لقد سمع الجميع عن رغبة بعض النساء في تناول أطعمة معينة أثناء الحمل، ولكن لماذا ترغب النساء فجأة في تناول أطعمة معينة، وهل تعني هذه الرغبة أي شيء؟ هذه الرغبة في تناول الطعام تشبه الوقت الذي يسبق دورتك الشهرية عندما تكون هرموناتكِ في أعلى مستوياتها، ما يُضاعف المشاعر الحساسة عشرة أضعاف. ويزيد من رغباتك؛ حيث تؤدي هذه الهرمونات إلى تغيرات في مستقبلات اللسان، ما يجعلكِ ترغبين في تناولين أطعمة معينة أكثر من غيرها. كما قد يؤدي ذلك إلى نفور من أطعمة تحبينها عادةً. ومع ذلك، قد يكون لبعض هذه الرغبات الشديدة أسباب متعلقة بالصحة، فما هي أسباب اشتهاء الحامل لأطعمة غريبة كما يشرحها الأطباء والمتخصصون؟
الرغبات الشديدة الأكثر شيوعاً التي تشعر بها النساء أثناء الحمل هي تناول الفاكهة، أو الحليب، أو الشوكولاتة، أو الحلويات الأخرى، وهذا يشير إلى:
- الرغبة الشديدة في تناول الفاكهة تشير إلى انخفاض مستويات فيتامين سي في الجسم.
- الرغبة الشديدة في تناول منتجات الألبان تشير إلى نقص الكالسيوم.
- الرغبة الشديدة في تناول الحلويات ذات السعرات الحرارية العالية مثل الآيس كريم مرتبطة بزيادة احتياجات السعرات الحرارية لدعم الحمل.
- أحياناً تشتهي النساء أطعمة حامضة مثل المخللات، ووجبات خفيفة مالحة مثل رقائق البطاطس أو البطاطس المقلية. قد تكون هذه طريقة جسمكِ للاحتفاظ بالسوائل وتعويض الصوديوم المفقود خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ حيث قد تؤدي مستويات البروجسترون خلال هذه الفترة إلى فقدان المزيد من الصوديوم في البول.
- يمكن أن تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام نفسية أيضاً، وقد تتأثر بالبيئة المحيطة. على سبيل المثال، إذا أخبرتكِ صديقتكِ أنها اشتهت بطاطس الجبن والفلفل الحار أثناء حملها، فقد يدفعكِ هذا إلى اشتهاء بطاطس الجبن والفلفل الحار أيضاً.
متى يجب أن تقلقي من اشتهاء الطعام الزائد؟
قد يشير ضعف حاسة التذوق أو الشم إلى نقص الزنك عند الحامل، ويُنصح بتناول مكملات الزنك. تحتوي اللحوم الحمراء (لحم البقر، الضأن، الجاموس) على حديد هيمي أكثر من اللحوم البيضاء، كما يُعدّ المحار أو بلح البحر أو الأخطبوط المطبوخ جيداً من المأكولات البحرية الشائعة الغنية بالحديد والزنك. وإذا كانت مستويات الحديد لديك منخفضة، فسوف يوصي طبيبك بتناول مكملات الحديد، والتي من شأنها أن تساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحديد.
تذكري أنه بإمكانكِ إشباع رغباتكِ من حين لآخر، بشرط الاعتدال وعدم الإفراط؛ حيث تحتاج المرأة الحامل إلى تناول 300 سعرة حرارية إضافية يومياً فقط لدعم حملها. لكن إن الإفراط في تناول الطعام بشكل متكرر قد يؤدي إلى آلام في البطن بسبب عسر الهضم، أو زيادة مفرطة في الوزن أثناء الحمل، مما يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم.
لذلك تأكدي دائماً من مناقشة الأمر مع طبيب أمراض النساء والتوليد الخاص بكِ إذا كانت لديك أي رغبات تبدو غير عادية. ويجب أن يتأكد طبيبك من أنك تتناولين العناصر الغذائية المناسبة وتكتسبين كمية طبيعية من الوزن من أجل حمل صحي.
