من أجل صحة ومناعة جسم طفلك، ومن أجل تعزيز ذكائه ورفع معدل قدراته العقلية، خاصة في سن المدرسة، فمن الضروري أن تعرف كل أم قواعد أساسية تحقق لطفلها هذيْن الهدفيْن، ويجب أن تحرص على الالتزام بهما وعدم الانجرار وراء طلبات الطفل ورغباته، بحيث يرفض تطبيقها؛ لأن تعويد الطفل المبكر على عادات صحية يكون سهلاً، ومن الصعب تغييرها حين يكبر.
هناك نصائح ذهبية تعزز من مناعة الطفل، خصوصاً مع قرب فصل الشتاء، وفي الوقت نفسه تعزز من مستوى ذكائه وتركيزه في المدرسة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة ليال مسعود، حيث أشارت إلى 3 نصائح ذهبية مهمة؛ من أجل تركيز طفل المدرسة وتعزيز مناعته خاصة في الشتاء، ومنها الاهتمام بتنويع طعامه، والنوم الصحي، وغيرهما، في الآتي:
1- تنويع طعام الطفل

اعلمي أنه من الضروري أن يحصل طفلك، ومنذ بدء مرحلة إدخال الطعام الصلب إلى غذائه، على طعام منوّع يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتوي عليها الهرم الغذائي، والتي تشمل البروتين بنوعيه، وكذلك الفيتامينات والمعادن بجميع أنواعها، وبمعدلات مناسبة لعمره، إضافة إلى الكربوهيدرات والنشويات، وهي التي يجب أن تقع في أدنى مستوى؛ لأنها مفيدة للطفل لكي يحصل على الطاقة، ولكن الإسراف فيها يؤدي إلى نتائج غير جيدة، أهمها إصابة الطفل بالسمنة، إضافة إلى أعراض الكسل والخمول.
أضيفي إلى طعام طفلك الفواكه والخضروات بشكل يومي، وتوقفي عن تقديم الأطعمة المصنعة والمجهزة مسبقاً، وابتعدي تماماً عن تقديم الطعام الذي يُباع من الخارج "الفاست فود"؛ من أجل صحة الطفل، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من المواد الحافظة والصوصات التي تحتوي على أملاح وتوابل ضارة، وقد يحتوي أيضاً على بكتيريا السالمونيلا السامة والخطيرة، والتي توجد في اللحوم البيضاء النيئة، وتنتقل بسبب عدم توخي قواعد النظافة عند إعداد الطعام.
2- النوم الصحي الكافي للطفل
اعلمي أن فوائد النوم المبكر للأطفال.. وأضرار السهر من 0-18 عاماً يجب أن تكون في حسبانك؛ عندما تفكرين في صحة طفلك ومناعته، وكذلك ذكاؤه ومستوى تركيزه، ولذلك فيجب عليكِ أن تتجنبي تعريض طفلك، ومنذ صغره، للنوم غير المنتظم والمتقطع، وأعدي للطفل روتيناً للنوم، ويبدأ الطفل عموماً في التعود على النوم المنتظم والمتواصل بعد عمر الثانية، ولذلك يجب أن يخضع طفلك لنظام الأسرة كلها، والتي يجب أن تنام مبكراً؛ بسبب فوائد النوم المبكر الكثيرة للصحة والنشاط والمناعة، حيث إن هرمون النمو، خصوصاً عند الطفل، لا ينشط إلا ليلاً، ومن الضروري أن تعدّي طقوس نوم خاصة لطفلك؛ مثل الحمام المسائي، وشرب الحليب الدافئ؛ لكي يحقق معدلات النوم الطبيعية المناسبة والمتماشية مع طوله ووزنه.
احرصي على أن يلتزم طفلك بالنوم مبكراً في موعد محدد، وألا يتجاوز ذلك في أيام الإجازة مثلاً، ويمكن أن تخبريه بأن لديه ساعة فقط للسهر، وهي ساعة إضافية خلال الإجازة، يمكن قضاؤها في نشاط وجو أسري ممتع، وذلك لأن مثل هذا النشاط البعيد عن الهواتف الذكية مثلاً؛ يساعد على تحفيزه للنوم أسرع، مع حصوله على فوائد كثيرة تحفيزية؛ مثل الألغاز، وهي تفيد العقل وتزيد معدل الذكاء.
3- تقديم فيتامين د وحمض أوميغا 3 بمعدل مناسب لطفل المدرسة

احرصي على تقديم فيتامين مهم لصحة الطفل، وكذلك حمض دهني لا يتم الاستغناء عنه، حيث إن هذا الفيتامين هو "فيتامين الشمس"، كما يطلق عليه، ويجب أن تعرفي أنه يقدم للطفل بمجرد ولادته، ثم تزداد جرعته حسب عمره. إنه فيتامين "د"، الفيتامين المايسترو؛ الذي يحفّز عمل العديد من الأجهزة والعناصر الغذائية للطفل.
احرصي على عدم تقديم جرعات فيتامين «د»، سواء على شكل نقاط "قطرات"، أو على شكل محلول أو حبوب وكبسولات، قبل نوم الطفل بقليل؛ وذلك لأن تناول جرعة فيتامين "د" قبل النوم يسبب الأرق وحدوث اضطرابات في النوم؛ الذي يحتاج الطفل أن يكون متواصلاً، حيث يتداخل فيتامين «د» في آلية عمله مع آلية إنتاج الميلاتونين؛ وهو الهرمون المسؤول بشكل رئيسي عن تنظيم دورة نوم الطفل والحفاظ عليها.
استمري في تقديم جرعة فيتامين «د» اليومية لطفلك؛ حتى خلال فترة إصابته بالمرض، فهناك بعض الأمهات اللواتي يتوقفن عن تقديم الجرعة اليومية خلال توعك الطفل، على اعتقاد أن امتصاصه سوف يكون ضعيفاً، أو قد يكون بلا أي أهمية بسبب مرض الطفل، ولكن تقديم جرعة فيتامين «د» يكون مهماً جداً خلال مرض الطفل وضعفه جسدياً؛ حيث تضعف مناعته جراء ذلك، ومن الضروري أن يساعد فيتامين «د» في تعزيز مناعة الطفل؛ لتسريع وصول الطفل إلى مرحلة التعافي.
قدمي لطفلك جرعة من حمض أوميغا 3 بشكل يومي، حيث يعد أحد الأحماض الدهنية المهمة؛ لأنه يعد مسؤولاً عن إنتاج العديد من المواد التي تتواجد في الجسم فعلاً، ويسهم حمض أوميغا 3 بدور كبير في عمل مواد مهمة أخرى، وكلها في كلتا الحالتين تحافظ على توازن العديد من العمليات الحيوية الرئيسية التي تقوم بها أجهزة الجسم المختلفة؛ مثل ضبط معدل ضغط الدم في حدوده الطبيعية، وكذلك ضبط حرارة الجسم، وتوازن تخثر الدم، ومنع حدوث النزف الداخلي، والوقاية من حدوث الالتهابات الضارة والحساسية، وهما من أخطر الأمراض التي قد تصيب الجسم، وتؤدي لأعراض مرضية خطيرة على المدى الطويل والقريب؛ بمعنى أن بعضها قد يؤدي لأمراض للإنسان مع تقدم العمر، وبعضها يسبب أمراضاً على مدار مراحل العمر المختلفة، مروراً بمرحلة الطفولة.
قد يهمك أيضاً: ما مواعيد تقديم الفيتامينات لطفلك خلال النهار؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.






