mena-gmtdmp

أهم الترندات الشبابية في 2025

الشباب في عام 2025 صاروا أكثر وعيًا - المصدر freepik
الشباب في عام 2025 صاروا أكثر وعياً - المصدر freepik

كل عام يرمي بظلاله على الشباب، ويشهد مجموعة من التغيرات على عدة مستويات، والعام 2025 شهد عدة ترندات بعضها قد يُغير نظرتنا للشباب الذين باتوا أكثر تأثيراً وأسرع من حيث التغيير.
تقارير دولية حديثة أشارت إلى أن جيل الشباب هذا العام خاض بعض التجارب التي أثرت في اتجاهاته وغيَّرت بعض المفاهيم لديه، فنحن أمام شباب يبحث عن التوازن بين الطموح والضغط، معتنٍ أكثر بصحته النفسية، لديه مخاوف اقتصادية ولديه كذلك قدرات تكنولوجية أكثر عمقاً من السابق، لا سيما وأن أهم ما يميز العام المشرف على الانتهاء هو سيطرة الذكاء الاصطناعي.

ترندات الشباب في 2025

يمكن القول إن هناك الكثير من الاتجاهات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية التي غيرت الشباب خلال العام 2025، وقد حدد الخبراء قائمة من الترندات الأكثر تأثيراً على الشباب.

الإنفاق الحذِر

تشير استطلاعات رأي نُشرت في Opeepl إلى أن جزءاً كبيراً من الشباب يتوقع تحسن وضعه المالي في السنوات القريبة، لكن في الوقت نفسه هناك نظرة جادة للاستهلاك والإنفاق، ولاحظ الاستطلاع أن هناك اتجاهاً واضحاً من الشباب نحو الحد من الإنفاق أو "الانفاق الواعي"، الذي لا يقوم على المقارنة بينما الاحتياج.
وقد شهدت اتجاهات الشباب ميلاً للحد من الإنفاق على الكماليات العشوائية لصالح منتجات تتميز بالجودة وطول العمر، أو تلك التي تتماشى مع قيم شخصية مثل الاستدامة وتقليل الهدر.

في عام 2025 لم تعد الصحة النفسية سراً- المصدر freepik

الديجيتال ديتوكس

تعد منصات السوشيال ميديا للشباب مساحة للترفيه والمتعة، ورغم كل التحذيرات فهي مصدر للاستمتاع بالنسبة للشباب، ولكن يبدو أن الوعي زاد خلال العام 2025، ففي حين أن السوشيال ميديا ما زالت الملعب الأكبر لحياة الشباب. يوتيوب، إنستغرام، تيك توك، وغيرها من المنصات، تشكل ساحة الترندات، وحقل تجارب يومياً للموضة والأفكار والقيم الجديدة. لكن هناك شعوراً متزايداً بأن الاستخدام المبالغ فيه للشاشات هو مصدر ضغط، كما أن السوشيال ميديا في كثير من الأحوال أصبحت تترك أثراً على المزاج والصحة النفسية. لذلك يتصاعد ترند "الديجيتال دي توكس"، ولو بشكل بسيط مثل حذف تطبيق لفترة، تجاهل الاشعارات، تحديد ساعات معينة بلا هاتف، أو قضاء يوم في الأسبوع بعيداً عن السوشيال ميديا قدر الإمكان.
الفكرة ليست في مقاطعة العالم الرقمي، بل في استعادة السيطرة، حتى لا يكون الهاتف هو ما يحدد إيقاع اليوم بالكامل.