مضاعفات إفراط الحامل في تناول الطعام اعرفيها وتجنبيها
ما هو البيكا أثناء الحمل؟
في حين أن الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غريبة أمر شائع خلال فترة الحمل (مثل مخللات زبدة الفول السوداني)، فإن الشعور برغبة قوية في مضغ أو أكل أشياء غير صالحة للأكل أمرٌ أكثر إثارة للقلق. إذا كنتِ تعانين من اضطراب بيكا أثناء الحمل، فهذا ما يحدث بالضبط: تجدين نفسكِ ترغبين في تناول أشياء غير غذائية، مثل التراب أو الطين. هنا، يشرح الخبراء الطبيون ما يجب أن تعرفيه عن هذه الحالة، بما في ذلك أسبابها وعلاجها.
إن اضطراب بيكا هو اضطراب في الأكل، حيث تشتهي المرأة أطعمةً غير غذائية. وعادة ما تبدأ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنها قد تحدث في أي مرحلة من مراحل الحمل. وتعود أصل الكلمة إلى الاسم اللاتيني الذي يعود إلى العصور الوسطى لطائر العقعق، وهو كائن يُفترض أنه يأكل أي شيء تقريباً.
من المهم ملاحظة أن النساء اللواتي يعانين من اضطراب بيكا ما زلن يأكلن الطعام العادي عادةً، ولكن لديهن أيضاً رغبة شديدة في تناول أطعمة غير غذائية.
أنواع الرغبة الشديدة في تناول البيكا
هناك 4 أنواع رئيسية من البيكا:
إذا كنتِ تعانين من أكل التراب، فقد تشتهين أطعمة ترابية كالتراب والطين والفحم والأحجار.
في حالة أكل النشا، تميل الحوامل إلى تناول النشويات النيئة، بما في ذلك الدقيق والأرز ونشا الغسيل ونشا الذرة.
أما منْ يعانين من أكل الثلج، فيملن إلى تناول كميات كبيرة من الثلج.
وهناك الخيارات الشائعة الأخرى التي تشمل الطباشير والورق وورق التواليت وتفل القهوة وبودرة الأطفال.
ما الذي يسبب اضطراب بيكا أثناء الحمل؟
رغم عدم وجود سبب محدد لحدوث بيكا الحمل، فإنها غالباً ما تحدث بسبب نقص العناصر الغذائية، وعادةً ما يكون فقر الدم الحملي الناتج عن نقص الحديد. كما أن نقص الزنك يُعدّ أحياناً سبباً رئيسياً. ونظراً لارتباط هذه الحالة غالباً بنقص التغذية، فمن المهم التأكد من تناولكِ كمية كافية من العناصر الغذائية إذا كنتِ تعانين من بيكا أثناء الحمل، وإلا قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض فقر الدم، بما في ذلك الرغبة الشديدة في تناول الطعام بسبب بيكا.
هل مرض بيكا خطير أثناء الحمل؟
البيكا خطرة؛ لأن معظم الأطعمة التي يشتهيها الناس أثناء الإصابة بها ليست طعاماً، وهي سامة للجسم. وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات الحمل أو مشاكل في نمو الطفل، كما أن تناول مواد غير غذائية قد يُشعرك بالشبع، مما يُغني عن الحاجة إلى الطعام نفسه وما يُوفره من عناصر غذائية. كما يُمكن أن يُفاقم مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال أثناء الحمل، وإذا كنتِ تشتهين الثلج فقط مع الاستمرار في تناول الأطعمة المغذية كجزء من نظامكِ الغذائي أثناء الحمل، فهذا ليس مدعاة للقلق عادةً، ولكن مع ذلك، يجب عليكِ استشارة طبيبكِ بشأن المشاكل الكامنة المحتملة التي قد تُسبب هذه الرغبة الشديدة، مثل نقص الحديد.
