من نمط حياة متوازن.
يبدأ من التغذية الصحيحة، مروراً بالنوم الكافي والنشاط البدني، وانتهاءً بالحالة النفسية. غير أن العنصر الأكثر تأثيراً، هو الغذاء الذكي الذي يُقوي خلايا الجسم ويدعم كفاءة المناعة بشكل طبيعي للطفل.

الطعام الملوّن سر مناعة الأطفال القوية:

السر الأول في بناء مناعة الطفل هو طبق طفلك؛ فكلما كان مليئاً بالألوان الطبيعية، كان جسمه أقوى في مواجهة العدوى؛ فكلّ لون له وظيفة مناعية محددة:

  • الأحمر :مثل الطماطم والفلفل الأحمر والبطيخ، غني بمضادات الأكسدة التي تقاوم الالتهابات. والبرتقالي مثل الجزر والمانجو والبطاطا الحلوة، مصدر لفيتامين A المهم لصحة الجلد والعينين وجهاز المناعة.
  • الأخضر: مثل السبانخ والبروكلي والبازلاء، يحتوي على الحديد والزنك وحمض الفوليك، الذي يساعد في تكوين خلايا الدم البيضاء.
  • الأصفر: مثل الموز والذرة، يمنح طاقة سريعة ويحافظ على توازن البوتاسيوم في الجسم.
  • الأزرق والبنفسجي: مثل التوت والعنب البنفسجي؛ فهو مليء بمضادات أكسدة قوية، ترفع من مقاومة الجسم للأمراض.

لصحة جهازه المناعي: أهم اللقاحات التي يحتاجها الطفل تابعي التفاصيل داخل التقرير

البروتين حجر الأساس لبناء المناعة

يتناول الرضيع البروتين بدايةً من الشهر السادس


البروتين هو المادة الخام التي تُبنى منها الأجسام المضادة، ومن مصادره المتنوّعة: البيض والدجاج والأسماك. ولذلك من الضروري أن يحصل الطفل على كفايته اليومية من البروتين؛ بدايةً من الشهر السادس بطحنه، ويدخل تدريجياً لطعام الطفل.
ومن مصادره المتنوّعة: البيض والدجاج والأسماك وخاصة السلمون، والتونة والبقوليات مثل: العدس والفول والحمص، ومنتجات الألبان الطبيعية.
احرصي على تقديم البروتين في كلّ وجبة حتى ولو بكميات صغيرة؛ فهو الذي يُعيد ترميم خلايا الجسم، ويُحفّز المناعة على العمل بأعلى كفاءة.
فيتامين "سي": الجندي السري لمحاربة الأمراض، ويعَد من أكثر الفيتامينات المعروفة بتقوية المناعة، ويساعد على امتصاص الحديد، ويعمل كمضاد أكسدة طبيعية.
ويوجد في: البرتقال والليمون والجوافة والكيوي والفلفل الرومي الملوّن والفراولة والطماطم، ويفضّل تقديمه طازجاً؛ لأن الحرارة تدمّر جزءاً من محتوى الفيتامين.

الزنك والحديد معادن لا غنى عنها

يُعدّان من أكثر العناصر أهمية في تقوية الجهاز المناعي؛ فالحديد يساعد على تكوين خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين لكلّ أعضاء الجسم. والزنك يُشارك في إنتاج الأجسام المضادة، ويُقلل من مدة الإصابة بالبرد. ومصادرهما: اللحوم الحمراء والكبدة والبيض والسبانخ والعدس والمكسرات.

الأطعمة المضادة للبكتيريا والفطريات

اللبن والزبادي من الأطعمة الطبيعية المضادة للبكتيريا


هناك أطعمة تعمل كمضاد طبيعي للبكتيريا وتساعد على حماية الطفل من نزلات البرد والعدوى الموسمية، مثل: الثوم المهروس بعد الطهي قليلاً، والزنجبيل الذي يمكن تقديمه في مشروب دافئ مع العسل.
والعسل الطبيعي بعد السنة الأولى من عمر الطفل فقط، واللبن الزبادي الذي يحتوي على بكتيريا نافعة تحافظ على صحة وحركة الأمعاء. هذه المكوّنات البسيطة تعمل كدرع داخلي يحمي الجهاز الهضمي والمناعي معاً.

أطعمة تُضعف مناعة الطفل

تجنُّب الأطعمة السريعة والتي تحوي دهوناً مصنّعة


في المقابل، هناك أطعمة تُضعف المناعة؛ حتى ولو كانت شهية، وأبرزها:

  1. السكريات الصناعية التي ترفع الالتهابات في الجسم، وتُضعف مقاومة البكتيريا. والمشروبات الغازية، التي تقلل امتصاص الكالسيوم وتُضر الكبد.
  2. الوجبات السريعة التي تحتوي على دهون مهدرجة تُرهق الجهاز الهضمي. والأطعمة المعلبة المليئة بالمواد الحافظة، التي تؤثّر على كفاءة الكبد والمناعة.
  3. الأطعمة قليلة الألياف مثل: الخبز الأبيض والمعجنات، التي تسبب الإمساك، وتُضعف امتصاص العناصر الغذائية. احرصي على تقليلها قدْر الإمكان، واستبدلي بها بدائل منزلية طبيعية.

نموذج ليوم متكامل:

الإفطار: كوب لبن وبيضة وقطعة فاكهة مثل الجوافة أو البرتقال، وشريحة توست من الحبوب الكاملة سناك، حفنة مكسرات أو زبادي طبيعي.
الغداء: صدر دجاج مشوي وأرز بني وسلطة خضراء وكوب عصير طبيعي. العشاء: شوربة خضار وقطعة جبن وثمرة موز. وبهذه البساطة يحصل الطفل على وجبات متوازنة مليئة بالفيتامينات والمعادن من دون مبالغات أو مكملات.

المناعة والدماغ علاقة وثيقة

هل تعلمين أن 70% من المناعة تتكوّن في الجهاز الهضمي، وهذا يعني أن أمعاء طفلك هي خط الدفاع الأول. الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والفواكه والخضروات، هي التي تحافظ على بكتيريا الأمعاء الجيدة، التي بدورها تُعزز المناعة والمزاج والتركيز. ولهذا فإن الاهتمام بالطعام الصحي، لا يُقوّي الجسم فقط؛ بل يُساعد على تطوُّر الذكاء والتركيز والانتباه أيضاً.

توصية الأطباء:

طفلة تحمل طبقاً من الفراولة


أفضل وسيلة لتقوية المناعة هي:

  • الوقاية الطبيعية اليومية: بدلاً عن اللجوء المستمر إلى الأدوية والمكملات، يُنصح ببناء نمط غذائي مستمر.
  • تناوُل الخضروات والفواكه الطازجة وتقليل السكريات والدهون وشرب الماء الكافي يومياً.
  • الحرص على غسل اليدين وتطهير الأدوات الشخصية، المناعة تُبنى بالتراكم والتكرار والالتزام.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.