تراجع الثقة في الإنفلوينسرز

كثير من الشباب يوجهون النشاط الشرائي وفقاً لبوصلة الإنفلوينسيرز، ولكن يبدو أن هذا الاتجاه يتراجع، ففي حين اعترف كثير من الشباب بأنهم اشتروا منتجاً؛ لأن إنفلوينسرز تحدث عنه أو جربه. لكن العلاقة لم تعد قائمة على الإعجاب الأعمى مثل السابق.
الجيل الجديد أصبح أكثر اهتماماً بفكرة الإعلان المقنع. يسأل: هل هذا الشخص صادق فعلاً؟ هل يجرب ما يروِّج له؟ هل يوضح أن هذا المحتوى إعلاني أم يخفي هذه المعلومة؟
هذا الاتجاه يغير سوق المؤثرين، فلم يعد عدد المتابعين هو الأهم، بينما المصداقية والقرب من الواقع والشفافية والقدرة على التحدث بلغة الناس، دون مبالغة أو تزييف. أما العلامات التجارية التي تلجأ إلى محتوى مضلل أو مبالغ فيه، فتواجه أحياناً عقاباً من خلال عزوف الشباب بل والبعض يقوم بدعاية سيئة.

مزيد من الاستدامة

مصطلح الاستدامة ارتبط بالشباب الأعوام الأخيرة، فنحن أمام جيل يعي قيمة البيئة، ولكن عام 2025 شهد ترندات الاستدامة على نحو أكثر عمقاً وتكراراً، لم تعد القضية مجرد جملة في إعلان، بل تحولت لدى كثيرين إلى معيار حقيقي في اختيار ما يشترون. وبناء على ذلك اختلف النشاط الشرائي، وبات يتجه الشباب إلى منتجات قابلة لإعادة التدوير، وإلى تقليل استخدام البلاستيك، واختيار أدوات موفرة للطاقة، وحتى التفكير في أثر الشحن والتوصيل على البيئة.
البعض يقلل من الملابس السريعة ويبحث عن قطع تعيش مدة أطول، أو يتجه إلى الملابس المستعملة وإعادة التدوير كخيار عصري وأقل ضرراً بالكوكب.

الصحة النفسية ليست سراً

هناك علاقة طردية بين ضغوط الحياة والوعي بأهمية الصحة النفسية؛ ولأن العام الحالي شهد كثيراً من الضغوط سواء في الأوضاع الاقتصادية، السوشيال ميديا، وصورة الجسد، ما عزز القلق والتوتر لدى الشباب، ولكن الجديد في ترندات هذا العام هو أن الصحة النفسية خرجت من منطقة السر إلى العلن والنقاش والوعي.

الشباب أصبحوا أكثر وعياً بأضرار السوشيال ميديا- المصدر freepik

ثقافة "افعلها بنفسك"

ترند قوي آخر بين الشباب هو ثقافة DIY أو "افعلها بنفسك". لم يعد شراء كل شيء جاهزاً هو الخيار الوحيد. كثيرون يفضلون إصلاح الملابس بدلاً من رميها، إعادة تدوير الأثاث، تنفيذ ديكور الغرفة بلمسات شخصية، أو حتى تعلم البرمجة والتصميم من خلال الدورات المجانية لبدء مشروع صغير.
ويعود ذلك إلى ارتفاع الأسعار الذي شهده العام 2025 بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية. لكن وراء هذا التوجه دوافع أخرى مثل الرغبة في التميز، رفض النسخة المقلدة والمكررة من الموضة والمنتجات، وأيضا هذا الاتجاه يتماشى مع فكرة الاستدامة وعدم الهدر.

السفر كتجربة وليس ترفيهاً

نحن أمام ترند السفر للتجربة، وهدف الترفيه قد يكون تراجع نسبياً، ولذلك تغيرت ترندات الوجهات السياحية، وظهرت ًمدن عالمية مستهدفة لأسباب متنوعة مثل حضور حدث رياضي أو موسيقي كبير، وأحيانا لاكتشاف نوع مميز من السياحة يترك أثراً في التجربة الحياتية.
الصورة العامة تقول إن شباب 2025 يعيشون في عالم يمزج بين الرقمنة والتطور من ناحية، والوعي بأهمية الواقع بعيداً عن منصات التواصل وزيف الذكاء الاصطناعي، ووسط هذه الضغوط يحاولون الحفاظ على صحتهم النفسية، والعيش بشكل أكثر استدامة، وبناء هوية شخصية لا تشبه أحداً.
اقرئي أيضاً أسرار الثقة بالنفس وكيفية تعزيزها في مرحلة الشباب