كيفية علاج بيكا أثناء الحمل
قللي من التعرض العام لهذه المواد قدر الإمكان، وقد يحدد طبيبكِ أطعمةً تُشبه في قوامها أو طعمها أو رائحتها على سبيل المثال، شم رائحة التراب أثناء تناول دقيق الشوفان المجفف، أو فتات الخبز المحمص، أو التورتيلا المحروقة.
إذا كنتِ تعانين من بيكا، فمن المرجح أن يتأكد طبيبكِ من حصولكِ على ما يكفي من العناصر الغذائية، وقد يوصيكِ ببعض الفيتامينات والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى التأكد من تناولكِ أطعمة مغذية أخرى.
يمكنك المساعدة في تخفيف الرغبة الشديدة في تناول الطعام (بيكا) بتناول شيء ذي نكهة قوية، مثل النعناع أو العلكة أو علكة الزنجبيل للحامل.
إذا كنتِ تشتهين أي أطعمة غير غذائية، حتى لو كانت مجرد رقائق ثلج، فمن الأفضل إخبار طبيبكِ بذلك؛ حيث يمكنه وضع خطة معكِ لضمان حصولكِ أنتِ وطفلكِ على ما يكفي من العناصر الغذائية المناسبة أثناء نموه.
إذا كنتِ تعانين من اضطراب الحالة النفسية أثناء الحمل إلى جانب التعب والصداع وخفقان القلب وضباب الدماغ وضيق التنفس، إذا كنتِ قلقة بشأن صحتكِ النفسية أثناء الحمل، فتأكدي من التحدث مع مقدم الرعاية الصحية.
نصائح للحوامل اللواتي يشتهين الأطعمة المميزة
من المثير للدهشة أن العديد من النساء يشعرن برغبة في تناول مزيج غريب من الطعام طوال فترة الحمل. إلا أن النساء عادةً ما يبدأن بالشعور بالرغبة الشديدة في تناول الطعام مع نهاية الثلث الأول من الحمل، وعادةً ما تخف مع نهاية الثلث الثالث، وإليكِ النصائح الآتية:
لا تبحثي عن السبب
في الحقيقة لا يوجد سبب محدد لشعور النساء بالرغبة الشديدة في تناول الطعام أثناء الحمل. ومع ذلك، تُرجّح عدة نظريات أن هذه الرغبة مرتبطة بالهرمونات، وهو أمرٌ مُرجّح بسبب تدفق الهرمونات، أو بتغيرات حاسة التذوق، فلا تبحثي عن السبب، واعلمي أنه مع استعداد جسمكِ لاستقبال مولود جديد لمدة تسعة أشهر، تزداد حاجتكِ إلى عناصر غذائية معينة مثل الكالسيوم والحديد. ومع تغير احتياجات جسمكِ الغذائية أثناء الحمل، قد تشتهين الأطعمة الغنية بهذه العناصر.
احرصي على موازنة رغباتكِ
انتبهي إلى أن الأطعمة عالية السعرات الحرارية، والتي قد تؤدي إلى زيادة الوزن، مما يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم. واحرصي على موازنة رغباتكِ في تناول الأطعمة غير الصحية مع الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التحكم في رغباتكِ، فقد يكون من المفيد استشارة طبيبكِ لوضع خطة علاجية.
تناولي وجبات منتظمة
مع ازدياد رغبتك بأطعمة معينة، تناولي وجبات منتظمة، وقومي بتحضير وجبات خفيفة صحية مسبقاً، وشرب الكثير من الماء، والحصول على قسط كافٍ من النوم، واختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية. وتذكري أن حرمان نفسكِ من الطعام سيزيد من حدة هذه الرغبة. ولا بأس بالاستسلام للإغراءات العرضية طالما أن هذه الرغبة لا تسبب أي ضرر.
علامات وحام طريفة منها ما يرتبط بعلاقتكِ بزوجكِ والأسباب والعلاج
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
